شوشرة: حصار كييف
الحرب الروسية ضد أوكرانيا تشرع أبوابها أمام العديد من المفاجآت في ظل الوضع السائد ومساعي تغيير الخريطة ومشاهد حرب ظاهرها أهداف معلنة وباطنها أسرار مدفونة تنكشف مع الأيام، كما هي الحال في كل حدث طارئ متفجر، خصوصاً عندما تتدخل الدول الكبرى لإخماد النيران المشتعلة في في حين أن بينها من يساعد على اشتعالها ويقتنص الفرصة للقضاء على دولة ذات سطوة ونفوذ ودور فاعل وبارز وتشكل خطراً حقيقياً عليها.الأزمة الروسية- الأوكرانية كشفت عن حقيقة مهمة، وهي ضعف المواجهة من بعض الدول الكبرى التي اكتفت بالتهديد والوعيد والتصريحات والتنديد وغيرها، رغم مساعيها لدعم كييف، فردات فعل الروس، وهم الأصعب في المواجهة، كانت أقسى مما تصورته هذه الدول التي تحاول جاهدة تغطية أسرار هذه الحرب الطاحنة التي ستشكل تهديداً حقيقيا للعالم وتغييراً لخريطته التي كانت قائمة في الحرب الباردة، واستفادت منها بعض الدول التي سعت وقاتلت من أجل تفتيت الاتحاد السوفياتي.فبعد العزلة التي شهدتها روسيا لسنوات وعدم استفادتها من الامتيازات في ليبيا وتونس، بعد أحداث العراق وسقوط النظام الغاشم وأحداث الربيع العربي، لم يتبق لها سوى سورية، حيث تمسكت بها فضلا عن علاقتها المستميتة مع طهران وهي الشريك الرئيس لها، فضلا عن الصين التي تعد متنفساً لها في الأزمات لإخراجها من عنق الزجاجة عند أي تصويت ضدها في مجلس الأمن، فموسكو عملت بهدوء إزاء العديد من الأحداث العالمية، وما إن سعت كييف للخروج من دائرة الضعف والصعود إلى القمة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى كشر بوتين عن أنيابه في تحديد مواجهة كلفت الأوكرانيين الكثير والكثير رغم الخسائر الروسية في الأرواح والعتاد.
والتساؤلات: هل تصمد كييف في مواجهة الجيش الأحمر؟ وهل تستطيع واشنطن أن تخرج الشعب الأوكراني من هذا المأزق؟ وهل الاتحاد الأوروبي قادر على اتخاذ قرار جريء بالإعلان عن انضمام كييف تحت مظلته؟ أم أن هناك من سيكتفي بالدعم لاستمرار هذا النزيف؟ وماذا بعد هذه الحرب؟ كيف ستتصدى بعض الدول لأزمة الغاز مثل الدول الصناعية الكبرى؟آخر السطر:تكلفة أزمة كورونا كانت عالية، والأزمة الروسية - الأوكرانية ستكون الأعلى، وأزمة الأمن الغذائي ستضع رحالها على العالم وستفتح أبواباً أخرى، فالقادم أعظم وهناك من لا يستطيع العيش بلا أزمات.