العماري مسك الختام بدار الآثار الإسلامية
قدّم باقة من الأغنيات التراثية على مسرح مركز اليرموك
في حفل انسجمت فيه الأصالة مع الأمل، وتطلع فيها الجميع لتراث الأجداد بكل فخر واعتزاز وحب، جاء «مجلس الفن»، وسط إقبال رائع عكس مقدار تمسّكنا بهويتنا وثقافتنا الفنية.
اختتمت دار الآثار الإسلامية موسمها الثقافي الـ26 بأمسية موسيقية بعنوان «مجلس الفن» قدّمها الفنان سلمان العماري بمصاحبة فرقة الماص للفنون الشعبية، في حفل هو مسك الختام لموسم ثقافي تألق وتحدى الظروف التي فرضتها جائحة كورونا العام الماضي.
إقبال جماهيري
وافتتح عضو ديوانية الموسيقى بدار الآثار الإسلامية، م. صباح الريس، الحفل بأن رحب بالحضور الذي اكتظ به مسرح مركز اليرموك الثقافي، تعبيرا عن الحب الذي يكنّه كل كويتي لتراثه الشعبي الأصيل، مؤكدا سعادته بالإقبال الجماهيري من جميع الأعمار والفئات على سماع فنوننا التراثية الجميلة.كما رحب الريس بالفنان سلمان العماري الذي يعد أحد أهم الموثقين لفترة الغوص والبحر والباحثين الأكثر اجتهادا في مجال الفنون الشعبية عامة والفنون البحرية خاصة، آخذا على عاتقه أهمية المحافظة على تلك الفنون من الاندثار، باعتبارها تمثّل جزءا كبيرا من تاريخ وثقافة المنطقة، حيث قام بأدائها من دون أي تعديلات أو تغييرات، لتصل إلى الأجيال المعاصرة بصورتها الأصلية، دون أن تفقد هويتها.من جانبه، قال الفنان العماري، في تصريح لـ«الجريدة» على هامش الحفل، إن سعادته لا توصف بهذا الإقبال الكبير من الجمهور على حفلاته، وخاصة أن ما يقدمه هو الفنون الشعبية الكويتية الأصيلة، مؤكدا حب وارتباط الكويتي بهويته مهما تقدمت به العصور، لكن لا يزال يتعلق بتراث الأجداد الذي ينعكس في أغنياتهم وألحانهم، حيث إن لكل أغنية وصوت موسيقي قصة وحكاية تحمل عبق هذا الزمن الجميل.وأعرب العماري عن فخره وامتنانه لحضوره المستمر في فعاليات دار الآثار الإسلامية، وأن الدار تحرص أن يكون حفله هو مسك الختام في كل موسم ثقافي، مضيفا أنه لم يستغرب هذا الإقبال، فقد اعتاد حب الناس لتلك الأعمال، ولذلك فإن سعادته بتقديمها كبيرة.
أجواء الحفل
تميز الحفل ببهجة استثنائية، ساهم فيها التنوع الكبير الذي طغى على مختارات سلمان العماري الغنائية، حيث قدّم توليفة فنية ترضي جميع الأذواق، لمحبي الفنون التراثية بأصواتها وأشكالها المختلفة، وفضلا عن ذلك ساهمت مشاركة الفرقة بتقديم رقصات تراثية في إضفاء لمسة جمالية، حيث ظهر حماس وتناغم فرقة الماص للفنون الشعبية خلال الحفل بشكل كبير، سواء من خلال الرقصات أو إطلاق الصيحات والأصوات المختلفة بين الحين والآخر، حتى أن الحفل بدأ وانتهى بذات القوة والحماسة المتبادلة بين المسرح والجمهور.أما العماري فقد أعرب عن تشوقه للجمهور بطريقته الخاصة، إذ بدأ الغناء قبل دخول المسرح، واستهل ظهوره بتقديم أولى أغنياته بالحفل، وكانت بعنوان «سيد الأحباب»، وهي من الفن العاشوري، وبعد انتهاء الأغنية لم يستطع الجمهور تضييع الفرصة دون الترحيب بفنانهم المحبوب ذي الجماهيرية العريضة بين الشباب والكبار والأطفال على حد سواء، الذين تميّز بهم الحضور أمس، وبدأ التصفيق الحار ترحيبا بالعماري وفرقته قبل انطلاق ثاني أغنيات الحفل بعنوان «يا عوني يا الله».عود وكامنغا
ومع بداية الأغنية الثالثة، أمسك العماري بعوده المعهود، ليبدأ مرحلة جديدة ومختلفة من الأداء الغنائي والموسيقي، كما دخلت أيضا آلة الكامنغا، ليبدأ تقديم باقة من الأغنيات البحرية الشهيرة، ومنها «حرك شجوني» و»الليالي المقمرات».وكان حرص العماري على التنوع واضحا، وكأنه تجوّل بالجمهور على باقة من الزهور المختلفة الأشكال والألوان والورائح العطرية، فتجول أيضا في بستان الزهيريات الكويتية الخالدة، مقدما أغنية «اش مشكلك يا قلب»، كما قدّم الفن العاشوري والشيلات كأغنية «في وجدنك غاب القمر» بصحبة طبول الفرح، وصدح الطار.وتزينت أركان الصالة بألوان الغناء التراثي، كالفن الخماري الشهير، أو فن «اللعبونيات» نسبة إلى الشاعر المعروف محمد بن لعبون، والفن العاشوري والفن الخماري والفن القادري والأصوات واليماني، كما لم يفوّت العماري الفرصة بإطلاق «غيار» للمطرب الشهير الراحل أبوبكر سالم، والتي استقبلها الجمهور بحفاوة كبيرة، وتفاعل مع كلماتها ولحنها بشجن كبير.ومن الفنون المتنوعة أيضا التي تضمنها الحفل فن الصوت، ومنها أوبريت «مذكرات بحار»، وأخرى بعنوان «يا ليلة دانة»، ومن الفن اليماني «يا سمار»، و»لما يغيب القمر»، واختتمت الحفل بفن السامري في أغنية بعنوان «تيه أفكاري غزال»، و«سار الليل يا جمال»، و«من عدن سرنا اليمن».عزة إبراهيم
صباح الريس: العماري الأكثر اجتهاداً في مجال الفنون الشعبية والبحرية
سلمان العماري: اعتدت حب الناس لأعمالنا الغنائية التراثية الجميلة
سلمان العماري: اعتدت حب الناس لأعمالنا الغنائية التراثية الجميلة