الهدم والبناء أحلام غيرت التاريخ

نشر في 01-04-2022
آخر تحديث 01-04-2022 | 00:00
 خالد مقبل الماجدي العالم عاش سنوات تحت تهديد الأوبئة، ومجيء كورونا ذكرنا بأن البشرية لا تزال ضعيفة وعرضة للخطر وأيقظ فينا مخاوف الأجداد، مما جعلها، فيما بعد، أسلوباً معتاداً للتعامل مع الأوبئة الأخرى ولذلك بالنسبة للمؤرخين، لا جديد في الأمر، وما نعيشه اليوم من مخاوف هو ذاته الذي عشناه في الماضي.

بداية الشعور بضعف الفرد والنظام، وجائحة كورونا كانت بالنسبة للبشرية الأزمة الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، من النواحي الطبية والاقتصادية والاجتماعية على السواء، وهذا الشعور سيستمر بعد جلاء الجائحة، والأمان النسبي الذي عاشه الكثير من الناس بعد انتهاء الحرب الباردة ذهب إلى غير رجعة، وهذا لن يغير فقط الشعور بالحياة بشكل مستدام، إنما سيزيد المخاوف وضرورة الوقاية الفردية والاجتماعية.

الاستثمارات في النظام الصحي ستزداد، والنقاشات حول توفير النفقات ستتوقف، والجهات الحكومية ستسعى إلى اتخاذ المزيد من الاحتياطات وإجراءات الوقاية، كي لا تواجه عند انتشار الجائحة القادمة مشكلات في كمية المعدات الوقائية والتجهيزات اللازمة وفي السلطات الصحية، فبشكل عام أدت الجائحة إلى توضيح الدور المهم للعلوم والبحث العلمي، ولكن تبين في الوقت ذاته أن التبادل والتواصل العلمي في مجالات المجتمع والسياسة والإعلام مازال بحاجة إلى مزيد من التطوير، كما عززت الجائحة فكرة أن الحكومات التي تتصرف على أساس المعارف العلمية وتكون شفافة في تقديم المعلومات وتبرر تصرفاتها بشكل منطقي سليم.

ومن المهم أن نعزز قناعاتنا وثقتنا بأن لدينا القدرات والمهارات، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الجهد والصبر في تنميتها وتعزيزها بالعلم والمعرفة وتطوير المهارة واكتساب الخبرة على أن يكون لدينا هدف ذو قيمة، وفكر سديد يهدف لمجتمعات ناضجة ومتماسكة تنطلق نحو آفاق معرفية أكثر رحابة وحضارة إنسانية أوسع امتداداً، وأقدر على مواكبة واستيعاب متغيرات الحياة ليتحقق ما نطمح له ونرتضي، فأزمتنا ليست أزمة أفكار بل أزمة أفعال وتنفيذ، وأزمتنا أزمة حوار ينتج فكرا، وفكرا ينتج حوارا فيثمر فعلا، إن مزيدا من الجدل يعني قليلا من العمل، بعد هذا هل ينقصنا أفكار؟ لا أظن... فلله الأمر من قبل ومن بعد.

خالد مقبل الماجدي

back to top