هانتر بايدن موّل برنامجاً بحثياً للتكنولوجيا العسكرية في أوكرانيا

نشر في 01-04-2022
آخر تحديث 01-04-2022 | 00:07
نجل الرئيس الأميركي، هانتر بايدن
نجل الرئيس الأميركي، هانتر بايدن
يبدو أن ادعاء موسكو المرتبط بتورط نجل الرئيس الأميركي، هانتر بايدن، في تمويل برنامج بحثي عسكري أميركي "للأسلحة البيولوجية" في أوكرانيا صحيح جزئياً على الأقل، وفق رسائل إلكترونية جديدة تلقاها موقع صحيفة "ديلي ميل".

يزعم رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيماوية الروسية أن "تبادلات معينة جمعت بين الوكالات الحكومية الأميركية ومختبرات بيولوجية أوكرانية"، ويشير إلى "تمويل هذا النوع من النشاطات عبر جهات مقرّبة من القيادة الأميركية، لا سيما صندوق الاستثمار Rosemont Seneca الذي يرأسه هانتر بايدن".

يقول خبراء الاستخبارات إن مزاعم القائد العسكري الروسي هي مجرّد حيلة دعائية فاضحة لتبرير تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزرع الفتنة في الولايات المتحدة، لكن تكشف رسائل إلكترونية موجودة في حاسوب محمول تخلى عنه هانتر سابقاً أنه شارك في تأمين ملايين الدولارات لتمويل شركة Metabiota المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية والمتخصصة في إجراء أبحاث عن الأمراض التي تُسبب الأوبئة ويمكن استعمالها كأسلحة بيولوجية.

يبدو أنه عَرَّف Metabiota أيضاً على شركة الغاز الأوكرانية Burisma التي يعتبرها الكثيرون فاسدة لإطلاق "مشروع علمي" يشمل مختبرات لها مستوى أمان بيولوجي عال في أوكرانيا.

قد تكون Metabiota شركة بيانات طبية ظاهرياً، لكن أرسل نائب رئيسها رسالة إلى هانتر في عام 2014 يَصِف فيها الطريقة التي تضمن "ترسيخ استقلال أوكرانيا الثقافي والاقتصادي عن روسيا"، وهو هدف غير مألوف بالنسبة إلى شركة متخصصة بالتكنولوجيا الحيوية.

كان هانتر وزملاؤه في شركته الاستثمارية Rosemont Seneca يجمعون ملايين الدولارات في مناسبات متكررة لصالح شركات التكنولوجيا على أمل أن تُحقق تلك الشركات النجاح وتمنحهم ثروات طائلة.

كانت Metabiota واحدة من تلك الشركات، تناقش الرسائل الإلكترونية التي تبادلها هانتر وزملاؤه بكل حماس فكرة مفادها أن مراقبة البيانات الطبية عبر هذه الشركة قد تصبح أداة أساسية للحكومات والشركات التي تسعى إلى رصد تفشي الأمراض المُعدية.

لكن تكشف الرسائل الإلكترونية أن هانتر كان متورطاً في عمليات شركة Metabiota في أوكرانيا تحديداً، وتشير تبادلات هانتر مع المستثمرين إلى أنهم لم يكتفوا بتأمين التمويل اللازم للشركة، بل شاركوا أيضاً في "إيجاد عملاء جدد"، بما في ذلك وكالات حكومية للتعامل مع Metabiota، حتى أن هانتر وشريكه إيريك شويرين ناقشا احتمال تأجير مكتبهما إلى الشركة من الباطن في أبريل 2014.

خلال ذلك الشهر، كتبت نائبة رئيس Metabiota، ميري غوتييري، مذكرة إلى هانتر حيث حددت الطرق التي تسمح لها بترسيخ استقلال أوكرانيا الثقافي والاقتصادي عن روسيا، فكتبت غوتييري: "أشكرك على تخصيص بعض الوقت من جدولك المكثف لمقابلتي أنا وكاثي ديميو [المديرة التنفيذية لشركة Metabiota] يوم الثلاثاء، لقد استمتعنا بنقاشنا كثيراً، كما سبق أن وعدتُك، حضّرتُ المذكرة الملحقة بهذه الرسالة لطرح نظرة شاملة عن Metabiota، والتزاماتنا في أوكرانيا، وكيفية الاستفادة من فِرَقنا وشبكاتنا ومفاهيمنا لترسيخ استقلال أوكرانيا الثقافي والاقتصادي عن روسيا ومتابعة التكامل مع المجتمع الغربي".

بعد مراجعة الرسائل الإلكترونية المأخوذة من حاسوب هانتر، صرّح الضابط المرموق السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، سام فاديس، لموقع "ديلي ميل"، بأن الطلب المرتبط بمساعدة أوكرانيا على ترسيخ استقلالها كان غريباً بالنسبة إلى شركة متخصصة بالتكنولوجيا الحيوية، ولهذا السبب، لا مفر من التساؤل حول الهدف الحقيقي من هذا المشروع برأيه.

أدت ميري غوتييري دوراً رائداً في عمليات الشركة داخل أوكرانيا، فقد كشف تقرير صادر عن "مركز العلوم والتكنولوجيا" في أوكرانيا أنها اجتمعت مع مديري تنفيذيين من الشركات الأخرى ومع مسؤولين عسكريين أميركيين وأوكرانيين، في أكتوبر 2016، لمناقشة "التعاون المحتمل في مجال مراقبة الأمراض المُعدية والخطيرة ومنع تفشّيها، بما في ذلك الأمراض حيوانية المصدر في أوكرانيا والدول المجاورة".

في تلك الفترة، كان هانتر عضواً في مجلس إدارة شركة الغاز الأوكرانية Burisma التي يملكها المسؤول الحكومي السابق والملياردير "الفاسد" ميكولاي زلوشفسكي، وبعد أربعة أيام على رسالة غوتييري الإلكترونية في أبريل 2014، كتب المدير التنفيذي في شركة Burisma، فاديم بوزارسكي، رسالة إلى هانتر يكشف فيها أن ابن نائب الرئيس الأميركي حينها أطلق "مشروعاً علمياً" يشمل شركتَي Burisma وMetabiota في أوكرانيا.

كتب بوزارسكي: "نرجو منك أن تُحدّد بعض النقاط الأولية لمناقشتها تمهيداً لتحليل قدرات ما سمّيتَه "مشروع أوكرانيا العلمي". لقد فهمتُ أن شركة Metabiota كانت متعاقدة من الباطن مع Black & Veatch، الشركة الأساسية المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية، ما طبيعة الشراكة التي تبحث عنها Metabiota في أوكرانيا؟ هل تريد التعاون مع جهة غير حكومية محتملة في كييف أم إعادة بناء العلاقات مع الوزارات المعنية في أوكرانيا ثم تجديد التمويل الذي تقدّمه Black & Veatch على هذا الأساس؟ أو هل تسعى إلى عقد شراكات معيّنة لإدارة المشاريع في أوكرانيا أو إقامة علاقات عامة مع المؤسسات الحكومية هنا لتمويل المشاريع"؟

يظن فاديس أن محاولة إقناع شركة Metabiota بعقد شراكة مع Burisma هي معلومة محيّرة ومقلقة: "كان والد هانتر نائب الرئيس الأميركي ومسؤولاً عن العلاقات مع أوكرانيا حينها. ما الذي يفسّر إذاً وجود هانتر في شركة غاز أوكرانية مشبوهة وإصراره على إقناعها بإبرام شراكة مع شركة أخرى متخصصة بأبحاث الأسلحة البيولوجية؟

قد تكون هذه الادعاءات مجرّد حملة دعائية تحاول روسيا الاستفادة منها، لكن تبرز الحاجة إلى استكشاف مجموعة لافتة من المعطيات. تعتبر وزارة الدفاع الأميركية أن المشروع لا يحمل أي نوايا شائنة، بل إنه مجرّد بحث تحذيري مبكر عن الأوبئة، لكنّ أحداً لا يعرف بعد حقيقة ما يحصل.

ذكر فاديم بوزارسكي في رسالة إلكترونية أرسلها إلى هانتر أنه اطلع على مشاريع بحثية بيولوجية من هذا النوع في عمله السابق، حين كان مسؤولاً في الحكومة الأوكرانية، وادعى أن شركة الهندسة الأميركية Black & Veatch كانت قد شاركت في عمليات تشبه المشروع المقترح على شركة Metabiota.

على صعيد آخر، تثبت سجلات الإنفاق الحكومي أن وزارة الدفاع الأميركية منحت عقداً بقيمة 18.4 مليون دولار إلى Metabiota بين فبراير 2014 ونوفمبر 2016، وقد خُصّص 307 آلاف دولار منها "للمشاريع البحثية في أوكرانيا"، كذلك، كلّفت "وكالة الدفاع الأميركية المعنية بخفض التهديدات" شركة Black & Veatch ببناء مختبر يبلغ فيه المستوى البيولوجي ثلاث درجات في أوديسا، أوكرانيا، في عام 2010، مما يسهم في تأمين المعدات والتدريبات اللازمة لرصد مسببات الأمراض الخطيرة بكل أمان وفاعلية"، وفق بيان صحافي صادر عن الشركة.

بحسب مصادر وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، تُستعمَل هذه المختبرات "لدراسة العناصر أو السموم التي يمكن نقلها عبر الهواء وقد تُسبب عدوى قاتلة"، وحصلت شركة Black & Veatch على عقد آخر مدته خمس سنوات بقيمة 85 مليون دولار في عام 2012.

وفي رسالة إلكترونية من مايو 2014، يذكر شريك هانتر في شركة Rosemont Seneca، إيريك شويرين، ما يلي: "ثمة تناغم محتمل وواضح بين "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" ونشاطات شركة Metabiota. إنه أمر آخر يستحق التفكير".

وفي إشارة أخرى إلى عمق الروابط بين Metabiota ووزارة الدفاع الأميركية، قال شريك هانتر في Rosemont Seneca، روب واكر، إنه سيطلب من أحد أصدقائه التواصل مع وزارة الدفاع سراً لإثبات حُسن نوايا الشركة أمام كبار المستثمرين المحتملين من أمثال Goldman Sachs و Morgan Stanley في اكتوبر 2014.

كانت Rosemont Seneca فرعاً تابعاً للشركة الاستثمارية Rosemont Capital التي أسّسها هانتر مع كريس هاينز، ابن زوجة وزير الخارجية السابق جون كيري، في عام 2009.

برزت روابط وثيقة أيضاً بين شركة Metabiota و"معهد ووهان لأبحاث الفيروسات" الذي يشتبه الكثيرون بتورطه في نشر فيروس "كوفيد19"، وكان هذا المعهد الصيني معقلاً لإجراء أبحاث طبية مثيرة للجدل قد تُغيّر الكائنات وراثياً، مما يعني أنه يستطيع ابتكار فيروسات بالغة القوة.

أجرى علماء صينيون هذا النوع من الأبحاث الشائكة على فيروسات كورونا في "معهد ووهان لأبحاث الفيروسات"، وتعاونوا مع منظمة EcoHealth Alliance المدعومة من الولايات المتحدة، وأصبحت هذه الأخيرة محط تدقيق واسع النطاق بسبب أبحاثها المرتبطة بفيروس كورونا منذ تفشي جائحة "كوفيد19".

نشر باحثون من "معهد ووهان" و Metabiota وEcoHealth Alliance دراسة مشتركة في عام 2014 حول الأمراض المعدية المشتقة من الخفافيش في الصين، وهي تذكر أن الاختبارات حصلت في "معهد ووهان لأبحاث الفيروسات"، شاركت في هذه الدراسة شي زنغلي، مديرة "مركز الأمراض المعدية المستجدة" في "معهد ووهان"، وهي المرأة التي باتت تُعرَف بلقب "سيدة الخفافيش" نظراً إلى دورها الأساسي في الأبحاث المرتبطة بفيروس كورونا المشتق من الخفافيش في المختبر، أما شركة Metabiota، فهي شريكة رسمية لمنظمة EcoHealth Alliance منذ عام 2014 وفق المعلومات الواردة على موقعها الإلكتروني.

* جوش بوسويل - ديلي ميل

back to top