الجسمي: عصر النجوم انتهى والمحتوى سيد الموقف
يتصدى لبطولة الدراما الكويتية «عائلة عبدالحميد حافظ»
تواجد الفنان الإماراتي أحمد الجسمي في الكويت، لتصوير مشاهده في المسلسل الرمضاني "عائلة عبدالحميد حافظ".وكشف الجسمي، في لقاء مع "الجريدة"، تفاصيل مشاركته في العمل واختياره لأدواره بالسنوات الأخيرة، مؤكدا انتصاره للنص الجيد، لأن المحتوى الدرامي أصبح سيد الموقف الآن، بعدما انتهى عصر النجوم. وأوضح أن دوره في المسلسل، هو رب الأسرة الكبير الذي يحمل العمل اسمه، وهو "عبدالحميد حافظ"، حيث يتواجد في الكويت منذ عدة أشهر لتصوير العمل الذي يخوض به السباق الدرامي لشهر رمضان الجاري.
ولفت إلى أن أحداث المسلسل تدور في حقبة التسعينيات، وخاصة عام 1994، حول "عائلة عبدالحميد حافظ" والمشاكل التي تواجه رب الأسرة مع أبنائه، في إطار اجتماعي جميل، متمنيا أن يحوز العمل إعجاب الأسرة الخليجية في شهر رمضان، وأن يشاركهم أجواء هذا الموسم المميز.وأعرب الجسمي عن سعادته باستمرار التعاون مع الفنانة هيا عبدالسلام، بطلة العمل، موضحا أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت عدة أعمال بالتعاون الفني والإنتاجي معها وزوجها الفنان فؤاد علي، القائمين على إنتاج المسلسل، مؤكدا اهتمامه بتلك الشراكة التي تقدم للجمهور من كل عام أعمالا فنية تليق بهم.
جيل الشباب
وقال إن أهم ما يميز هذا التعاون، هو رغبته المستمرة في التعاون مع جيل الشباب من الفنانين، حيث "يجب على الرواد إفساح المجال للفنانين الشباب أصحاب الرؤية المختلفة والتوجه الإبداعي، كما أن هناك في جيل الفنانين الشباب من هم أصحاب أفكار جديدة ورغبة مستمرة في التطوير على مستوى القصة والشكل والمضمون"، متوجها بالشكر أيضا للكاتبة مريم نصير، التي أبدعت في صناعة هذا المسلسل.وحول تعاونه مع الفنانة حياة الفهد، بعد نجاح مسلسلهما الرمضاني "أم هارون"، أكد الجسمي أن ظهوره ضمن أحداث العمل الجاري تصويره (سنوات الجريش) لم يتم، لانشغاله بالمسلسل الجديد "عبدالحميد حافظ"، وأن كلاً منهما كان له توجه مختلف في الظهور الرمضاني لهذا العام، مؤكدا أن "أم سوزان هي أمنا كلنا، بل هي سيدة المسرح والفن، ولا أستطيع الاستغناء الفني عنها، وقريبا سنلتقي في أعمال جديدة، لأن التعاون بيننا له مذاق خاص، وقبول مميز عند الجمهور".الأعمال المطولة
وعن تأثير المسلسلات الرقمية القصيرة على الأعمال التلفزيونية المطولة، قال الجسمي: "المنصات بدأت تسحب البساط من تحت أقدام المسلسلات التلفزيونية، وخاصة أن الجيل الجديد متعلق بتلك المنصات، وبالأعمال الضخمة التي أبهرت الجمهور، ودفعته إلى التخلي عن مشاهدة الأعمال العربية في ظل المنافسة الشرسة، كما أبهرتنا نحن صُناع الدراما، لأن مستوى الجودة في الأعمال العالمية خارج إطار المنافسة، لذلك علينا أن نفكر جليا فيما نقدمه من أعمال، وإلا كيف نقنع المشاهد الآن بأعمالنا".وتابع: "المحتوى الدرامي هو سيد الموقف الآن، فلا يكفي أن نحاول إبهار الجمهور بالشكل، لكن اليوم أنتصر للنص الجيد، والحكاية المكتوبة بإمعان ودقة، فاليوم انتهى عصر النجوم، وتصدرت القصة والسيناريو المشهد بقوة، كما صار الزمن مناسبا أكثر للأعمال الموسمية القصيرة المكونة من بضع حلقات، فلم يعد للكثيرين وقت وطاقة لمتابعة عمل من 30 حلقة، في ظل تسارع العصر الذي نعيش فيه".وأشار الجسمي إلى أن المنصات أيضاً فتحت المجال للحريات بشكل أكبر من التلفزيونات، لكن بالنهاية يظل المشاهد والمجتمع رقيباً على نفسه من الانحدار في انزلاقات خارج إطار القيم والعرف السليم. أما الرقابة بشكلها التقليدي، فلم تعد مناسبة أو مؤثرة في هذا العصر.ورغم جماهيرية تلك المنصات، رأى أن شهر رمضان سيبقى هو الموسم العائلي الأهم للعرب والمسلمين، لذلك فهو يحتاج إلى إنتاج مسلسلات الـ 30 حلقة، لمناسبة تجمع الأسر في هذا الشهر.وحول الفارق بين جيل الرواد والفنانين الشباب، لفت إلى أن "هناك فترة من الفترات سيطر فيها الاستسهال والاستهتار والانبهار ببريق النجومية، التي لم تكن تشغلنا في جيلنا، بقدر ما انشغلنا بالوصول إلى الجمهور وإحداث تأثير ما بأعمال فنية من صلب المجتمع. أما الجيل الحالي، فبدأ بالفترة الأخيرة يستشعر وجود هم فني ومسرحي وفكري ووطني إلى حد ما، والدليل على ذلك وجود أعمال جيدة بالفعل، حيث استفزتهم المنافسة الرقمية الشرسة في تقديم الأفضل، لضمان وجود مكان لهم، وإلا التهمهم هذا الانفتاح، وواجهوا انهيارا حقيقيا".وأضاف: "كثيرا ما أجالس فنانين شبابا، وأستمع لهم، وأستمتع بذلك، وهنا أتبين هل هم أصحاب عقلية ضحلة، أم أصحاب هم حقيقي، وكثيرا ما أنبهر بوجود مفكرين شباب يريدون أن يحجزوا لأنفسهم مساحة على ساحة عالمية ليس فيها مكان للمنتج الضعيف أو غير الحقيقي، وأنا كفنان أنبهر أحيانا وأتعجب من بعض الأدوار التي يقدمها شباب عرب أو أجانب أو حتى أطفال في أعمال فنية عالمية، وأتعجب من أين لهم بهذا الأداء الرائع، ففعلاً المنافسة ضخمة".وتابع الجسمي: "أعترف بأن اليوم ليس زمني، بل زمن الفنانين الشباب والمنصات الرقمية، لذلك أبحث أن أكون مع الشباب لا أن يكونوا هم معي، لنبحث معاً عن مشروع فني متكامل جديد بدءاً من الورق والحكاية، ثم الإخراج المسؤول عن الصورة الجميلة والتشويق والإثارة والغموض، كما أعترف بأننا نفتقد السيناريست في الوطن العربي، فهم قلة على أصابع اليد الواحدة مقارنة بالكتابة المبهرة للأعمال الأجنبية".عزة إبراهيم
المنصات بدأت تسحب البساط من تحت أقدام المسلسلات التلفزيونية
اليوم ليس زمني بل زمن الفنانين الشباب والأعمال الرقمية
اليوم ليس زمني بل زمن الفنانين الشباب والأعمال الرقمية