ينظر النجم السابق لكرة القدم السعودية نواف التمياط بعين الأهمية إلى المباراة الافتتاحية لـ «الأخضر» أمام الأرجنتين في بطولة كأس العالم قطر 2022، بوصفها «المفتاح» للتعامل مع باقي المباريات.

وأوقعت قرعة يوم الجمعة في الدوحة السعودية في مجموعة قوية مع أرجنتين ليونيل ميسي وبولندا روبرت ليفاندوفسكي بالإضافة إلى المكسيك.

Ad

يقول التمياط في حوار مع وكالة فرانس برس «إذا استطعنا تقديم أنفسنا بشكل جيد أمام الأرجنتين، فسنكون قادرين وقتها على التعامل مع المجموعة ككل».

وتشارك السعودية للمرة السادسة في تاريخها بعد 1994، 1998، 2002، 2006، 2018، أفضلها الأولى في الولايات المتحدة 1994، عندما تخطت بلجيكا في دور المجموعات بهدف تاريخي لسعيد العويران، قبل أن تودع في الدور الاقصائي أمام السويد 1-3.

ويفضل التمياط، أفضل لاعب في آسيا عام 2000، عدم وقوع منتخب بلاده مع منتخبين من قارة أوروبا، لكنه يؤكد بالمقابل أن »المجموعة صعبة علينا والاعداد لها يجب أن يكون مميزاً».

يضيف التمياط البالغ 45 عاماً «في كأس العالم لا يُوجد مجموعة سهلة، وكلّ المباريات صعبة».

وكان فوز السعودية على مصر 2-1 في روسيا 2018 أنهى سلسلة من 12 مباراة من دون أي فوز في الحدث العالمي.

ويرى التمياط أن «المنتخبات العربية والآسيوية وبعض المنتخبات الأفريقية تكتشف اللعب على إيقاع مرتفع في مباريات كأس العالم، إذ يكون عندها هامش الخطأ عالياً، ما قد يتسبب بنتائج كبيرة».

لكن لاعب الهلال السابق يعتبر أن دور المدرّب يظهر في تعديل هوامش الخطأ من خلال جانب إعدادي مرتفع المستوى، واصفاً الفرنسي هيرفيه رينار بـ «المدرب المميز القادر على تحضير المنتخب بشكل جيد من الآن وحتى موعد المونديال».

وحول مقارنة هذا الجيل بالأجيال السابقة للكرة السعودية، يؤكّد صانع اللعب السابق أن «هذا المنتخب يمتلك مواهب مميّزة، وهذه المجموعة دخلت التاريخ من أوسع أبوابه إذ قدمت أفضل تصفيات على الاطلاق وجمعت أكبر عدد من النقاط».

يضيف التمياط الذي شارك في ثلاث نسخ سابقة لكأس العالم (1998، 2002، 2006) «ثقتنا بهم عالية جداً خصوصاً أنهم اجتمعوا مع مدرب رائع، يدير غرفة الملابس بشكل جيد، وفي ظل دعم كبير من القيادة الرياضية».

وفي ما يتعلق بالبرنامج الإعدادي المتوقع للمرحلة المقبلة، يرى ضرورة للعمل على تحديد المباريات الودية المقبلة من اليوم، خصوصاً بعدما تعرّف المدرّب على المدارس الكروية التي سيواجهها في المونديال.

ويشير في هذا السياق إلى إن المنتخب يضم في صفوفه حالياً مجموعة تملك نضجاً فنياً جيداً، مع وجود عشرة لاعبين سبق أن شاركوا في النسخة الماضية من بطولة كأس العالم، وهذا أمرٌ جيد.

وبعد مباراتها الافتتاحية ضد الأرجنتين في 22 نوفمبر على استاد لوسيل، تلعب السعودية، بطلة آسيا ثلاث مرات، مع بولندا في 26 منه على استاد المدينة التعليمية، ثم المكسيك في 30 منه على استاد لوسيل.

وعما إذا حان الأوان ليخرج اللاعب السعودي إلى الاحتراف في أوروبا، يُعبّر التمياط عن سعادة بالغة حيال ما وصفه بـ «مشروع الابتعاث الخارجي المدعوم من الدولة».

يكشف صاحب 64 مباراة دولية أن «السعودية تملك اليوم 17 لاعباً تحت 16 سنة يلعبون في أوروبا، وفي أندية مثل دينامو زغرب الكرواتي وأولمبياكوس اليوناني، إضافة إلى بعض أندية الدرجة الثانية في اسبانيا».

يضيف «هذا ما نحتاجه، الكرة السعودية ولاّدة، وهناك مواهب كثيرة، وكل ما احتك اللاعب بمستوى عال، كل ما استطاع أن يقدم نفسه بشكل مختلف»، فاللاعب المحترف، من وجهة نظر التمياط، يستطيع التعامل مع المباريات الكبيرة والأحداث العالمية.

وإذا ما كان هذا المشروع سيكتمل في ظل الرواتب العالية التي يتقاضاها اللاعب الخليجي عموماص والسعودي بشكل خاص، يقول التمياط «بصرف النظر عن هذا الموضوع، نلاحظ أيضاً نظرة الاوروبيين إلى اللاعب القادم من قارات مختلفة والتي قد تكون أيضاً خاطئة، فليس هناك حقيقة واضحة» لمعرفة اسباب اخفاق اللاعب الخليجي في الاحتراف.

ويخلص إلى القول «أرى أن تواجد اللاعبين في الاحتراف من سن 17 إلى 19 تساهم في عملية التدرج الاحترافي».

وكان التمياط الذي عُين نائباً لرئيس الاتحاد السعودي منذ 8 ديسمبر 2017، قد تولى رئاسة الاتحاد في 18 أغسطس 2018، بعد استقالة الرئيس الأسبق عادل عزت آنذاك، قبل أن يرحل في أكتوبر 2018، ويستعد لمشروع الابتعاث الخارجي الذي «سيكون لبنة البناء للإنسان الرياضي السعودي» على حد تعبيره.