قبل أيام من الانتخابات، يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقبتين قد تساهمان في رفع حظوظ منافسيه، وإمكانية تكرار سيناريو 2002، إلا أن محللين اعتبروا أن "الحرب الأوكرانية وعلاقات باقي المرشحين مع روسيا تمثل عاملا إيجابيا يزيد من حظوظه في ولاية ثانية".وانطلقت الاثنين الماضي، الحملة الانتخابية، للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 10 الجاري، بشكل رسمي، حيث بدأ نشر اللافتات، وإرسال الدعاية الانتخابية إلى المواطنين، وبث المقاطع الانتخابية للمرشحين على القنوات التلفزيونية والإذاعات العمومية، وسط مراقبة صارمة، بهدف المساواة في فرص التحدث للناخبين بين المرشحين.
ويتنافس في الانتخابات 12 مرشحا، هم ماكرون، ومرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، ومرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون، ومرشحة "التجمع الوطني" اليميني المتطرّف مارين لوبن، ومرشح حزب "استعادة فرنسا" المثير للجدل إيريك زمور، ومرشح حزب الخضر يانيك جادو، إضافة إلى كل من نيكولا دوبون-إينيان، وجان لاسال، وفبيان روسيل، وناتالي أرتو، وفيليب بوتو.وتعليقاً على حظوظ ماكرون والعقبات التي تواجهه في الانتخابات، قال مدير مركز "راسموسن" للاستشارات السياسية، المحلل أرثر دي ليديكيرك، إنه "بعد إطلاق الحملات الانتخابية يظل شاغل المنصب الوسطي، ماكرون، هو المرشح الأبرز للفوز"، محذراً من عقبتين في طريقه، إضافة إلى وعوده الانتخابية في 2017 التي لم تنفذ أغلبيتها.وأضاف: "هناك شيئان يجب الانتباه إليهما في الانتخابات الفرنسية، أولا، الجدل الأخير حول استخدام الحكومة المكلف للاستشاريين الخارجيين خلال فترة ولاية ماكرون البالغة 5 سنوات، فيما يعرف بـقضية ماكينزي، ويستغل جميع خصوم ماكرون الآن ما يصفونه بالفضيحة، في محاولة منهم لإفشال حملته".يذكر أن ماكرون يواجه انتقادات شديدة بعد كشف أن حكومته دفعت نحو 2.64 مليار دولار لشركات استشارية خاصة، مقابل مشورة وتقارير تبين بعد ذلك أن كثيرا منها لم تكن لها قيمة أو ألغيت المشروعات المتعلقة بها.أما الأمر الثاني، بحسب ليديكيرك، "فهو مستوى إقبال الناخبين، في سباق طغت عليه الحرب في أوكرانيا، حيث إن هناك تهديدا متمثلا في بقاء عدد قياسي من الناخبين في منازلهم، مما قد يكون له تأثير كبير على الانتخابات، كما حدث في 2002، التي شهدت وصول والد لوبن، جان ماري، إلى الجولة الثانية قبل خسارته أمام جاك شيراك".وعن فترة حكم ماكرون، قال ليديكيرك "عام 2017، وصل إلى السلطة على أساس برنامج إصلاحات واسعة النطاق، ووعد بالتغلب على الانقسام السياسي التقليدي في فرنسا، لكن بعد 5 سنوات، لم يقتنع جزء كبير من الناخبين الفرنسيين بسياسات ماكرون، رغم أن شعبيته أعلى من الرئيسين السابقين لولاية واحدة، المحافظ نيكولا ساركوزي (2007-2012) والاشتراكي فرانسوا هولاند (2012-2017)".وأضاف: "للحرب الأوكرانية بالتأكيد تأثير على الحملة الرئاسية الفرنسية من عدة نواح، حيث أدت ظاهرة (التجمع حول العلم) إلى زيادة التأييد لشاغل المنصب في دوره كزعيم في زمن الحرب، كما أن المرشحين الآخرين الذين أعربوا سابقا عن إعجابهم بفلاديمير بوتين مثل زيمور، أو تعاونوا معه علنا مثل لوبن، تركوا يتدافعون لإعادة تعديل رسالتهم والنأي بأنفسهم عن الكرملين".واختتم المحلل الفرنسي حديثه بالقول: "بشكل عام، هيمن الوضع في أوكرانيا على الأخبار، مما أدى إلى تعقيد قدرة منافسي ماكرون على إسماع صوتهم أو البناء على الزخم الذي بدأ البعض يراه في الظهور قبل هذه الأزمة الدولية غير المسبوقة"، معتبرا أن "القومية الشعبوية" مارين لوبن، قد تصل إلى جولة الإعادة مع ماكرون.
دوليات
فرنسا: حرب أوكرانيا تعزز حظوظ ماكرون في ولاية ثانية
03-04-2022