أول العمود:

لم يجبر ألم فقد أخي الكبير قبل أيام سوى سيل التعاطف والحب الذي غمرنا به أحباء نعرفهم، وآخرين غابوا وظهروا ومعهم حب قديم محفوظ.

Ad

***

لنتخيل المشهد التالي: إنسان وجب عليه الصوم ولم يكن ذا عهد به، وهو لا ينتمي إلى مجتمعنا وقرر أن يصوم معنا هذا الشهر وسط الظروف والممارسات التالية:

زحام كبير في الأسواق على شراء كم كبير من الأطعمة في مناقَضَة لفكرة الاقتصاد، استقبال رمضان بولائم طعام قبل حلوله بيوم! قضاء ساعات طوال في النوم، مواجهة سيل عارم من الرسائل في أجهزة الإعلام حول مسلسلات جديدة، تخفيضات على سلع، مسابقات بمناسبة رمضان، مناشدات تبرع بالمال، زحام مفاجئ في أداء صلاة التراويح بعد مساجد شبه خالية، وغير ذلك من مشاهد لا علاقة لها بروح هذا الشهر.

الجانب الروحي الذي يحركه طقس الصوم- ليس عندنا كمسلمين فقط- بل في سائر الديانات والملل الأخرى تتعارض مع سلوكيات: الاستحواذ والشراهة والكسل وملاقاة الناس بوجه عبوس.

البرمجة غير الصحيحة لهذا الشهر بحاجة إلى متنورين يوضحون حجم الانحراف في استقبالنا لهذا الشهر وضياع فكرة الاعتكاف فيه، فهو عبادة هادئة لا عرس اجتماعي استهلاكي.

الشخص الافتراضي الذي ذكرناه أعلاه سيكون حتماً ضحية لما نقرره نحن بالنيابة عن فكرة الصوم الروحانية الخالصة لله، فكم ضحية تشبهه اليوم ونحن في أجواء رمضان.

مظفّر عبدالله