ساعات تفصل لبنان عن موعد الانتهاء من تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية لخوض الانتخابات النيابية في الخامس عشر من مايو المقبل. تحظى الانتخابات باهتمام داخلي وخارجي، لأنها ستحدد معالم المرحلة المقبلة والتوازنات السياسية في البلاد. مصادر دبلوماسية غربية تستبعد إمكانية تأجيل الانتخابات، وتعتبر أنها بحكم القائمة في موعدها، فيما لا تزال مصادر لبنانية تبدي تخوفها من حصول تطورات سلبية تؤدي إلى الإطاحة بالاستحقاق وتأجيله. يصف حزب الله هذه الانتخابات، بأنها "حرب تموز" سياسية، في إشارة إلى حرب 2006، وهو ما يرفع سقف التحدي إلى أقصى الحدود. يعرف الحزب كيف يشن حرباً نفسية تؤدي إلى إضعاف خصومه، ورفع معنويات جمهوره، مقابل إحباط الجمهور المعارض له، لذلك يركز على رفع شعار معركة الحصول على الثلثين في المجلس النيابي، لكن الأمر ليس كذلك.
يمكن للمعركة أن تكون متقاربة جداً، وهناك فرصة حقيقية لمنع حزب الله من تحقيق الأكثرية، وانقسام المجلس النيابي إلى كتلتين كبيرتين؛ الأولى مع الحزب، والثانية معارضة له، مع إفراز كتلة مستقلة هي التي تكون قادرة على ترجيح كفة أحد الطرفين. ما جرى في الأيام الماضية، من خلال صوغ التحالفات، كان له تأثير بارز لابد له أن يستكمل في مرحلة ما بعد تشكيل اللوائح، خصوصاً من خلال التحالف بين السنّة بقيادة الرئيس فؤاد السنيورة، والحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط، وحزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع. هذا التحالف من شأنه أن يعيد تقديم صورة مشابهة لتحالفات قوى الرابع عشر من آذار.يسعى حزب الله إلى تجميع خصومه في لوائح موحدة، وهذا ما ركز عليه في دائرتي الشوف عالية، من خلال جمع الدروز المعارضين لوليد جنبلاط مع التيار الوطني الحر، وهو ما يسعى إليه في الشمال لجمع تيار المردة مع التيار الوطني الحر، وهذا دليل على أن الحزب يخوض المعركة الانتخابية وكأنها حرب وجودية. فيما خصوم حزب الله يعملون على الجمع فيما بينهم بتحالفات واضحة في بعض الدوائر، ولوائح مزدوجة في دوائر أخرى، كما حصل في طرابلس والبقاع الغربي. تقول مصادر قريبة من الثلاثي؛ السنيورة، جنبلاط وجعجع، إن هناك إمكانية كبيرة لتغيير موازين القوى الانتخابية في حال أحسن التصرف وأحسنت الإدارة، والوصول إلى عدد نواب متقارب مع حزب الله من دون حصول أي طرف على الأكثرية الساحقة في المجلس النيابي.وفي بيروت، أعلن الرئيس فؤاد السنيورة اللائحة المدعومة منه، وقد حصلت على دعم سعودي واضح، وفق ما تؤكد مصادر متابعة تكشف لـ"الجريدة" عن اتصال أجراه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري بالسنيورة، مباركاً الخطوة، ومؤكداً تأييده للسنيورة ودعم موقفه، وهو اتصال لابد من التوقف عنده، وسيكون له تأثير أوسع في المرحلة المقبلة، لاسيما بعد عودة السفير السعودي إلى بيروت، والبدء باللقاءات مع شخصيات سياسية ورجال دين. فيما يتحضر السنيورة لبدء التحرك الانتخابي على الأرض، انطلاقاً من بيروت، خصوصاً أنها المعركة الأساسية للمواجهة، لأن لدى حزب الله محاولة لتغيير وجه المدينة سياسياً وتمثيلياً، من خلال الشخصيات التي يدعم الحزب وصولها. وبالتالي، فإن عنوان المعركة هو المواجهة في سبيل الحفاظ على بيروت واحة للعروبة وللعيش المشترك.تتركز جهود السنيورة في بيروت ومختلف المناطق على ضرورة رفع نسبة التصويت لدى البيئة السنية، وذلك سيحصل من خلال حملات مركزة مضادة للحملات التي يقودها حزب الله، ويدفع من خلالها الناس إلى الإحجام عن المشاركة، بسبب الشعور بالإحباط أو الاستسلام. رفع نسبة التصويت من شأنه تغيير موازين القوى وإحداث الفرق المطلوب لإعادة إنتاج التوازن السياسي.
دوليات
لبنان: «حزب الله» يخوض «الثلثين» ودعم سعودي للائحة السنيورة في بيروت
03-04-2022