كشف مصدر رفيع المستوى في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لـ «الجريدة»، أن حكومة إبراهيم رئيسي رفضت اقتراحاً قدمه لها الحرس الثوري في اجتماع عقد مساء الاثنين الماضي للقيام بمناورات عسكرية في منطقة حقل الدرة، الذي أكدت الكويت أنه حقل سعودي ـــ كويتي خالص، وتقول طهران إنها طرف فيه، رافضة الاتفاق الكويتي - السعودي الأخير لتطوير الحقل وتقاسم عائداته من الغاز.وبحسب المصدر، طالب ممثلو «الحرس»، في الاجتماع، بأن تهدد إيران علناً وبشكل واضح بعرقلة أي محاولات بناء، وتدمير أي منشآت، وإيقاف السفن التي تريد الدخول إلى هذه المنطقة للتنقيب عن الغاز الطبيعي «دون إذن من طهران»، بزعم أن المنطقة تقع داخل الحدود المائية الإيرانية.
وقال المصدر إن اقتراح «الحرس» واجه معارضة من محمد مخبر نائب الرئيس الإيراني، الذي كان يرأس الاجتماع نيابة عن رئيسي، وكذلك من وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، مضيفاً أن الحكومة شددت على ضرورة حلّ القضية عبر القنوات الدبلوماسية، والاكتفاء حالياً، بالتصريحات التي صدرت عن المتحدث باسم وزير الخارجية وتضمنت رفض إيران للاتفاق الكويتي ــــ السعودي و«احتفاظها بالحق في استثمار حقل الدرة / آرش» ودعوتها للتفاوض. ونقل مخبر، خلال الاجتماع، عن المرشد الأعلى علي خامنئي قوله لرئيسي، في اتصال جرى بينهما حول القضية المستجدة، أن واشنطن تحاول «افتعال أزمة في الخليج»، واستدراج إيران إلى صدام مع دول الجوار، وأنه على طهران ألا تسير بقدميها إلى فخ من هذا النوع، حسب المصدر. وأشار المصدر إلى أن مخبر أبلغ المجتمعين أن رئيسي وبعد الحديث مع المرشد أوعز للخارجية الإيرانية أن تبدأ اتصالات مع الأطراف الكويتية والسعودية للبحث عن صيغة تفاهم، وأضاف أن اقتراحات «الحرس الثوري» من الممكن أن تجهض المسار الدبلوماسي حتى قبل انطلاقه. ولفت إلى أنه بعد ذلك أغلق مخبر النقاش حول قضية الحقل، وتقرر أن تصدر التصريحات عن المتحدث باسم الخارجية بهدف «تثبيت الموقف»، على أن تطرح القضية في اجتماعات أخرى بناء على تطورات الأوضاع.
أخبار الأولى
انقسام بين «الحرس» ورئيسي حول «الدرة»
03-04-2022