بعد انتهاء مسرحية "دو ري مي فاصوليا” قام الفنان سمير غانم ببطولة "خلوصي حارس خصوصي” عام 2005، تأليف طلعت زكريا، وإخراج محمود أبوجليلة، وشارك في بطولتها النجم السعودي فؤاد بخشن ومحمد محمود وسيد جبر، وعرضت المسرحية ضمن فعاليات صيف جدة الـ25، والمفارقة أن هذا العمل سبق تقديمه بالعنوان ذاته كمسلسل إذاعي عام 2000، تأليف هشام السلاموني وبطولة الفنان الراحل علاء ولي الدين وكريم عبدالعزيز ومنى زكي.

وعُرِضَت المسرحية لموسم واحد فقط، وبعدها قدّم غانم "ترا لم لم” تأليف أحمد عوض وإخراج هاني مطاوع، وشارك في بطولتها إيمي سمير غانم وغسان مطر وندى بسيوني، ودارت أحداثها حول ممثل كومبارس يكافح لتربية بناته الثلاث بعد أن هجرتهم زوجته، ويقدمهن كوجوه جديدة لمحطة فضائية تحت الإنشاء، وتتصاعد الأحداث عبر مفارقات كوميدية.

Ad

سيبوني أغني

وعاد سمير غانم في عام 2008 إلى التعاون مع المخرج حسن عبدالسلام في مسرحية "مراتي زعيمة عصابة”، تأليف يسري الإبياري، وإعداد أحمد الإبياري، وشارك في بطولتها نهال عنبر وغسان مطر ويوسف داود وحجاج عبدالعظيم، وتدور أحداثها حول "زكية” التي تتفق مع صديقتها "فُلة” على الانتقام من زوجها "فاضل” وتتوالى الأحداث عبر مفارقات كوميدية.

وبعد غياب دام نحو 7 سنوات، قدّم سمير غانم مسرحية "كدب في كدب” من أعمال الكاتب الراحل أبوالسعود الإبياري، وإخراج عبدالغني زكي، وشارك في بطولتها الفنان أحمد راتب وطارق الإبياري وأحمد عبدالهادي وندى بهجت.

وجرى عرض تلك المسرحية ضمن الاحتفال بمهرجان الضحك، لإحياء أعمال الكاتب الراحل أبوالسعود الإبياري (1910ـ1969) صاحب التجربة المتميزة في إثراء المسرح الكوميدي منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى رحيله، وضمت الاحتفالية عددا كبيرا من المسرحيات الأخرى للإبياري، وشارك فيها عدد من النجوم، منهم رانيا فريد شوقي ومحمد نجم وإدوارد وسامح حسين وطلعت زكريا.

وتميز مشوار سمير غانم في المسرح الكوميدي بثراء الأعمال التي قدمها من خلال فرقة "ثلاثي أضواء المسرح” كممثل يشارك في بطولة جماعية مع زميليه الضيف أحمد وجورج سيدهم، أو تجربته التالية كنجم يقع على عاتقه إضحاك الجمهور، وعلى الرغم من تحليقه منفردا، كان واعيا بأن ظهور الممثل طوال مدة العرض يفقده الكثير من الجاذبية والحضور، لذلك تعاون مع كثير من النجوم، وأسهم في نجومية بعض الممثلين الشباب ـ آنذاك ـ مثل الراحلين نجاح الموجي وطلعت زكريا.

وفرض غانم تألقه كنجم كوميدي، ولم يحاول اللجوء إلى من يكتب أو يخرج له خصيصا، لذا تعاون مع أجيال مختلفة من المؤلفين، منهم يسري الإبياري ووحيد حامد وفيصل ندا وأحمد الإبياري، ومن المخرجين حسن عبدالسلام وشاكر خضير ومحمود أبوجليلة، وكان يعتمد في عروضه على قدرته على الارتجال لإضحاك المتفرج.

وتفرد غانم بقدرته على صياغة المشاهد الكوميدية الخاصة به، معتمدا على المفارقة الصارخة والغناء المسجل، وفي إحدى مسرحياته الأخيرة "أنا ومراتي ومونيكا” تعاون من جديد مع المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم ليكسب أرضا جديدة وجمهورا لم يألفه في مسرحه، لاسيما أن معظم جمهور سمير غانم من الأشقاء العرب، وكان يأتي له خصيصا من أرجاء العالم العربي، وكان هدفه من هذا التعاون ضمان الضحك والتسلية والمتعة الفنية.

وعلى الرغم من ظهور أجيال كوميدية شابة، ظل مسرح سمير غانم في قمة نجاحه الجماهيري، وأثبت أنه ممثل لا يأبه بتقدم العمر، وأن عشقه للمسرح دافعه الوحيد للإبداع، وظل يتمتع بقدرة فائقة على العطاء حتى بلوغه سن الثمانين، ويطوف بمسرحه في أرجاء العواصم العربية، كسفير فوق العادة للبهجة والسعادة.

منتهى الفرح

أما علاقة سمير غانم بالسينما فقد بدأت في أوائل حقبة الستينيات، حين ظهر على الشاشة البيضاء للمرة الأولى عام 1963، وشارك مع زميليه "الضيف وجورج” في الفيلم الغنائي "منتهى الفرح”، تأليف وإخراج محمد سالم، وضم هذا الشريط السينمائي مجموعة كبيرة من نجوم التمثيل والغناء، منهم الموسيقار محمد عبدالوهاب والفنان فريد الأطرش والمطربات صباح وشادية وفايزة أحمد، والمطرب عبدالوهاب الدوكالي وحسن يوسف ومحمد رضا.

في ذلك الوقت، اشتهر المخرج محمد سالم بلقب "مخرج المنوعات”، وكان أول من قدم فرقة "الثلاثي” من خلال حفلات أضواء المدينة، ودفع بهم إلى شاشة السينما وخشبة المسرح في أعمال ذات طابع كوميدي غنائي، منها "منتهى الفرح”، وتلاه في العام نفسه فيلم "القاهرة في الليل” بطولة حشد من النجوم منهم صباح وشادية ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وفؤاد المهندس ونادية لطفي ومها صبري وليلى طاهر وحسن فايق.

ودارت فكرة "القاهرة في الليل” حول رغبة الثلاثي "سمير والضيف وجورج” في مقابلة الفنانة صباح، لكن انشغالها يجعلها تؤجل المقابلة، وفي أثناء وجودهم بمبنى التلفزيون يقومون بالعديد من المغامرات اعتقادا منهم أن حارس التلفزيون يسعى لطردهم، وخلال ذلك يقابلون المطربات شادية، وفايزة أحمد، ومها صبري، ونجاة الصغيرة، خلال أداء كل واحدة منهن فقرتها الفنية.

وظهر "الثلاثي” مرة أخرى في فيلم "آخر شقاوة”، تأليف أنور عبدالملك وإخراج عيسى كرامة، وبطولة أحمد رمزي وحسن يوسف ومحمد عوض واستيفان روستي ومحمد رضا، وتدور قصة العمل حول ثلاثة شباب "أنور ومحسن ومجدي” يقيمون في شقة واحدة، وتتصاعد الأحداث من خلال مفارقات كوميدية.

رحلة السعادة

وقدم سمير غانم مع فرقة "الثلاثي” الكثير من الأفلام في فترة الستينيات، منها "رحلة السعادة” و”فرقة المرح” و”الزواج على الطريقة الحديثة”، وارتبط ظهورهم بتقديم "اسكتشات فكاهية”، ولم يغامر المخرجون في اكتشاف مواهبهم التمثيلية حتى رحيل الضيف أحمد عام 1970، وتفرق شمل الفرقة على الشاشة.

وظهر غانم كضيف شرف في فيلم "السراب” عام 1970، وأسند إليه المخرج أنور الشناوي دورا صغيرا أمام ماجدة ونور الشريف ورشدي أباظة، وفي العام نفسه شارك في 5 أفلام أخرى، هي "واحد في المليون” و”نار الشوق” و”لسنا ملائكة” و”المجانين الثلاثة” و”الصديقان”.

أفلام السندريلا

وشارك غانم مع السندريلا سعاد حسني في العديد من الأعمال السينمائية، أولها فيلم "صغيرة على الحب” عام 1966، اقتباس أبوالسعود الأبياري، وإخراج نيازي مصطفى، وبطولة رشدي أباظة ونادية الجندي ونور الدمرداش، وتدور قصته في إطار كوميديا استعراضية، حول مخرج تلفزيوني يبحث عن طفلة صغيرة للقيام ببطولة عمل استعراضي، وتتقدم إلى المسابقة إحدى الفتيات وتتنكر لتبدو أصغر من سنها، وتتوالى الأحداث.

والتقي غانم السندريلا في أفلام الأبيض والأسود، ومنها "الزواج على الطريقة الحديثة” و”المغامرون الثلاثة”، ودخل إلى عالم الأفلام الملونة في "خلي بالك من زوز” للمخرج حسن الإمام عام 1972، والذي يعد قفزة سينمائية في مشواره على الشاشة، حيث حقق الفيلم رقما قياسيا في مدة عرضه داخل دور السينما، واستمر لمدة عام كامل محققا أعلى الإيرادات في ذلك الوقت، وشارك في بطولته مجموعة كبيرة من النجوم منهم حسين فهمي وتحية كاريوكا ومحيي إسماعيل.

وحدث في كواليس الفيلم العديد من المفارقات، فلم تكن السندريلا سعاد حسني هي المرشحة الأولى لبطولة هذا الشريط السينمائي، بل سبق ترشيح الفنانة لبنى عبدالعزيز، لكنها اعتذرت بسبب سفرها إلى الولايات المتحدة برفقة زوجها.

وكان اسم الفيلم "بنت العالمة”، الذي اختاره المخرج حسن الإمام، إلا أن الشاعر والمؤلف صلاح جاهين رفضه واقترح "خلي بالك من زوزو” نسبة إلى الأغنية التي تقدمها السندريلا خلال الأحداث، واحتل الفيلم المرتبة 79 ضمن قائمة أهم 100 فيلم مصري التي أجراها عدد من النقاد السينمائيين عام 1996.

وانضم غانم إلى أسرة فيلم "أميرة حبي أنا” بطولة السندريلا وحسين فهمي وعماد حمدي وسهير البابلي، وطمح مخرج الروائع حسن الإمام إلى تحقيق نجاح فيلمه السابق "خلي بالك من زوزو”، والارتكاز على الاستعراضات الغنائية التي كتبها صلاح جاهين ولحنها كمال الطويل، ولكن ثلاث سنوات بين الفيلمين كانت كافية لتغير ذائقة المشاهد.

وظل فيلم "زوزو” نقطة تحوُّل في مشوار سمير غانم السينمائي، ودفعه في اتجاه أدوار البطولة، وتثبيت أقدامه في فضاء النجومية، وكان "أميرة حبي أنا” آخر لقاء على الشاشة البيضاء بين "الكوميديان والسندريلا” التي ودعت الأفلام الاستعراضية والكوميدية، واتجهت إلى الأدوار ذات الصيغة التراجيدية.

آخر مسرحيات «إمبراطور الضحك

اختتم غانم مشواره المسرحي عام 2020، وقدم آخر مسرحياته "الزهر لمّا يلعب”، وعادت النجمة شيرين لتقف معه على خشبة المسرح، بعد مسرحيتهما الشهيرة "المتزوجون” ومعهما إيمان السيد، وإيمي طلعت زكريا، ورضا حامد، وتعد المسرحية التجربة الإخراجية الأولى للفنان الشاب طارق الإبياري، ومن تأليف الكاتب المسرحي أحمد الإبياري في تعاونه السابع مع غانم.

وعُرضت المسرحية قبل ظهور جائحة كورونا، التي اجتاحت جميع دول العالم، وقدمها سمير غانم مع الكاتب والمنتج أحمد الإبياري، وقد سبق التعاون بينهما في عدد من الأعمال المسرحية، منها "المستخبي” و”مراتي زعيمة عصابة” و”المحظوظ وأنا” و”أنا ومراتي ومونيكا” و”دو ري مي فاصوليا”.

واستعاد المؤلف أحمد الإبياري ذكريات رحلته الفنية مع غانم، وأن الأخير تعاون مع والده المؤلف أبوالسعود الإبياري، وبعدها استمر التعاون من خلال مؤلفاته، وأيضا من خلال مسرحيات كتبها شقيقه مجدي الإبياري منها "الأستاذ مزيكا”.

وكانت تلك المسرحيات تُعرض في الدول العربية، وتحقق نجاحا كبيرا يستمر عدة مواسم، وساعد على هذا نجاح الموهبة الكبيرة التي تمتع بها غانم، وطبيعته المسالمة، وعلاقاته الطيبة بزملائه، وعدم إثارة مشكلات مع المنتجين، فأهم ما كان يشغله هو إسعاد الجمهور، وعندما عرضت عليه "الزهر لمّا يلعب” طلب أن يكون مخرج المسرحية شابا صغيرا، واختار طارق الإبياري لهذه المهمة، لأنه عمل معه في مسرحيات كثيرة من قبل، وتعد رؤيته بعد كل هذه السنوات على خشبة المسرح بمنزلة انتصار كبير لتاريخه الفني الكبير خلال مشوار دام 60 عاما.

الساحر يرشح غانم لبطولة «الشقة من حق الزوجة

جمع الفن والصداقة بين النجمين الراحلين سمير غانم ومحمود عبدالعزيز، وكلاهما تخرج في كلية الزراعة، وانطلقا إلى عالم الأضواء والشهرة، وظهر الاثنان في فيلم واحد هو "البنات عايزة إيه” عام 1980، إخراج حسن الصيفي، وشاركتهما البطولة النجمة سهير رمزي والمطرب الشعبي أحمد عدوية، وظلت صداقتهما ممتدة حتى رحيل "الساحر” عام 2016.

وروى المخرج عمر عبدالعزيز أنه عندما عرض عليه فيلم "الشقة من حق الزوجة” عام 1984، بدأ إعداده بأسلوب ساخر، وعرض السيناريو على محمود عبدالعزيز وحينها لم يكن قدم أدوارا كوميدية إطلاقا، فرشح له سمير غانم، لكنه أصر عليه، وكان هذا الفيلم نقلة في حياته الفنية.

وفي العام التالي، ظهر غانم في فيلم "يا رب ولد”، تأليف فيصل ندا وإخراج عمر عبدالعزيز، وبطولة ملك الشاشة فريد شوقي وكريمة مختار وإسعاد يونس ودلال عبدالعزيز وأحمد راتب، ودارت القصة في إطار كوميدي حول رب أسرة يواجه العديد من المشكلات مع أزواج بناته، ولعب غانم للمرة الأولى شخصية الانتهازي الممزوجة بخفة الظل.

ذهب للمأذون مرتين قبل زواجه من دلال

تزوج غانم ثلاث مرات في حياته، الأولى من سيدة صومالية، ولم يستمر الزواج طويلا، ثم تزوج من سيدة أخرى ولم تستمر زيجتهما أيضا، وبعد سنوات تزوج من الفنانة دلال عبدالعزيز، بعد مشاركتها في مسرحية "أهلاً يا دكتور”، وأنجبا ابنتين (دنيا وإيمي)، ويعد زواجهما من أشهر الزيجات في الوسط الفني، ودام أكثر من 40 عاما، حتى رحيلهما على نحو مأساوي، وقد كشف تفاصيل زواجه الأول من سيدة صومالية، حيث تعرف عليها خلال حفلة، وتزوجا لمدة شهرين، وبعد ذلك حدث الانفصال، وقال عنها: "كانت سِت جميلة وبنت حلال”، بينما استمر زواجه الثاني أسبوعا واحدا فقط.

وفي أحد اللقاءات التلفزيونية روى غانم تفاصيل زواجه الثاني قائلا: "كان زواجي منها بطريقة كوميدية، فقد كنت سهرانا مع أصدقائي، وانتهت السهرة بزواجي، وكانت سيدة عظيمة، واستمر زواجنا أسبوعا فقط، لكننا كنا متفقين على أنه من الصعب أن نكمل هذا الزواج، أما الزوجة الثالثة الأخيرة فكانت دلال... ودلال عبدالعزيز أسطورة، والأمر الذي كان سببا في نجاح زواجنا أنني لم أكن أنوي الزواج، وهي لم تكن سهلة وتعرف كيف تخطط بشكل جيد ووجدت نفسي قد تزوجتها”.

أحمد الجمَّال