تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون الموالون لإيران اتهامات بخرق الهدنة في البلد الغارق في الحرب، للمرة الأولى منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الذي من المفترض أن يستمر شهرين.

وتمثّل الهدنة التي تشمل أيضاً السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب منهكة مستمرة منذ أكثر من 7 سنوات.

Ad

وبدت جبهات القتال الرئيسية هادئة منذ بدء سريان الهدنة، لكنّ وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك تحدّث أمس عن «خروقات». وكتب في تغريدة بالإنكليزية على «تويتر»: «لقيت الهدنة ترحيبا كبيرا لكنّها مهددة بخروقات الحوثيين، ومن بينها الانتشار العسكري وحشد القوات والمركبات وهجمات بالمدفعية والطائرات المسيرة»، من دون تفاصيل إضافية حول أماكن هذه الهجمات.

ولم يصدر تعليق فوري من المتمردين بهذا الشأن، غير أنّ وسائل إعلام تابعة للحوثيين أفادت بأنّه «تم رصد خروقات» للهدنة يومي الأحد والاثنين، متهمين التحالف بقيادة السعودية والجيش اليمني بشن هجمات في شمال وغرب البلاد. والسبت دخلت الهدنة وهي مدة شهرين قابلة للتمديد حيز التنفيذ، بحسب ما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ. ويجري سياسيون يمنيون منذ نحو أسبوع مشاورات في العاصمة السعودية برعاية مجلس التعاون الخليجي حول مستقبل السلام في اليمن، إنّما بغياب الحوثيين. وفي كلمة ألقاها في مأدبة إفطار حضرها مسؤولون حكوميون يمنيون، دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء الاثنين، المتمردين الحوثيين للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأوضح هادي، الذي يقيم في الرياض، «أقول لكم عودوا كمكون سياسي يمني يلتزم بالثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة والديموقراطية، وتعالوا لطاولة الحوار لنصنع السلام لشعبنا اليمني».

وتابع «كنت أتمنى أن يلبي الحوثيون هذه الدعوة من الأشقاء في مجلس التعاون، وأن يضعوا مصلحة اليمنيين فوق كل مصلحة، ومن هنا أدعوهم مرة أخرى لمراجعة حساباتهم والنظر من حولهم لحال شعبنا اليمني الذي يعاني في داخل اليمن وخارجه من جراء هذه الحرب المستمرة».