كشف مدير إدارة تشغيل وصيانة المحطات في قطاع الهندسة الصحية بوزارة الأشغال م. علي بوالبنات أن «الأشغال» بصدد منع التعديات التي تقع على شبكة الأمطار، عبر مشروع «الأنفاق العميقة»، وهو مشروع حيوي وعملاق، ويعتبر تحديا لكل الجهات المشاركة فيه خصوصاً «الأشغال».

وقال بوالبنات، في لقاء مع «الجريدة»، إنه تم مؤخرا اعتماد ميزانية الاتفاقية الاستشارية المرتبطة بالمشروع، وسيرى النور قريبا، وجار طرح تلك الاتفاقية والموافقة عليها، لإعداد مستندات المناقصة لإنشاء أنفاق من شمال الكويت إلى الجنوب، وتلك الأنفاق سيتم ربطها بمحطة تنقية عملاقة لمعالجة المياه والملوثات التي تحول إلى البحر من جميع الجهات، ومرافق الدولة والوصلات غير القانونية، ومنع هذه المياه من دخول جون الكويت أو البحر، وستتم معالجة هذه المياه في جنوب الكويت بشكل آمن، والاستفادة منها بشكل يتوافق مع معايير الهيئة العامة للبيئة والمعايير الدولية.

Ad

وشدد على أن هذا المشروع يمنع نهائيا تحويل أي مياه إلى البحر، بخلاف مياه الأمطار التي سيتم تركيب بعض البوابات على مخارجها إلى البحر، وتفتح هذه البوابات وقت الأمطار لتصريفها، وبخلاف ذلك يتم جمع ونقل المياه عن طريق الأنفاق إلى جنوب الكويت لمعالجتها، وحاليا الدراسة الفنية موجودة، والمستشار سيقدم أفضل تصميم للوزارة للموافقة عليه عقب إبرام الاتفاقية الاستشارية.

محطة الصليبية

وفيما يخص مشاريع تشغيل وصيانة وإدارة المحطات في قطاع الهندسة الصحية بوزارة الأشغال العامة، أوضح أن «مشروع توسعة محطة معالجة الصليبية، الذي يقام وفق نظام الـ POT، يعد من أهم وأكبر المشاريع على مستوى العالم، ومن المشاريع التنموية الحيوية الاستثمارية، ونستخدم فيه التقنية الرباعية لتناضح المياه بنظام التناضح العكسي».

وبين أن معايير معالجة المياه في المحطة تضاهي معايير وزارة الكهرباء لتحلية المياه العذبة، وتعتبر من أنقى المواصفات على مستوى العالم، ومؤخرا تمت توسعة المحطة لتستوعب أكثر من 600 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي، مضيفا أنه تتم معالجتها كاملة، إلى جانب توزيع المياه المنتجة على مزارع «العبدلي والوفرة»، وبعض الجهات الخاصة مثل جامعة الكويت، لاستخدامها في أنظمة التبريد بالجامعة.

وتابع: هناك كذلك تنسيق مع شركة النفط للاستفادة من هذه المياه التي تعتبر ثروة مستدامة للكويت، ويتم متابعة وتطوير المحطة أولاً بأول على يد الكوادر الوطنية، مبينا أن المشروع صمم في بداية الأمر لاستيعاب 425 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي وتم توسعة المحطة لاستيعاب 600 ألف متر مكعب يوميا، ويتم توزيع هذه المياه على المزارع المتفرقة في شمال وجنوب الكويت والتي تقدر بحوالي 5 آلاف مزرعة منوعة في تلك المناطق.

زيادة المياه للعبدلي

وأشار بوالبنات إلى أنه لأكثر من 3 أشهر تعمل «الأشغال» على تشغيل مشروع حيوي لتغذية مزارع العبدلي بالمياه الرباعية، موضحا أن هذا المشروع يعظم الاستفادة من المياه المعالجة المنتجة من محطة الصليبية، وتوزيعها على مزارع الوفرة لتغطية احتياجاتها، ويستهدف هذا المشروع زيادة كميات المياه المعالجة الموجهة إلى تلك المزارع من 120 ألف متر مكعب لتصل إلى 250 ألف متر مكعب يوميا وسيبدأ العمل خلال مدة تقل عن 6 أشهر من الآن.

شركة النفط

وقال: تم أيضاً تحقيق هدف استراتيجي في قطاع الهندسة الصحية للاستفادة من المياه المنتجة، وعدم هدرها، حيث تم التنسيق مع شركة النفط لتزويدها بالمياه المعالجة لاستخدامها في مشاريعها الشمالية والجنوبية، وتحويل جزء من المياه المنتجة من المياه «العادمة» لاستخدامها في محمية الطيور في الجهراء بالتنسيق مع الهيئة العامة للبيئة، وقريبا يتم تحويل تلك المياه إلى مشاريع شركة النفط، وتقدر الكميات التي تضخ لها يوميا بـ 20 ألف متر مكعب.

المياه الرباعية

وأوضح أن المياه المعالجة الرباعية تتم الاستفادة منها يوميا على نطاق كبير، ولا يتم هدرها إلى البحر إلا في حالات الطوارئ، وفي أضيق الحدود، إذ تستفيد منها جامعة الكويت، ومزارع الوفرة والعبدلي والصليبية، موضحا أن هناك شبكة خاصة بالمحميات الطبيعية الموجودة في شمال الكويت، بحيث إذا حدثت حالة طارئة يتم تحويلها على تلك المحميات، وهذه من الحلول الإيجابية التي تم تفعيلها لعدم تحويل تلك المياه إلى البحر.

توزيع المياه الرباعية على مشاريع الأمن الغذائي ومزارع الأبقار

كشف بوالبنات أن وزارة الأشغال وضعت خطة مستقبلية لتعظيم الاستفادة من المياه الرباعية لأهميتها، حيث تم إعداد مشروع لتوزيعها على مشاريع الأمن الغذائي في شمال وجنوب الكويت ومزارع الأبقار في الصليبية والعبدلي، ومستقبلا في الوفرة.

وقال إنه من ضمن مشاريع القطاع حتى عام 2045 هناك مشاريع تنموية عملاقة للاستفادة ومعالجة جميع مياه الصرف الصحي والاستفادة منها في الزراعة سواء التجميلية أو الإنتاجية، ومنها مشروع محطة المطلاع وهي محطة معالجة متقدمة، موضحا أن مواصفات المياه المعالجة بها ستكون أفضل من المياه الثلاثية وتقارب الرباعية، وستكون التقنية بها مرادفة للتقنية المستخدمة في محطة الصليبية.

وأضاف: هناك مشروع محطة معالجة أم الهيمان، وهي محطة متقدمة في المعالجة بمواصفات للمياه تقع بين الثلاثية والرباعية، وسيتم استغلال تلك المياه من جانب شركة النفط، وفي المنطقة الجنوبية في مدينة صباح الأحمد والمناطق القريبة منها، إضافة إلى تزويد محافظة العاصمة بالمياه المعالجة بكل أنواعها عن طريق الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية.

● سيد القصاص