النفط يقفز مع التوجه لعقوبات جديدة على روسيا

قفزت أسعار النفط أكثر من 3 في المئة صباح أمس، حيث أدى ارتفاع أعداد القتلى المدنيين في أوكرانيا إلى تزايد الضغط على الدول الأوروبية لفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، الأمر الذي أثار مخاوف جديدة في السوق بشأن نقص المعروض.

وارتفع خام برنت 3.14 دولارات، أو ما يعادل 3 في المئة عند التسوية إلى 107.53 دولارات للبرميل.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.01 دولارات أو 4 في المئة إلى 103.28 دولارات للبرميل.

وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأنصاره «سيشعرون بعواقب» الأحداث في بوتشا، الواقعة على مشارف العاصمة كييف، حيث تم العثور على مقبرة جماعية وجثث مقيدة أطلق عليها الرصاص من مسافة قريبة.

وأضاف أن الحلفاء الغربيين سيوافقون على مزيد من العقوبات على موسكو في الأيام المقبلة، لكن لم يتضح بعد توقيت ومدى الحزمة الجديدة.

واقترح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فرض عقوبات على النفط والفحم، قائلا إن هناك «أدلة واضحة جدا تشير إلى جرائم حرب» ارتكبتها القوات الروسية.

وفاقم غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير المخاوف بشدة حيال الإمدادات. وتراجعت أسعار النفط حوالي 13 في المئة الأسبوع الماضي، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن سحبا غير مسبوق من احتياطيات النفط الأميركية، وتعهدت دول أعضاء في وكالة الطاقة الدولية بعمليات سحب أخرى من الاحتياطيات. وبلغ سعر خام برنت 139 دولارا الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ 2008.

وحصل النفط على دعم من توقف المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي من شأنه رفع العقوبات المفروضة على تداول النفط الإيراني. وحملت إيران اليوم الولايات المتحدة المسؤولية عن التوقف.

وجاء بعض الضغط على الأسعار من هدنة في اليمن، والتي يمكن أن تخفف من العوامل المهددة للإمدادات من الشرق الأوسط.

أسعار السعودية

وفي السياق، أظهرت وثيقة تسعير اطلعت عليها «رويترز» أن السعودية رفعت أسعار خامها إلى جميع المناطق، مع بلوغ سعره إلى آسيا أعلى مستوى له على الإطلاق مع تلقي الأسعار دعما بفعل اضطرابات الإمدادات الروسية.

ورفعت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو سعر بيع الخام العربي الخفيف الرسمي لشهر مايو إلى 9.35 دولارات للبرميل فوق متوسط خامي عُمان / دبي، في أعلى علاوة سعرية للخام على الإطلاق.

وشهدت آسيا أكبر زيادة في الأسعار على جميع درجات الخام، يليها شمال غرب أوروبا ومنطقة البحر المتوسط والولايات المتحدة.

وتأتي أسعار الخام السعودية القياسية لآسيا في الوقت الذي تضررت فيه صادرات النفط من روسيا، بسبب عزوف مشترين وعقوبات غربية على أكبر مصدر في العالم للنفط الخام والمنتجات النفطية مجتمعة في أعقاب الصراع في أوكرانيا. وقالت وكالة الطاقة الدولية في مارس، إن أسواق النفط قد تخسر ثلاثة ملايين برميل يوميا من الخام الروسي والمنتجات المكررة ابتداء من أبريل.

ومع ذلك، كانت الزيادة البالغة 4.40 دولارات للبرميل في سعر الخام العربي الخفيف تسليم مايو أقل بقليل من الزيادة البالغة 5 دولارات المتوقعة في مسح لـ»رويترز». وقال متعاملون إن «أرامكو» السعودية ربما تكون قد خففت من ارتفاع الأسعار بعد أن رفعتها أكثر من المتوقع في أبريل.

وحددت الشركة سعر الخام إلى شمال غرب أوروبا عند 4.60 دولارات للبرميل فوق برنت في بورصة إنتركونتننتال، وإلى الولايات المتحدة عند 5.65 دولارات للبرميل فوق مؤشر أسكي.

إنتاج العراق

أفادت بيانات من شركة تسويق النفط العراقية (سومو) اطلعت عليها «رويترز» بأن العراق ضخ 4.15 ملايين برميل يوميا من النفط في مارس، بما يقل 222 ألف برميل يوميا عن حصة الإنتاج بموجب اتفاق مع المنتجين الآخرين في مجموعة «أوبك+».

وأظهرت البيانات أن إنتاج العراق في مارس انخفض 112 ألف برميل يوميا عنه في فبراير.

ارتفاع الفحم

ارتفعت أسعار الفحم في الولايات المتحدة إلى أكثر من 100 دولار للطن، وذلك لأول مرة منذ 13 عاما، في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الوقود الأحفوري نتيجة الحرب الروسية ضد أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي إلى مستويات مرتفعة.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن سعر الفحم من سنترال أبالاشيا ارتفع بنسبة 9 في المئة إلى 106.15 دولارات للطن، وهو أعلى مستوى للسعر منذ أواخر 2008، بحسب البيانات الحكومية. وارتفع سعر الفحم من منطقة حوض ألينوي إلى 109.55 دولارات للطن، ليتجاوز مستوى 100 دولار للطن لأول مرة منذ بدء تسجيل هذه البيانات في 2005.

يأتي ارتفاع أسعار الفحم في الوقت الذي يواجه فيه المستهلكون الأمريكيون أعلى معدل لتضخم الأسعار منذ أربعة عقود. وتضيف أسعار الفحم المرتفعة المزيد من الضغوط على المستهلكين الذين سيدفعون أسعارا لأعلى للكهرباء، في حين ارتفعت أسعار الغذاء والمسكن والسيارات في الولايات المتحدة ليصل معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له منذ 1981.

يذكر أن أسعار الفحم ترتفع في مختلف أنحاء العالم، مع تعافي الاقتصادات منذ تداعيات «كورونا»، في حين اضطربت إمدادات الطاقة في السوق العالمية على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا حاليا.

في الوقت نفسه يزيد استهلاك الفحم في العالم، بالتزامن مع التحذير الذي أصدرته لجنة مدعومة من الأمم المتحدة من أن درجة الحرارة في العالم ترتفع حاليا بوتيرة ستكون مؤلمة بشكل واضح للمجتمعات، وللحياة على كوكب الأرض.

أرباح «إكسون موبيل»

حققت شركة إكسون موبيل الأميركية العملاقة للطاقة أكبر أرباحها منذ عام 2008، حيث تسببت حرب روسيا في أوكرانيا في اضطراب أسواق النفط العالمية.

ويأتي إعلان «إكسون» أن نتائج الربع الأول ربما تكون قد وصلت إلى نحو 11 مليار دولار، ليبشر بتعافي الأرباح في صناعة النفط مع تأثر خطوط الإمداد بسبب العقوبات التجارية وتعطل عمليات الشحن وارتفاع الطلب.

وأشارت «بلومبرغ» إلى أن هذه الأرباح المفاجئة لا تأتي بدون مخاطر، حيث يتعرض القادة السياسيون لضغوط لتهدئة الزيادة الكبيرة في أسعار الطاقة والمخاوف من حدوث نقص، وقد اتهم بعض القادة شركات النفط بالتلاعب والتربح.

ونقلت «بلومبرغ» عن «إكسون» قولها إن نتائج الربع الأول ربما تكون قد زادت بواقع ملياري دولار عن أرباح الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2021، عندما حققت الشركة 8.8 مليارات دولار.