على وقع الصراع في أوكرانيا، الذي أعاد الحرب إلى أوروبا، وزاد المخاطر من اندلاع صراع بين قوى نووية، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي أن "احتمال نشوب صراع دولي كبير يتزايد"، مشيرا إلى أن التهديدات من روسيا والصين كبيرة.

وقال الجنرال ميلي، خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، "إننا نواجه الآن قوتين عالميتين: الصين وروسيا، ولكل منهما قدرات عسكرية كبيرة، وتنويان تغيير القواعد القائمة على النظام العالمي الحالي بشكل جذري"، مشددا على أن "الغزو الروسي لأوكرانيا لا يهدد بتقويض السلام والاستقرار الأوروبيين فحسب، بل السلام والاستقرار العالميين اللذين حارب والدي وجيل من الأميركيين بشدة للدفاع عنه".

Ad

في سياق متصل، أشار قائد القوات الجوية الأميركية فرانك كيندال، خلال ندوة، إلى "مخاوف ذات شقين، الأول هو التهديد باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية من قبل ​روسيا، والثاني الكشف عن توسع الصين في قوتها النووية، الأمر الذي سيضع الصينيين على مستوى مكافئ تقريبا في غضون سنوات قليلة للولايات المتحدة وروسيا".

وأوضح كيندال: "هذا سيقودنا إلى عالم نووي ثلاثي الأطراف، وأعتقد أننا بدأنا للتو في ذلك، وبدأنا للتو في التفكير فيما يعنيه ذلك".

«اوكوس»

في غضون ذلك، أعلن تحالف "اوكوس"، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، أن دوله ستتعاون لتطوير أسلحة فرط صوتية بمواجهة الصين.

وقال قادة "اوكوس"، في بيان مشترك، "تعهدنا بدء تعاون ثلاثي جديد حول الأسلحة فرط الصوتية والمضادة للفرط صوتية وإمكانات حربية إلكترونية، إضافة إلى توسيع تشارك المعلومات وتعميق التعاون في الابتكار في مجال الدفاع".

وردت وزارة الخارجية الصينية على البيان المشترك متهمة التحالف بـ" إشعال مناطق بالعالم" بإعلانهم تطوير أسلحة فرط صوتية.

تجربة ناجحة

إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنه اختبر بنجاح، للمرة الثانية، صاروخا فرط صوتي، في تجربة تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى اللحاق بركب الصين وروسيا، اللتين سبقتاها في مجال تطوير هذا النوع من الصواريخ.

وقالت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (داربا)، الذراع العلمية للجيش الأميركي، في بيان، إن الصاروخ أطلق من طائرة أثناء تحليقها، وقطع مسافة تزيد على 550 كلم بسرعة بلغت 5 أضعاف سرعة الصوت (6100 كلم/ساعة على الأقل) ووصل إلى ارتفاع يناهز 20 ألف متر.

وهذه ثاني تجربة يجريها الجيش الأميركي على صاروخ "هاوك" الذي يعمل بالدفع الهوائي، أي أنه يستخدم الأوكسجين الموجود في الغلاف الجوي لتعزيز عملية احتراق الوقود.

صفقة لتايوان

وفي ثالث عملية بيع يوافق عليها الرئيس جو بايدن منذ توليه زمام الرئاسة، وافقت الحكومة الأميركية على بيع تايوان تجهيزات وخدمات تدريب بقيمة قد تصل إلى 95 مليون دولار، لصيانة نظام "باتريوت" للدفاعات الجوية.

وأشار "البنتاغون" إلى أن الأجهزة وخدمات التدريب الموفرة تقوم مقام "قوة ردع في وجه التهديدات الإقليمية وتعزز نظام الدفاع عن أراضي" الجزيرة.

وأشادت وزارة الخارجية التايوانية بهذه الخطوة، مشيرة إلى أنها ستسمح لها بحماية أراضيها في ظل "التوسع العسكري المتواصل لبكين واستفزازاتها".

قواعد في أوروبا

على صعيد آخر، من المتوقع أن يجدد كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين كيفية نشرهم للقوات العسكرية في أوروبا الشرقية ودول البلطيق بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وسط قلق متزايد بشأن طموحات موسكو الأوسع.

وكتبت صحيفة واشنطن بوست ان الحرب المفتوحة في أوكرانيا ألقت بظلالها على التخطيط طويل الأمد لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع، للصحيفة، "ستكون هناك تغييرات في الموقف بأوروبا جراء الحرب ضد أوكرانيا، حيث يشمل ذلك الوجود الأميركي بالمنطقة"، مضيفا أن "أوروبا الشرقية سيتم تحصينها أيضا بقوات من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخرى التي تحسب ما سيكون ضروريا لردع روسيا في الأشهر والسنوات المقبلة، وفي الوقت الحالي أعتقد أننا سنكون قادرين على جعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ مسرحا ذا أولوية، مع إدراك أنه يتعين علينا زيادة حجمنا قليلا في أوروبا".

وأمس الأول، صرح الجنرال مارك ميلي بأن الولايات المتحدة تؤيد إقامة قواعد أميركية على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، لكنها ترغب في تجنب تمركز جنود هناك بشكل دائم مفضلة نشرهم على أساس التناوب، متابعا: "أعتقد أن الكثير من حلفائنا، خاصة أولئك مثل دول البلطيق أو بولندا أو رومانيا، مستعدون جدا لإنشاء قواعد دائمة للقوات الأميركية. سيبنونها ويدفعون ثمنها".

وسيتم التطرق إلى مسألة إنشاء قواعد أميركية دائمة في شرق أوروبا، وهي مسألة أصبحت ملحة أكثر منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، خلال قمة مقبلة لـ"الناتو" من المقرر انعقادها في يونيو، حسب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

وفي شهادته أمام اللجنة نفسها قال أوستن: "هدفنا التأكد من أننا نواصل طمأنة حلفائنا وشركائنا، خاصة أولئك الموجودين على الجانب الشرقي وحلفائنا الموجودين في منطقة البلطيق"، مبينا أن "الناتو لا يزال يناقش كيف ينبغي أن يعزز وجوده الدائم في شرق أوروبا، وإذا رأى أنه من المناسب تغيير موطئ قدمه، فمن المؤكد أننا سنكون جزءا من ذلك".

(عواصم - وكالات)