جمال سليق يعد واحداً من ستة أشخاص يتفردون باقتناء وبيع التحف المصنوعة من «الأوبالين»، يبدي خشيته من تهريب هذا النوع من «الأنتيكا» في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها روسيا في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا، فروسيا عموماً هي أكثر البلدان شهرة في هذا الميدان، لأن «الأنتيك»، كما ينظر إليه جمال، مرتبط بالحالة السياسية للبلد، إذ ينخفض سعره في الداخل ويرتفع بالخارج.

أحب المسميات إلى نفس جمال «ملك المسابح»، فهي هوايته، والتخصص الذي امتهنه منذ عام 1975، وهو على مقاعد الدراسة بالجامعة الأميركية في بيروت، وما زال حتى الآن، وهو مولود في الكويت من أصول لبنانية.

Ad

ومن الأشياء التي يعتز بها مسبحة الملك فاروق التي اشتراها من إحدى العائلات العراقية الراقية، وحديثه عن المسابح لا يتوقف، فهو الآن يمارس دور «التحكيم» والتقييم في عالم المسابح، فقد اشترى واحدة منها عام 1991 بحوالي 150 ديناراً، واليوم يعادل سعرها في السوق 30 ألف دولار، فهو يتربع على عرش المسابح، ينافسه عدد محدود من هواة هذه المهنة، ولديه مسبحة ألمانية تزن 250 غراماً.

التقيته في منزله بمنطقة سلوى، حيث عالمه ومتحفه الخاص الذي بناه قطعة قطعة، يفتخر بأنه يمتلك 1800 قطعة «أوبالين» وهي ذات نوعية وجودة وحالة «لا مثيل لها»، إلى جانب 800 قطعة من الـ «بوهيما» وهي مجموعة لا يضاهيها كما يقول، أحد غيره، تعود إلى القرن الـ 14، أي أن عمرها الزمني تقريباً يتعدى الـ 800 سنة. الـ «أوبالين» يصنع من الزجاج، وعليه رسومات بالألوان الثلاثة الزاهية؛ الزهري والأزرق والأخضر، وهذه الألوان يفضلها الملوك لأنها تستهويهم لما فيها من إبداعات بالتزيين والألوان، وكانت تصنع خصوصاً للملوك والنبلاء في فرنسا والنمسا، أما الـ «بوهيميا» فقد ظهرت في روسيا أيام القياصرة وفيها كريستال معلق يدهش الناظرين.

لدى خبير الأنتيك جمال سليق 250 قطعة من السجاد الهندي والإيراني والروسي، لكن ما يميزه هو امتلاكه لمقتنيات تعود للصابئة المندانيين، وعددها حوالي 1200 قطعة فضية نقية، وهؤلاء اشتغلوا بالفضة، وأشهرهم المعلم «زهرون»، يدقون الفضة ويرسمونها مثل «التاتو»، وكذلك 1300 خاتم عمل على وضع تصاميمها بنفسه إلى جانب عقود عمانية ويمنية مخصصة لشيوخ القبائل.

حمزة عليان