بدأ برلمان سريلانكا أمس مناقشة تستمر يومين بشأن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، لعدم توافر النقد الأجنبي لدفع مقابل شحنات الغاز والوقود والغذاء، في هذه الجزيرة التي يتردد أنها تشهد صراعا خفيا بين الهند، اللاعب التقليدي فيها، والصين التي فازت بصفقة لإدارة ميناء مهم في الجنوب.

وفي ظل استمرار الاحتجاجات خارج البرلمان، الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة، قال وزير النقل في حكومة سريلانكا خلال الجلسة أمس إن رئيس البلاد غوتابايا راجاباكسا لن يستقيل، على الرغم من الاحتجاجات الواسعة النطاق على طريقة معالجته للأزمة الاقتصادية في البلاد.

Ad

وقال الوزير، الذي يدعى جونستون فيرناندو، ردا على انتقادات المعارضة في البرلمان، «اسمحوا لي أن أذكركم أن 6.9 ملايين شخص صوتوا لمصلحة الرئيس»، مضيفا: «كحكومة نقول بوضوح إن الرئيس لن يستقيل تحت أي ظرف من الظروف. سنواجه ذلك».

وألغى راجاباكسا حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ يوم الجمعة الماضي، والتي أعطت القوات المسلحة صلاحيات واسعة لتنفيذ عمليات تفتيش واعتقالات، وذلك بعدما أحاط محتجون يطالبون باستقالة الرئيس بمقر إقامته.

ورفض نواب معارضون وبعض أفراد الحزب الحاكم التصديق على حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس، والتي كان يفترض أن تحصل على موافقة برلمانية إذا أريد الاستمرار في فرضها.

وتم فرض حظر التجوال بداية الأسبوع الماضي لمنع الاحتجاجات، لكن إلى حد كبير لم يفلح ذلك في وقف الاحتجاجات التي تحول بعضها لأعمال عنف، حيث تم تسجيل هجمات ضد الساسة الأعضاء بالحزب الحاكم، وإلحاق أضرار بمقار إقاماتهم الخاصة.

وحذر رئيس البرلمان يابا أبيوردانا ماهيندافي من أن مجاعة تهدد بلاده، معربا عن خشيته من أن يتفاقم نقص السلع الأساسية.

وقال: «قيل لنا إنها أسوأ أزمة، لكنني أعتقد أنها ليست سوى البداية»، ورأى أن «نقص المواد الغذائية والغاز والكهرباء سيتفاقم»، مضيفا: «سيحصل نقص حاد جدا في الأغذية ومجاعة». واعتبر أبيوردانا أمام البرلمان أن مستقبل البلاد يعتمد على قرارات سيتخذها المجلس التشريعي هذا الأسبوع.