هل تواجه روسيا في دونباس مصير «معركة كييف»؟
أوكرانيا تتهم المجر بمساعدة بوتين... وماكرون ينتقد «التصريحات الفاضحة» لرئيس وزراء بولندا
تستعد مدن شرق أوكرانيا لهجوم روسي كبير، بعد أن حولت موسكو تركيزها من معركة كييف إلى معركة الدونباس، التي يعتبر الكثيرون انها قد تكون معركة محسومة، إلا أن خبراء يتساءلون إذا كانت القوات الروسية على موعد مع مفاجآت.
مع تركيز روسيا هجومها على منطقة دونباس شرق أوكرانيا، وانسحابها اضطراريا من محيط العاصمة الأوكرانية كييف، بعد تكبّد جيشها خسائر كبيرة، يتساءل الخبراء ما إذا كانت "معركة الشرق" محسومة كما يفترض الكثيرون، أم أن مفاجآت تنتظر موسكو وتهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمصير مشابه لما حدث في معركة كييف. في هذا السياق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن محللين عسكريين أوكرانيين ومسؤولين أميركيين، قولهم إن الهجوم الأوكراني المفاجئ على سفينة الإنزال الروسية الكبيرة "أورسك" في ميناء مدينة بيرديانسك على بُعد 70 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة على بحر آزوف، في 24 مارس الماضي، "كان أول هجوم كبير على الأسطول الروسي، وقد يحدُّ من خطة موسكو لتوسيع سيطرتها على منطقة دونباس الشرقية".وقد دمّر الهجوم السفينة المحملة بالإمدادات، وألحق أضرارا بمنشآت الميناء.
وتقول إن الضربة أنهت الافتراض الروسي بأن سفنها بعيدة عن التهديد الأوكراني. وقال الأدميرال المتقاعد جيمس فوغو، الذي قاد القوات البحرية الأميركية في أوروبا وإفريقيا "إنها ضربة لوجستية كبيرة وخطوة مفاجئة للروس"، معتبراً أن "الضربة حدّت من قدرة روسيا على إطلاق الصواريخ والمدفعية، بينما تركز هجومها على دونباس".وبعد ساعات من الضربة، نقلت روسيا سفنها في الميناء إلى البحر، مما جعل من الصعب على جيشها مهاجمة المدن الأوكرانية، مع منعه من دعم القوات البرية.وقال المستشار في الرئاسة الأوكرانية، أوليكسي أريستوفيتش، أمس، إن جهود القوات الروسية التي تسعى لتطويق القوات الأوكرانية في الشرق "ستذهب سدى"، بينما زعم أحد قادة ميليشيات دونيتسك الموالية للروس أن المعارك الرئيسية في وسط مدينة ماريوبول انتهت، مشيراً إلى أن القتال انتقل إلى الميناء. واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن روسيا لم تترك العاصمة كييف أو ضواحيها بإرادة حرّة، لكنها دفعت دفعا للخروج من قبل الأوكرانيين باستخدام أنظمة دفاعية قدّمتها واشنطن.وقال لشبكة NBC، إن الروس انسحبوا من كييف وتراجعوا في الشمال والغرب، ويعززون قواتهم شرقا في دونباس.ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين، أن "أكثر من 150 ألف جندي روسي أصبحوا الآن قوة مستهلكة"، مشيرين إلى أن "موسكو سحبت نحو 40 ألف جندي كانت قد حشدتهم حول كييف وتشرنيهيف، بهدف إعادة التسلّح في روسيا وبيلاروسيا".وتوقّع المسؤولون "أن تضاعف روسيا عدد مرتزقة فاغنر في أوكرانيا ليصل إلى 1000 على الأقل".وطالب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أمس، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتزويد بلاده بالمزيد من الأسلحة الثقيلة لمحاربة القوات الروسية.وقال لدى وصوله إلى مقرّ "ناتو" في بروكسل لحضور اجتماع مع نظرائه من الدول الأعضاء، "جئتُ لأطالب بثلاثة أمور: الأسلحة، والأسلحة، ثمّ الأسلحة. كُلّما تسلمناها أسرع، أُنقذت أرواح أكثر، وتجنّبنا دمارا أكبر".وغداة تصريحات لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قال فيها إنه مستعدّ لشراء الغاز الروسي بالروبل، خلافًا لسائر دول الاتحاد الأوروبي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو: "انتقلت بودابست إلى المرحلة التالية؛ مساعدة بوتين في مواصلة هجومه على أوكرانيا"، معتبراً أن المجر بموقفها هذا "تدمّر وحدة الاتحاد الأوروبي". وأفادت "نيويورك تايمز" بأن خلافات برزت بين أعضاء دول "ناتو" بخصوص كيفية التعامل مع موسكو. ونقلت الصحيفة عن مسؤولَين غربيَّين بارزَين، أن أعضاء الحلف في وسط أوروبا، مثل بولندا ودول البلطيق، يصرون على قطع العلاقات مع موسكو تماما، وبذل جهود من أجل "تركيع روسيا".وتتخوف هذه الدول، وفقا للصحيفة، من أن أي نتيجة للصراع قد يقدمها بوتين كانتصار سيلحق "ضررا خطيرا بأمن أوروبا".ولفتت الصحيفة إلى أن أعضاء آخرين في الحلف لا يثقون بإمكانية إخضاع روسيا بسهولة، ويتوقعون أن تكون نتيجة النزاع فوضوية، أي وقف إطلاق نار منهك وليس انتصارا مدويا.وأعلنت النمسا طرد 4 دبلوماسيين روس، لتنضم بذلك إلى مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي التي اتخذت إجراءات مماثلة هذا الأسبوع، كما أكدت كرواتيا أنها تخطط لطرد عدد من الدبلوماسيين الروس.واستدعت باريس، بدورها، السفير الروسي من جديد، بعد نشر السفارة تغريدةً اعتبرها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "غير لائقة" بشأن الفظائع المرتكبة في بوتشا.يأتي ذلك، عقب تنديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانتقادات التي وجّهها رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي إلى محادثاته الهاتفية المتكرّرة مع نظيره الروسي بشأن حرب أوكرانيا.وكان مورافتسكي، (زعيم "حزب القانون والعدالة" الحاكم في وارسو)، قال الاثنين "أيها الرئيس ماكرون، كم مرة تفاوضت مع بوتين، ما الذي حصلت عليه؟ نحن لا نتباحث مع المجرمين ولا نتفاوض معهم. ما من أحد تفاوض مع هتلر. هل كنتَ لتتفاوض مع هتلر أو ستالين أو بول بوت؟".وقال ماكرون لشبكة "تي إف 1" التلفزيونية الفرنسية إن "هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة وفاضحة، لكنها لا تفاجئني، لأن مورافتسكي الذي ينتمي إلى حزب يميني متطرف (...) يتدخّل في الحملة السياسية الفرنسية، بعد أن استقبل مراراً مارين لوبن"، مرشحة حزب التجمّع الوطني اليميني المتطرف لرئاسة فرنسا.وتابع: "أتحمّل كامل المسؤولية عن أننّي تحدّثت باستمرار، باسم فرنسا، مع رئيس روسيا لتجنّب الحرب وبناء هيكل جديد للسلام في أوروبا منذ سنوات".وقبيل ساعات من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع غربي لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية بسبب تقارير عن "انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان" على يد القوات الروسية في أوكرانيا، حذّر النائب الأول للمندوب الروسي بالأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، من أن تعليق عمل الاتحاد الروسي في مجلس حقوق الإنسان، قد تكون له عواقب وخيمة على المنظومة الأممية ككل.
جنود أوكرانيون يعدمون أسرى روساً
نشر موقع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فيديو لمجموعة من الجنود الأوكرانيين وهم يقتلون أسرى روسيين محتجزين خارج قرية دميتريفكا غرب كييف "بطريقة وحشية"، ويبدو في الفيديو أحد الجنود وهو يشير إلى الأسرى الروس على الأرض ويقول: "لا يزال على قيد الحياة. صور هؤلاء اللصوص. إنه يلهث".ويظهر أيضا جندي روسي يرتدي سترة فوق رأسه، ويبدو أنه مصاب ولا يزال يتنفس، ثم يطلق جندي أوكراني النار على الأسير مرتين، ويعود الجندي الأوكراني ليطلق مرة أخرى على الأسير الروسي الذي يواصل الحركة، ليتوقف تماما بعد ذلك، وينتقل مصور الفيديو ليعرض جثثا أخرى في الموقع تعود لجنود روس، سالت منها الدماء، بينما انتشرت آليات عسكرية أوكرانية حولهم.وحسب "نيويورك تايمز"، فقد صور الفيديو في شمال قرية دميتريفكا، على بعد نحو 7 أميال جنوب غربي بوتشا، متوقعة أن تكون عمليات القتل المصورة في الفيديو حدثت خلال كمين لقافلة روسية في 30 مارس، أثناء انسحاب القوات الروسية من بلدات صغيرة غرب كييف.ولم يمكن التعرف على الكتيبة التي ينتمي إليها الجنود الأوكرانيون الذين كانوا يرددون عبارة "المجد لأوكرانيا"، إلا أن أحدهم أشار إلى أنهم "فتيان بلغرافيا"، وهي منطقة سكنية تقع على مقربة من موقع قتل الأسرى الروس.