شوشرة: رسالة
الأحداث السياسية التي تكشف في كل مرة الأقنعة تتصاعد معها الأنفاس ما بين شهيق وزفير وترقب ومتابعة ورصد للمواقف، حتى تصل الرسالة من الأمة، والانعكاس الحقيقي لجمالية كل هذا الصراع المأساوي هو الوعي والإدراك الفكري والعقلي والوجداني لدى الشارع الذي أصبح يعري كل المواقف المخزية، ويقيس الوقائع دون الحاجة لتبريرات بعض المختلسين الذين يقتاتون على حقوق أبناء الكويت لتحقيق مكاسبهم غير المشروعة وزيادة منافعهم الخاصة.والأوراق التي سعوا إلى اللعب عليها لإقرار بعض الحقوق المشروعة أصبحت لا تشكل هَماً للمواطنين الواعين خطورة ما يحدث من سوء واقعنا وتراجعنا بسبب من يمثل عليهم باسم الأمة، فهناك من لا يزال يراهن على عملية غسل العقول في تمرير بعض الأفلام على عامة الناس بعد أن أصبح مركونا في حاوية تجمعه مع من هم على شاكلته، لكن الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن لن تنطلي عليهم حيل الكلام المعسول. والتطبيل الذي يقوم بها بعض المرتزقة الذين يعيشون على مثل هذه الأوضاع أمره مكشوف، لأن أصحابه يظهرون فجأة في المشهد لكسب الفتات ويمارسون هواية اللعب على كل الأطراف، لأن هدفهم تمزيق وحدة الصف، وتشتيت الحقائق، لتمرير أكاذيبهم وافتراءاتهم لمعازيبهم الذين لا يزالون يعيشون وهم البطولات الزائفة.
أما شلة التطبيل التي تقتات على هؤلاء لتحصيل العطايا والهبات فهم الأسوأ، لأنهم جزء من انتكاسة واقعنا المر وتدهور أوضاعنا، فهذه البطانة الفاسدة لا هَمَّ لها سوى العيش على جمع الأموال المختلسة من جيب الشعب، فمن اهتز من المحاسبة أصبح يصدح بصوته لإخفاء الحقيقة وإيهام الناس بنقاء سواده الأعظم، فأصبح المشهد السياسي أمام مخاض عسير. والتضحيات التي يصورها البعض من أجل هذا الوطن وشعبه الكريم باتت أنشودة يكررونها وستاراً لأفعالهم السيئة، فالمرحلة المقبلة تحتاج إعادة غربلة وتنقيح حتى لا يتكرر السيناريو وندخل مجدداً في النفق، بعيداً عن العنصريين والفئويين والمحبطين والمغردين خارج السرب، والمنظرين الذين لا يفقهون شيئاً.آخر السطر:الأمل موجود دائما في ظل وجود أبناء الوطن الأوفياء الذين لن يسكتوا على فساد المتخاذلين، والمحاسبة لن تقف عند حدود أصحاب الشعارات الوهمية.