وجهة نظر: السياسة في زمن الفالتوه
![صالح غزال العنزي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/500_1682523043.jpg)
نحن أمام طريقين لا ثالث لهما، إما أن نعتمد إرث القرية ثم نبيح أمراض القرى القديمة التي بنيت على أركان واهية أساسها (مئة عام من العزلة)، أو نعتمد فكر الدولة المدنية التي تتعامل مع الفرد بالمعايير الموضوعية نفسها التي تتعامل بها مع الفرد الآخر، وإلا بربك قل لي كيف نتعامل بازدواجية بين المهاجرين في فترة زمنية واحدة فيتم تجنيس فئة وحرمان أخرى من الجنسية؟ وكيف يتم التشكيك في ولاء من قدّم روحه فداء لوطنه، ويكون المشكك فيه من غاب عن المشهد ولم نسمع له صوتاً أو نرى له جسداً إلا بعد أن انقشع غبار الخيل وعادت السيوف لأغمادها؟ فأحد أسباب انهيار الدول والمنظومات الاجتماعية غياب العدالة، حيث يعجز الضعيف عن الحصول على حقوقه ويستطيع القوي الحصول على حقوقه وحقوق غيره من خلال الاستقواء بالنفوذ.إننا نعاني وباء التنمر الذي يمارسه البعض بطريقة فجة ومشبعة بالوقاحة وقلة الحياء وبصورة معكوسة لم يشهدها عصر أو مكان، حيث يجاهر البعض بهذه الأمراض بصورة علنية ويخجل من إعلانها في السر أو المجالس (المحفوفة)، وهي حالة غريبة لا أجد لها تفسيراً أو لفهمها تأويلاً إلا أن يكون الجهر بها يحمل في طياته مكاسب سياسية أو اجتماعية، وهي حالة– إن صحت- مخيفة، وتشير إلى أننا تجاوزنا مرحلة العلاج، ووصلنا إلى مرحلة حساب ما تبقى في العمر من أيام.