«بياع الخبل صوته»
![ناصر الجعفري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/814_1708624898.jpg)
أما «بياع الخبل صوته» فدوافعه مهما كانت عليه فهي في النهاية تمس وتهتك كل معايير الأخلاق والأمانة التي تبنى عليها الأمم والأوطان وأضراره مصيبة وجلل كبير لا يمكن معالجتها ومقارنتها، فالأول ضرره على نفسه فقط، والثاني ضرره على المجتمع بأكمله، وثمنه يدفعه الصغير والكبير ولا مبرر له كي ينال تعاطفاً مثل «بياع الخبل عباته»، وحتى لو استشعر «بياع الخبل صوته» بالندم والحسرة فلا يستطيع أن يسترجعه مثل بياع الخبل عباته وهنا نستذكر المثل الدارج «لا فات الفوت ما ينفع الصوت».وأخيراً من باب التوضيح كلمة خبل باللغة العربية تعني «كل من فسد عقلُه وجُنّ»، فيا ترى كم من شخص في مجتمعنا فسد عقلُه وجُنّ، وأصبح صوته وصوت كل من مثله يؤثر في نتائج الاختيار لمن نظن أنهم يمثلون الأمة بالرقابة والتشريع، ولا يمثلون عليها، وننتظر منهم الكثير، خصوصاً أننا مقبلون على مرحلة جديدة في نظام التصويت بمجلس الأمة التي يروج لها الكثير من السياسين والإعلاميين، وهي تعديل الدوائر إلى عشر، ولسان حالنا يقول «هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟».