صواريخ جديدة على أربيل... والهدف «النفط» والتحالف مع الصدر
لم تمر بضعة أيام على تهديدات حزب الله العراقي للأحزاب السنية في الأنبار، حتى تعرضت اربيل عاصمة الإقليم الكردي ليل الأربعاء ــ الخميس، لقصف صاروخي جديد استهدف منشآت نفطية.ووقعت 3 صواريخ كاتيوشا في محيط مصفاة نفط كور كوسك غرب اربيل، حيث تنفذ فيها مشاريع لرجل الأعمال باز البرزنجي الذي كان منزله تعرض لقصف بصواريخ بالستية انطلقت من إيران، وأعلن حرس الثورة مسؤوليته عنها الشهر الماضي.وتحمل الصواريخ رسائل سياسية واضحة، تضغط على الزعيم الكردي مسعود البارزاني، لتحالفه مع مقتدى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية. كما تواصل طهران الضغط على الأحزاب السنية الحليفة للصدر في منطقة الأنبار بسلسلة تهديدات قاسية تصدر عن حركة حزب الله العراقي، أخطر الفصائل الموالية لطهران.
وإلى جوار الرسائل السياسية تتحدث المصادر عن حرب المهربين والشركات وخطط نقل الطاقة، بين حلفاء إيران وحكومتي بغداد واربيل، في غرب العراق وشماله.وتنسق حكومة بغداد في كثير من مشاريع نقل الطاقة، مع مناطق شمال البلاد للربط مع تركيا، مثل الأنابيب الناقلة للنفط والغاز، ورغم أنها تحتاج إلى نحو 3 أربعة أعوام كي يتم تدشينها، إلا أنها تتعارض مع خطط أخرى للإيرانيين والروس. وكان هذا أحد الأهداف التي فسرت على أساسه الضربة البالستية الغريبة التي وجهها حرس الثورة بـ 12 صاروخا لمنزل الشيخ باز البرزنجي، الذي يعمل على ربط شمال العراق بتركيا، عبر خطوط لنقل النفط والغاز، إلى جانب طموحات ربط سككي مع أوروبا، في إطار خطط ميناء الفاو المطل على الخليج.كما أن الاستقطاب في الأنبار والى جانب الضغط على أحزاب السنة، يدور حول طرق التجارة والتهريب التي تتمسك بها طهران لتصل إلى البحر المتوسط، وتمد حلفاءها هناك بالسلاح والرجال، فضلا عن نشاط متزايد لتجارة المخدرات.وأعلن العراق مراراً أنه ينوي ضبط المعابر الحدودية وأرصفة موانئ البصرة، وجرى تكليف جهاز مكافحة الإرهاب وقوات النخبة بذلك، لكن المواجهة لم تنته إلا بتقليص طفيف لتجارة كبيرة غير شرعية تديرها الميليشيات بين طهران وشواطئ المتوسط.وتتورط الفصائل الحليفة لطهران كذلك في تهريب النفط الخام من حقول كركوك العملاقة، لتباع بقوافل من الصهاريج، بأسعار بخسة للايرانيين وزبائن آخرين، بينما تحاول اربيل وبغداد ضبط التصدير عبر شبكة أنابيب رسمية.ويحاول الصدر وحلفاءه إقصاء الميليشيات من الحكومة الجديدة، للبدء بتنفيذ إصلاحات تعيد السيطرة على الأمن والاقتصاد الذي اخترقته الميليشيات، لكن كتلة الإطار التنسيقي الموالية لإيران تنجح منذ أسابيع في تعطيل جلسات البرلمان، ما ادخل البلاد في فراغ تشريعي ودفع الصدر إلى إعلان اعتكافه طوال شهر رمضان.