الفرنسيون ينتخبون رئيساً وسط غموض وترقب لمفاجآت

سباق محموم اليوم بين ماكرون ولوبن... وميلونشون يتمسك بالأمل وزمور يبدو خارج السباق

نشر في 09-04-2022 | 01:42
آخر تحديث 09-04-2022 | 01:42
ماكرون يزور سوقاً للخضراوات في نويي سور سين قرب باريس امس الأول (أ ف ب )
ماكرون يزور سوقاً للخضراوات في نويي سور سين قرب باريس امس الأول (أ ف ب )
بعد حملة انتخابية مختلفة جاءت بعد انحسار الوباء، وتزامنت مع اندلاع حرب أوكرانيا التي قلبت الأولويات في أوروبا رأسا على عقب، يتوجه الفرنسيون اليوم لانتخاب رئيس، في جولة أولى يتوقّع أن يفوز بها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، لكن يطغى عليها الغموض وترجيحات بحصول مفاجآت.
مع انطلاق الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في فرنسا بات المرشحون ملزمين بعدم الإدلاء بأي تصريحات علنية حتى صدور نتائج اقتراع اليوم (الأحد)، الذي تبدو المنافسة محمومة فيه بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وفيما بدأ بعض الناخبين في مناطق ومقاطعات ما وراء البحار بأصواتهم أفادت استطلاعات الرأي بأن ماكرون ولوبن اللذين سبق أن تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2017، هما الأوفر حظاً للتأهل مجدداً اليوم، مع أن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون يستفيد أيضاً كما لوبن، من موجة تأييد جديدة.

وفي حال تكرار سيناريو عام 2017، أظهرت خمسة استطلاعات للرأي فوز الرئيس ماكرون في 24 أبريل بفارق ضئيل مع نتائج ترجح نيله نسبة أصوات تراوح بين 51 و54 في المئة.

وتبدو فرص المرشحين العشرة الآخرين محدودة جداً، لكن عدم اليقين، يتواصل، إذ يؤكد الخبير السياسي باسكال بيرينو، أن «هذا الاقتراع هو الأول الذي تبلغ فيه نسبة الأشخاص المترددين أو الذين غيروا موقفهم هذا المستوى مع خمسين في المئة تقريباً».

وقالت جان دين ماسيو وهي أستاذة موسيقى تبلغ الثامنة والثلاثين في سوق باريسي، أمس الأول، «الأمور بدأت ترتسم لكن بشكل مبهم لكن بصراحة سأتخذ قراري النهائي عندما أكون داخل العازل». ولا يزال الغموض يلف نسبة المقاطعة لهذا الاقتراع الذي ستكون نتائجه موضع ترقب كبير في أوروبا وخارجها.

ويخشى الكثير من الخبراء السياسيين أن يتخطى مستوى المقاطعة في الدورة الأولى النسبة القياسية المسجلة العام 2002 وقدرها 28.4 في المئة أي أن تكون أعلى بكثير من النسبة المسجلة عام 2017 والبالغة 22.2 في المئة.

وقالت كريستين مازو، وهي موظّفة متقاعدة تبلغ 75 عاماً في سوق في باريس، «لا أحد من محيطي سيصوّت».

أثرت الحرب في أوكرانيا على الحملة التي انطلقت من دون حماسة لكنها انتعشت بعض الشيء في الأيام الأخيرة مع بروز فرضية احتمال فوز لوبن التي ستكون أول أمرأة وممثل لليمين المتطرف تصل إلى الرئاسة في حال فوزها.

ونجحت لوبن ابنة جان ماري لوبن ممثل اليمين المتطرف على مدى عقود في فرنسا، في إظهار حزبها بصورة أكثر اعتدالاً مع شنها حملة مقنعة ركزتها على القدرة الشرائية التي يضعها المواطنون في أعلى سلم أولياتهم في حين يرتفع التضخم جراء الحرب في أوكرانيا.

وبانتظار صدور النتائج الأحد (عند الساعة 18.00 ت غ)، يحظر منذ منتصف ليل الجمعة ـ السبت على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولن تنشر أي مقابلة أو استطلاع للرأي أو تقديرات.

لكن يمكن لبعض المرشحين أن يظهروا من خلال المشاركة في تظاهرات. وأعلن عن تنظيم «مسيرات من أجل المستقبل» في فرنسا بمبادرة من منظمات يسارية. وكرس المرشحون الجمعة لمداخلات إعلامية محدودة أو زيارات قصيرة في محاولة أخيرة لاقناع الناخبين الفرنسيين البالغ عددهم 48.7 مليون شخص.

فقد قام ماكرون صباح، أمس الأول، بزيارة قصيرة غير معلنة إلى سوق نويي سور سين عند أبواب باريس. وزارت لوبن من جهتها، ناربون في جنوب فرنسا حيث قدمت نفسها على أنها مرشحة «فرنسا الهادئة». وقالت وهي تحمل كأس نبيذ في يدها بأنها لا تشعر «بنشوة» انتصار محتمل مضيفة أنه يجب انتظار الدورة الثانية.

وأمس الأول، تقلص تفوق ماكرون على لوبن، في أحدث استطلاع لل رأي لنوايا التصويت. وأظهر الاستطلاع الذي نشرته شركة إيلاب الفرنسية للأبحاث والاستشارات أمس الأول، وتم لمصلحة «بي إف م تي في» و«لكسبريس» و«إس إف آر»، سيفوز ماكرون بالجولة الأولى بنسبة 26 في المئة منخفضاً بنقطتين، وستحل لوبن في المركز الثاني بنسبة 25 في المئة، مرتفعة بواقع نقطتين، وسيفوز ماكرون على لوبن بنسبة 51 إلى 49 في المئة في جولة الإعادة.

وسيحل ميلونشون في المركز الثالث في الجولة الأولى بنوايا تصويت تبلغ 5.17 في المئة، مرتفعاً نقطتين. وحل زمور في المركز الرابع بنسبة 5.8 في المئة منخفضاً 5.0 نقاط، وفي المركز الخامس، مرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس بنسبة 8 في المئة.

back to top