مَن نلوم يا شيوخ الديرة؟

نشر في 10-04-2022
آخر تحديث 10-04-2022 | 00:18
 حسن العيسى ‎من نلوم في النهاية، هذا النائب المحافظ الذي يظهر نفسه بتجليات بطولية عن الفساد السياسي، لكنه ما إن يسمع عن حفلة أقيمت في مكان ما، أو مسلسل تلفزيوني- سخيف أم لا - لا يتفق مع ثقافته المحنطة، أو يدري عن أستاذ في كلية الطب عرض "لقطة" لطلبته من فيلم أجنبي يشرح لهم فيها عن معنى حالة نفسية مريضة... والقائمة تطول، حتى يبادر بتغريدة يهدد ويتوعد فيها الوزير "ريتشارد قلب الأسد" الذي يخشى من ظله، أم نلوم ذلك الوزير أو الوزراء والقياديين الذين يتسابقون على مضمار الترضيات لوكلاء العادات والتقاليد ليتجنبوا صداع رأس "سين وجيم" واستجواب، فيلغي (يلغون) الحفل أو يهرول لتشكيل لجنة تحقيق أو تأديب، وتضحى الدولة مثلثًا من السأم والكآبة والجهل وركود اقتصادي تفردت به الكويت دون بقية دول الخليج، تغيب عنها أنوار الفن والعلوم وحرية التفكير، فتضحى ركاماً في ركام من الظلام والتفاهة والرياء الاجتماعي - السياسي؟

مَن نلوم؟... أخبرونا يا أهل الحكم، هذا النائب الذي هو في النهاية صنيعتكم ونتاج سياساتكم من زمن قديم حين فرشتم لهم البساط الأحمر كي تضربوا بهم القوى التقدمية من يساريين أو قوميين فيهم مسحة ليبرالية، أم هذا الوزير الذي اخترتموه حسب مواصفاتكم في المحاصصة العائلية والقبلية والدينية والطائفية، وهو لا يعرف أيّ معنى للتقدم ولا للحرية ولا للثقافة، لا يهتم بغير ماذا صرح به هذا النائب، وبماذا نبهه ذلك الآخر؟ 

لماذا كُتِب على أهل البلد أن يكونوا بين فكّي رحى الجماعات المحافظة المتخشبة من ناحية، وقوى الفساد السياسي من ناحية أخرى؟ هل علينا أن نضحي بالقليل الباقي من الحريات الاجتماعية المدنية (حقنا في الفرح والسعادة والفن والبهجة والبحث العلمي الحُر) على مذبح بطولات حراس المال العام وأعداء الحريات الاجتماعية؟ لماذا هذا الخيار السيئ الذي تفرضونه علينا؟ وهل علينا أن نختار أهون الشرّين، ونعرف تماماً أن كليهما شرٌّ مدمّر للإنسان؟ ماذا تقولون يا شيوخ البلد، أنتم مَن يحكم ولسنا نحن، وأنتم من حشرتم الدولة في هذا المكان الخانق الذي لا يحسدنا أحد عليه؟

‎ملاحظة:

عدد من الكائنات (هم بشر ربّما لا تدرون) هم في اليوم الثاني عشر من الإضراب عن الطعام، هم كائنات بشرية تطلقون عليهم لفظ "البدون"، مجرد تذكير بأنهم "أوادم" مثلنا.

حسن العيسى

back to top