الصين تسرع تطوير ترسانتها النووية بعد «تجربة أوكرانيا»
تُسرع الصين في توسيع ترسانتها النووية بسبب تغيير تقييمها للتهديد الذي تشكله الولايات المتحدة، وفق ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال« الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة على خطط القيادة في بكين.ودفعت التطورات الأخيرة في أوكرانيا الجهد النووي الصيني نحو توسيع تلك الترسانة، كما أن حذر الولايات المتحدة من التورط المباشر في الحرب هناك عزز على الأرجح قرار بكين بالتركيز بشكل أكبر على تطوير أسلحة نووية كوسيلة للردع، حسب «وول ستريت جورنال».ويرى القادة الصينيون، أن وجود ترسانة نووية قوية لديها هو الوسيلة المناسبة لردع الولايات المتحدة عن التورط المباشر في أي نزاع محتمل على تايوان.
ومن بين التطورات الأخيرة، تسارع العمل هذا العام في أكثر من 100 موقع صواريخ مشتبه فيها بالمنطقة الغربية النائية في الصين والتي يمكن استخدامها لإيواء صواريخ ذات رؤوس نووية قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، وفقاً للمحللين الذين يدرسون صور الأقمار الصناعية للمنطقة. واعتبر القادة الأميركيون، أن التفكير وراء التقدم النووي الصيني غير واضح، في حين قال المقربون من القيادة الصينية، إن تركيز الصين المتزايد على الأسلحة النووية مدفوع أيضاً بالمخاوف من أن واشنطن قد تسعى لإطاحة الحكومة الشيوعية في بكين بعد تحول أكثر تشدداً في السياسة الأميركية تجاه الصين في ظل إدارتي دونالد ترامب وجو بايدن.ويشعر المسؤولون العسكريون والمحللون الأمنيون الأميركيون بالقلق من أن تسريع الصين النووي قد يعني أنها ستكون على استعداد لتوجيه ضربة نووية مفاجئة لكن المقربين من القيادة الصينية يقولون إن بكين ملتزمة بعدم استخدام الأسلحة النووية أولاً.وقالوا إن الصين تخطط للاحتفاظ بترسانة ليس أكبر من اللازم لضمان المصالح الأمنية للصين، مضيفين أن الجيش الصيني يعتقد أن أسلحته النووية عفا عليها الزمن بحيث لا تقدم رادعاً فعالاً ضد ضربة نووية أميركية محتملة. وقال شخص مقرب من القيادة: «إن قدرة الصين النووية المتدنية يمكن أن تؤدي فقط إلى زيادة الضغط الأميركي على الصين».وأوضح التقرير أن رد الفعل الدولي المتوتر على دعوة الزعيم الروسي فلاديمير بوتين لوضع قواته النووية في حالة تأهب بعد غزوه لأوكرانيا قد قدم للمسؤولين الصينيين درسًا واقعيًا حول القيمة الاستراتيجية للأسلحة النووية. وكذلك فعل قرار أوكرانيا في 1994 بتسليم الأسلحة النووية المتبقية في البلاد بعد تفكك الاتحاد السوفياتي مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا.وقال ضابط عسكري صيني متقاعد له علاقات بالبرنامج النووي للبلاد:»فقدت أوكرانيا ردعها النووي في الماضي ولهذا دخلت في وضع كهذا».