في تحدّ لواشنطن، ذكرت وسائل إعلام وخبراء عسكريون أمس الأول، أن 6 طائرات نقل تابعة لسلاح الجوّ الصيني من طراز «واي 20»، هبطت في مطار نيكولا تسلا المدني ببلغراد السبت الماضي، وكانت تحمل أنظمة صواريخ أرض ـــ جو من طراز «إتش كيو22» للجيش الصربي المتحالف مع روسيا.

واعتبر موقع The Warzone أن «ظهور طائرات النقل واي 20 أثار دهشة، لأنها حلّقت بشكل جماعي بدلاً من إجراء سلسلة من الرحلات الجوية بطائرة واحدة». وأضاف أن وجود «واي 20» في أوروبا بأيّ عدد، لا يزال يشكّل تطوّراً جديداً إلى حد ما.

Ad

أما المحلل العسكري الصربي، ألكسندر راديتش، فرأى أن «الصينيين نفذوا عرض قوة».

وأكد فوتشيتش تسلّم بلغراد هذه المنظومة المتوسطة ​​المدى، في إطار اتفاق أُبرم عام 2019، معتبراً أنها ستقدّم «أحدث فخر» للجيش الصربي.

وكان الرئيس الصربي شكا من أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك بلدان كثيرة مجاورة لصربيا، ترفض السماح بتسيير رحلات فوق أراضيها لتسليم هذه المنظومة، في ظلّ توتر بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي عام 2020، حذر مسؤولون أميركيون بلغراد من شراء منظومة «إتش كيو 22»، معتبرين أن عليها مواءمة معداتها العسكرية مع المعايير الغربية، إذا أرادت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتحالفات غربية أخرى.

وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى مقارنة المنظومة الصينية بمنظومتَي «باتريوت» الأميركية و»S300» الروسية، رغم أن نطاقها أقصر من منظومة «S300» الأكثر تقدّماً. وستكون صربيا أول دولة في أوروبا تستخدم هذه الصواريخ الصينية.

وتعزز صربيا جيشها بأسلحة روسية وصينية، بما في ذلك مقاتلات ودبابات ومعدات أخرى. وفي عام 2020، تسلّمت مسيّرات صينية من طراز Chengdu Pterodactyl-1، القادرة على ضرب أهداف بقنابل وصواريخ، ويمكن استخدامها في مهمات استطلاع.

وذكرت «أسوشيتد برس» أن ثمة مخاوف في الغرب من أن تسليح روسيا والصين لصربيا يمكن أن يشجعها على خوض حرب أخرى، لا سيّما ضد إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله في عام 2008. ولا تعترف بلغراد وموسكو وبكين بدولة كوسوفو.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أن بلاده المتحالفة مع روسيا، تجري محادثات مع فرنسا لشراء 12 مقاتلة جديدة من طراز «رافال».

وتعتمد صربيا تقليدياً على المقاتلات والتكنولوجيا الروسية، لكنها قد تشتري 24 مقاتلة من طراز «رافال» من إنتاج شركة «داسو» الفرنسية للطيران، كما قال فوتشيتش.

فوتشيتش الذي كان يتحدث بعدما تابع تدريبات عسكرية في وسط البلاد مع أبرز قادة الجيش الصربي، يجتهد لتحقيق توازن بين طموح صربيا في عضوية الاتحاد الأوروبي، والمحافظة على علاقات ودية مع روسيا، علماً أنه أُعيد انتخابه رئيساً الأحد الماضي.

وتعتمد صربيا على روسيا في الحصول على الغاز الطبيعي، إضافة إلى دعم جيوسياسي وإمدادات دفاعية. ولم تنضمّ بلغراد إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو، بعد غزو أوكرانيا، رغم أنها صوّتت ضد روسيا في قرارات لمجلس الأمن تدين الهجوم.

ولفت إلى أن بلغراد تسعى أيضاً إلى شراء مسيّرات قتالية تركية الصنع من طراز «بيرقدار»، مضيفاً: «قبل يومين، خلال محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حصلت على تعهد منه بإمكان أن نتجاوز لائحة الانتظار وشراء مسيّرات بيرقدار قبل دول أخرى طلبت شراءها».

(بلغراد ـــ وكالات)