الله بالنور: لكي لا يصبح المؤقت هو الدائم
لا أستبعد أن يأتينا يوم تكون به عمر الحكومات التي تنتهي بتصريف العاجل من الأمور أطول من الحكومات الثابتة!عموماً لا أظن أن هناك أموراً عاجلة في الكويت لتصريفها!كل أمورنا مؤجلة...
وكل مشاريعنا معطلة...والقرارات تنتظر البث آجلاً وليس عاجلاً!رؤساء الوزارات منذ الشيخ ناصر المحمد وجابر المبارك وصباح الخالد شكّلوا "18" حكومة، أي 16 عاماً منذ تعيين سمو الشيخ ناصر المحمد رئيساً للوزراء، وقضوا فترات طويلة يرأسون حكومات تصريف العاجل من الأمور...متى سيأتي اليوم الذي تكمل به الحكومة... أي حكومة فترة كافية ليتمكن المواطنون من حفظ أسماء الوزراء قبل أن يطويهم النسيان؟! لم يعد المنصب الوزاري مغرياً...وليس هناك وزير قضى الوقت الكافي بالوزارة لتحقيق إنجازات تذكر، وحتى دون استقالات، ما يفعله الوزراء هو ما يسمى بتصريف العاجل من الأمور.وعندما يكون تصريف مياه المجاري أكثر انتظاماً من تصريف العاجل من الأمور الحكومية، فإننا بلاشك سنبدأ بالتفكير في مدى الحاجة للحكومة ولوزرائها.ففي دولة "نحن نأكل ونشرب وننام" بلا إنتاج ولا تنمية تذكر، لم يستنكر أحد الفترات الطويلة بانتظار تشكيل حكومي ثابت ومستمر...فهل فعلاً هذه الدولة مثل حكوماتها مؤقتة ولا تحتاج إلى الاستقرار؟فكروا جيداً في هذا الموضوع الجاد حتى لا يصبح المؤقت هو الدائم!