من فرقة بولشوي إلى فرقة ابتلشنا
سؤال طرح في مقال سابق ومازال ينتظر الإجابة، وهو ما قيمة العقد الحالي الذي تنتهي مدته في سبتمبر القادم، والموقع بين الديوان الأميري وشركة "للتجارة العامة والمقاولات"، وموضوعه إدارة مركز جابر الأحمد (دار الأوبرا)؟ وسؤال آخر مرتبط به: كم هو المقرر في العقد لبند الرواتب والأجور التي تصرف للشركة والرواتب الفعلية التي تدفعها الشركة للعاملين؟ وإذا كان هناك اختلاف بين العقد الرسمي والعقد الفعلي (أي عقد ظاهر وعقد مستور) فمن هو المستفيد؟ وهل هناك أي تغيير في الحقيقة؟... سؤلان بسيطان هل نلقى أي إجابة لهما؟بالأمس عرضت هذه الجريدة على صفحاتها ما حدث من "منع" لمسرحية آي ميديا للمخرج سليمان البسام، وهي المسرحية التي حصدت العديد من الجوائز خارج وطنها، بينما تيتمت في وطنها ولم تعرض إلا بدار الآثار الإسلامية بعرض مفتوح دون مقابل. المسؤولون عن مركز جابر يقولون إن المسرحية لم تمنع ولكن "أُجلت"، وبطبيعة الحال تحت عذر بند التأجيل تجد الشركة المسؤولة ألف عذر من رقابة مسبقة تتفرع عنها لجان رقابية للمركز، ثم تبدع "شركة المقاولات" سبباً جديداً كرقابة أخرى للمجلس الوطني يفترض على صاحب المسرحية أن يقدمها قبل ٢٤ ساعة من العرض!ليس هذا موضوعنا الآن، بل السؤال هو ما علاقة شركة تجارة عامة ومقاولات بقضية الفن والثقافة؟ فالذي نعرفه أن قضية الفنون الراقية يعهد بها لمؤسسة غير ربحية بمجلس أمناء تحظى بدعم الدولة، فما دور "تجارة عامة ومقاولات" في هذا الأمر؟ وهل هناك ضمان لمدة سنة أو ١٠٠٠٠ كيلو مع تغيير الزيت والفلتر وسرفس كامل تلتزم الشركة بتقديمها لطلاب الفنون والإبداع؟! والأهم ماذا قدمت الشركة المسؤولة للعمل الإبداعي الذي يبرز الروح الثقافية للدولة، غير أعمال دعائية هزيلة تتحدث عن شخصيات كبيرة مثل المرحوم عبدالعزيز حسين، هدفت لذر الرماد في الأعين "ترا سوينا كذا وكذا مو كافي عليكم"؟
أيضاً كيف تتصور الدولة (وحكومة الحكومة مادامت الحكومة مستقيلة) المستقبل الثقافي - الفني لمركز جابر؟ وماذا تعني كلمة "أوبرا" من مضامين سامية في بلد "نمى إلى علمي..."؟ربع مليار دينار صرفت على إنشاء المركز ـ غير عقود الصيانة والمعدات - كي ننتهي بهذا البؤس في بلد يشترط القوانين التي فعلت الآن بإدارة شركة المقاولات، أولاً: أن يفصل بين العائلات والعزاب في الكراسي تطبيقاً لقرار وزارة الإعلام رقم ٣٣ لسنة ٢٠١٦، ثانياً: يمنع الرقص بكل أشكاله في العروض، ثالثاً: تخصص طاولة لمفتشي وزارة الإعلامـ بوليس يراقب بالعصا كيف يتم الإبداع تحت أعين "البصاصين"... لماذا أنشأتم هذا المركز بداية؟ وهل انتهى كنهاية جسر جابر على صحراء مجدبة؟ في الستينيات كنا نستمتع بمشاهدة فرقة بولشوي للباليه على مسرح سينما الأندلس، والآن علينا أن نتجرع السقم مع فرقة ابتلشنا على خشبة مسرحكم السياسي... كيف كنا بالأمس وكيف أضحينا اليوم؟