ممثل الأمير: ندعم الإجراءات التصحيحية لـ «الداخلية» وإصلاحها المؤسسي

أثنى ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، على دور القوات المسلحة ومنتسبي الداخلية في حماية البلاد وأمنها، مؤكداً أن الجيش مصنع الرجال، و"الداخلية" صمام الأمن والأمان.

جاء ذلك خلال جولة قام بها ممثل صاحب السمو يرافقه سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس، شملت نادي ضباط الجيش ومبنى الشيخ نواف الأحمد بوزارة الداخلية لتهنئة المؤسسة العسكرية والأمنية بشهر رمضان المبارك.

واعتبر سموه في كلمتين بالمناسبة، أن قيمة المؤسسة العسكرية تكمن في تجهيزها العالي واستعدادها التام، وأن استصلاح أراضٍ زراعية ضمن المعسكرات تجربة مقدرة لضمان الأمن الغذائي لوحدات الجيش، كما أكد دعم القيادة لجهود "الداخلية" في مواجهة المشكلات المجتمعية وأبرزها الجرائم والمخدرات، كما أكد دعم اتخاذ إجراءات تصحيحية نحو هيكلة الداخلية وانجاز الإصلاح المؤسسي.

واستهل سمو ولي العهد الجولة بزيارة إلى نادي ضباط الجيش، وكان في استقبال سموه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ طلال الخالد، ورئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن خالد الصالح.

حماة الوطن

ألقى ممثل سمو الأمير كلمة بالمناسبة نقل في مستهلها بالإنابة عن سمو أمير البلاد المفدى القائد الأعلى للقوات المسلحة وبالأصالة عن نفسه "التهنئة بشهر رمضان الفضيل، متضرعين إلى الله تعالى "أن يعيده عليكم وعلى وطننا الغالي والأمتين الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات".

وقال: تأتي زيارتنا لإخواننا وأبنائنا منتسبي وزارة الدفاع تأكيداً على ثقتنا بقواتنا المسلحة بكل قطاعاتها للذود عن ثرى الوطن الطاهر والحفاظ على مقدساته، ويعد الجيش الكويتي رأس هرم هذه القوات، فهو مصنع الرجال ومنتسبوه حماة الوطن، وسجله حافل بالوفاء والتضحية من أجل الحفاظ على وطننا العزيز شامخاً أبياً.

وأضاف سموه: تتابع القيادة السياسية باهتمام ما يقوم به الجيش الكويتي من واجبات ومهام بوفاء والتزام، وتثني على جهوده في التدريبات والتمارين المشتركة على كل المستويات محلياً وإقليمياً ودولياً، وما يشهده من خطط وعمليات ومن تخريج الكفاءات العسكرية والقتالية.

الدرع الحصينة

وقال: إن ثقة القيادة السياسية في القوات المسلحة الكويتية كبيرة، ونحن على يقين بقيامكم بواجباتكم الوطنية ومهامكم العسكرية على أكمل وجه لتظلوا لوطننا العزيز درعه الحصينة وسياجه الواقي، فاستمروا في هذا المسار الصحيح للتأكيد على أن قيمة المؤسسة العسكرية تكمن في تجهيزها العالي واستعدادها التام.

وتابع: في هذا المقام، نشيد بجهود قطاع المنشآت العسكرية في استصلاح أراضٍ زراعية تقع ضمن نطاق معسكراته مقدرين الهدف من هذا المشروع، الذي يتمثل في ضمان الأمن الغذائي لوحدات الجيش الكويتي، مثمنين هذه التجربة التي يمكن لجهات أخرى الاستفادة منها.

وختم سموه بقوله" إننا ندعو الله تعالى أن يوفقكم في أداء رسالتكم السامية، وأن يديم على وطننا الغالي الأمن والأمان في كنف القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد المفدى القائد الأعلى للقوات المسلحة وسدد بالتوفيق على دروب الخير خطاه.

السيف الرادع

كما ألقى رئيس الأركان العامة للجيش كلمة بالمناسبة شكر فيها ممثل صاحب السمو على الزيارة التي جسدت مدى اهتمام القيادة ومحبتها لمنتسبي الجيش الكويتي الباسل.

وقال: نحن على يقين بأن سموكم على علم ودراية تامة بأن العالم بأقاليمه المختلفة يمر بفترات صعبة مليئة بالأحداث والاضطرابات والتهديدات على جميع المستويات، وهي بلا شك عالية الوتيرة على منطقة الخليج العربي بشكل خاص، لكننا على ثقة تامة بأنه من خلال قرارات سمو أمير البلاد المفدى والقائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ نواف الأحمد، ومبادرات سموكم الحكيمة والمعهودة دائماً ما تؤكد لنا حرصكم على تحقيق الأمن لوطننا الحبيب وسلامة شعبه وأراضيه.

وأضاف: أؤكد لسموكم بكل فخر واعتزاز بأن أبناءكم في الجيش الكويتي عاهدوكم وعاهدوا أنفسهم أمام الله على أن يكونوا على أتم الاستعداد لحماية وطنهم، وهم كما عهدتموهم سور الوطن الحصين والسيف الرادع لكل من تسول له نفسه بأن يخل أو يزعزع أمن الوطن لتبقى الكويت دار أمن وأمان وسلام بإذن الله.

وتقدم لسموه "بالشكر الجزيل على ما تقدمونه من دعم متواصل لأبنائكم العسكريين في جميع الوحدات والقطاعات العسكرية وتوجيهاتكم بإقرار العلاوات المستحقة لمنتسبي الجيش الكويتي والجهات العسكرية الأخرى والتي كان لها أثر طيب في نفوس أبنائكم منتسبي تلك الجهات".

زيارة «الداخلية»

ثم زار ممثل صاحب السمو مبنى الشيخ نواف الأحمد بوزارة الداخلية، وكان في استقبال سموه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف ووكيل الوزارة الفريق أنور البرجس.

وألقى سموه كلمة بالمناسبة قال فيها، "في هذه الليلة من ليالي شهر رمضان المبارك يسعدنا بالإنابة عن صاحب السمو وبالأصالة عن نفسي أن نتبادل وإخواننا وأبناؤنا في وزارة الداخلية التهاني بالشهر الفضيل، داعين الله تعالى أن يوفقهم في أداء رسالتهم الوطنية.

وأضاف: انطلاقاً من تقدير صاحب السمو للدور المنوط بمنتسبي وزارة الداخلية وتقديرنا لهم تأتي زيارتنا للإشادة بجهودهم المقدرة والشد على أياديهم لبذل مزيد من الجهود للحفاظ على أمن وطننا العزيز واستقراره والقيام بمسؤولياتهم الجسام في حماية الوطن والمواطن ومن يعيش على أرضه الطيبة، فهم ركيزة المنظومة الأمنية والواجهة المباشرة لتطبيق القانون وفرض هيبته ونشر الأمن والأمان في ربوع وطننا العزيز.

وأضاف: نشكركم على جهودكم المشهودة في تحقيق الأمن في أرجاء الوطن فأنتم صمام الأمن والأمان، وبجهودكم تحقق البلاد التنمية والرخاء. وفي هذا الصدد فإننا نتطلع إلى الارتقاء بالمنظومة الأمنية في البلاد حيث إن أمامكم تحديات نتابعها وندعم كل جهد يهدف إلى اجتيازها بدرجة عالية من الاحترافية في مواجهة المشكلات المجتمعية التي يواجهها منتسبو وزارة الداخلية مثل الجرائم والمخدرات.. وغيرها من المشكلات والآفات التي يجب تطهير المجتمع منها.

إجراءات تصحيحية

وقال: نحن إذ ندرك هذه التحديات، فإننا لنشيد بكل خطوة جادة تساهم في إرساء المنظومة الأمنية في البلاد وندعمكم في اتخاذ إجراءات تصحيحية نحو هيكلة مؤسستكم الأمنية، فأنتم في مرحلة مهمة من مراحل الإصلاح المؤسسي الذي بدأ بالتقييم ووضع منظومة إدارية تجمع بين العسكريين والمدنيين، وسيساعدكم في ذلك ما تتميز به وزارة الداخلية من وجود أجهزة متخصصة في التدريب والتوعية، مؤكدين ثقة القيادة السياسية المطلقة فيكم وفي إجراءاتكم المنشودة.

وختم بقوله: إننا ندعو الله تعالى أن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاء رخاء ويديم عليه الأمن والأمان في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو حفظه الله ورعاه وسدد بالتوفيق على دروب الخير خطاه.

تعزيز الأمن والعدالة

كما ألقى وكيل وزارة الداخلية كلمة بالمناسبة شكر في مستهلها "الزيارة الكريمة التي يستلهم منها منتسبو المؤسسة الأمنية ما يعينهم على بذل كل ما في وسعهم من تضحية وفداء لوطننا العزيز".

وقال: إن تعزيز دعائم الأمن والاستقرار يتمثل في تطبيق القانون دون تفرقة على حد سواء وتكريس الانضباط المطلوب لتعزيز هيبة الأمن والعدالة بكل حزم في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن ونسيجه الاجتماعي، ولن نقبل بأي تقصير أو إهمال.

اضاف: لقد اعتمدنا استراتيجية أمنية شاملة تعتمد على المنظومة الأمنية المتكاملة التي تهدف إلى بسط مظلة الأمن في ربوع البلاد ومن خلال الحرص على تطبيق صحيح القانون وفرض هيبته. وأكدنا دائماً على الاستمرار في بذل كل الجهود من أجل محاربة أي ظواهر سلبية أو مخالفات قانونية تعرض حياة المواطنين والمقيمين للخطر من خلال وضع نقاط تفتيش والانتشار الأمني وتسيير الدوريات لتأمين عموم المناطق في المحافظات الست وتنسيق التعاون بين القطاعات الأمنية الميدانية لتحقيق الأهداف المرجوة، وشددنا على ضرورة العمل بفكر أمني متجدد وبروح الفريق الواحد والتواجد الميداني والحرص على تنفيذ الخطط الأمنية بكل دقة وإتقان.

واستطرد البرجس: لم يكن بعيداً عن اهتمامنا محاربة آفة المخدرات ومحاولة القضاء عليها وتجفيف منابعها فقمنا بتسخير كافة الإمكانيات والوسائل لتعزيز سبل المكافحة والوقاية وتفعيلا للدور الوقائي لأفراد المجتمع وخاصة الشباب منهم فنظمنا حملات أمنية واسعة ومكثفة على تجار تلك السموم ومتعاطيها، فضلاً عن الحملات التوعوية والتي يتم من خلالها إبراز مخاطر تعاطي المخدرات وترويجها ووقايتهم من آثارها المدمرة على النفس والمجتمع.

وقال إنه في ظل الاستراتيجية المعتمدة داخل المؤسسة الأمنية الرامية إلى تحقيق نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، جعلنا نصب أعيننا مواكبة التطور الهائل والسريع لشبكة المعلومات والاستفادة قدر المستطاع مما توصلت إليه التقنية المعاصرة لتسهيل الخدمات المقدمة من قبل الوزارة من خلال إنشاء وتفعيل المواقع الخاصة بالوزارة في إطار رقابي بحت حيث تم في هذا السياق إنجاز مايقرب من أربعة ملايين وخمسمئة ألف معاملة، وكل ذلك تحت رعاية ودعم وتوجيهات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق أول المتقاعد الشيخ أحمد النواف.

وختم بقوله: إننا في وزارة الداخلية على دروب الأمن سائرون مستمرون في بذل ما بوسعنا من جهود، مجددين للكويت أميراً وولي عهد وحكومة وشعباً الولاء، واضعين الكويت وكل من يقيم على أرضها نصب أعيننا.

وتم خلال الزيارة إهداء ممثل صاحب السمو هدية تذكارية بهذه المناسبة، كما قام سموه بالتوقيع على سجل الشرف.