أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى البلاد كريستيان تودور أن «الكويت شريك مقرب وموثوق للاتحاد الأوروبي، فالجانبان يدعمان نظاما عالميا يقوم على أساس القواعد والأحكام وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، وعلى أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم الإنسانية، وتجلى ذلك في موقف الكويت المتعلق بأوكرانيا، بما في ذلك دعمها لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الخصوص، والاتحاد الأوروبي يثمن جهود الوساطة التي لعبتها الكويت في الأزمة الخليجية وغيرها من النزاعات الإقليمية، ونعمل معها كذلك وبشكل وثيق على تطوير أشكال جديدة من التعاون وبناء شراكة أقوى مع دول الخليج، لتعزيز الأمن الأقليمي وغيره من المجالات».

وقال تودور، خلال غبقة أقامها لممثلي وسائل الإعلام مساء أمس الأول، إن الاتحاد الأوروبي يريد أن يصبح الشريك المفضل للكويت في تنفيذ رؤية الكويت 2035، والتي ترسم خريطة طريق من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما يريد أن يعمل مع الكويت على قضية التغير المناخي والتحول إلى الاقتصاد الاخضر، وبدورها وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد على الصفقة الخضراء من أجل تحقيق الحياد الكربوني في أوروبا بحلول سنة 2050.

Ad

تعزيز العلاقات

وأشاد تودور بالعلاقات الثنائية الممتازة بين الكويت والاتحاد الأوروبي، والتي انعكست في الزيارة الأولى التي قام بها الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل للكويت الشهر الماضي، حيث تركزت المحادثات التي أجراها مع القيادة الكويتية على كيفية تعزيز العلاقات الثنائية، «وحددنا التعاون في مجالات الصحة، الأمن الغذائي، التعليم، التحوّل الرقمي، البيئة الخضراء، كأولوية لنا».

كما استشهد بزيارة المفوض الأوروبي للموازنة والإدارة يوهانس هان للكويت، في فبراير الماضي، معتبرا أن هذه الزيارة تعد الأولى التي يقوم بها مفوض من الاتحاد الأوروبي منذ تأسيس بعثة الاتحاد بالكويت عام 2019، وكان الهدف منها تعزيز التعاون بين الاتحاد والكويت في القطاع المالي والاقتصادي والاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، متابعا: «ونعمل أيضا على تعزيز العلاقات البرلمانية بين البرلمان الأوروبي ومجلس الأمة، ومن مظاهر ذلك الزيارة التي قام بها وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية للكويت في نوفمبر الماضي».

واستطرد تودور: «من الجوانب المهمة الأخرى في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والكويت، تعزيز التواصل بين الشعب الكويتي والشعوب الأوروبية لاسيما بين الشباب، وقد تم بالفعل إعلان أن عام 2022 هو عام الشباب الأوروبي، ويعد يوم أوروبا في 9 مايو المقبل مثالا واضحا على ذلك التواصل، وسيمثل يوم أوروبا هذا العام أول فرصة للتواصل مع عامة الناس في مرحلة ما بعد جائحة كورونا».

وأردف: «في هذا السياق، ستقيم بعثة الاتحاد الأوروبي، بالاشتراك مع 17 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد والممثلة في الكويت، احتفالا كبيرا بمناسبة يوم أوروبا، وسيبرز هذا الاحتفال ما تتميز به تلك الدول على المستوى الوطني وطموحاتها المشتركة تحت سقف الاتحاد، وجاء اختيار هذا اليوم لأنه يصادف إعلان شومان التاريخي، الذي أسست فكرته الشكل الجديد للتعاون السياسي في أوروبا، ومهد الطريق لما يعرف الآن بالاتحاد الأوروبي».

تقدير لموقف الكويت حيال أوكرانيا

رداً على سؤال عن مساهمة الكويت في مؤتمر المانحين لأوكرانيا، ذكر تودور: «نقدر جدا موقف دولة الكويت الصديقة منذ بداية الحرب، ونقدر موقفها في مجلس الأمن، خصوصا أن الكويت عاشت الغزو وعايشت هذه التجربة الصعبة، وكنا على تواصل مستمر مع وزارة الخارجية، لذلك نقدر دعم الكويت، ونتمنى في المستقبل أن تنتهي الحرب، والاتحاد الأوروبي ملتزم بإعادة إعمار أوكرانيا، فنتمنى أن نواصل التعاون مع الكويت في كل المراحل، ونحن نقدر أيضا، إضافة الى الدعم السياسي الكويتي، الدعم المادي واللوجستي الذي قدمته الكويت والهلال الاحمر الكويتي».

● ربيع كلاس