قمة بايدن ـ مودي تفشل في إنهاء «الشرخ»

نيودلهي: مشترياتنا من روسيا في شهر تضاهي ما تشتريه أوروبا بيوم

نشر في 13-04-2022
آخر تحديث 13-04-2022 | 00:04
بايدن خلال القمة الافتراضية مع مودي في البيت الأبيض ويبدو مسؤولو خارجية ودفاع البلدين (رويترز)
بايدن خلال القمة الافتراضية مع مودي في البيت الأبيض ويبدو مسؤولو خارجية ودفاع البلدين (رويترز)
لم تنجح على ما يبدو "المحادثات الصريحة" بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في تقريب مواقف بلديهما بشأن الحرب في أوكرانيا، التي تزعزع استقرار العلاقة بينهما في وقت تحتاج واشنطن إلى نيودلهي كركيزة في استراتيجيتها لمواجهة الصين في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين إثر اجتماع في واشنطن حضره نظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار ووزيرا دفاع البلدين لويد أوستن وراجناث سينغ، وأعقب القمة الافتراضية بين بايدن ومودي، إنّه "من المهمّ أن تحضّ كلّ الدول، وخصوصاً تلك التي تتمتّع بتأثير على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إنهاء الحرب".

وأضاف: "من المهمّ أيضاً أن تتحدّث الديموقراطيات بصوت واحد للدفاع عن القيم التي نتشاركها".

وأشاد الرئيس الأميركي في بداية الاجتماع الافتراضي بـ"العلاقة العميقة" بين البلدين، وأعرب عن رغبته في "مواصلة المشاورات الوثيقة".

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الهندي الوضع في أوكرانيا بأنه "مقلق جداً"، مشيراً إلى أن الهند تدعم المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا التي تنظر لها واشنطن بكثير من التشاؤم.

وعقب الاجتماع الوزاري، عقد وزير الخارجية الهندي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع بلينكن ردّ فيه بانزعاج واضح على صحافية سألته عن سبب عدم إدانة بلاده للغزو الروسي لأوكرانيا، قائلاً: "شكراً لك على نصيحتك واقتراحك، لكنّي أفضّل أن أفعل ذلك على طريقتي".

وبعد أن قال البيت الأبيض، إنّ بايدن حذّر مودي من أنّه لن يكون "من مصلحة الهند تسريع" وتيرة مشترياتها من صادرات الطاقة الروسية، وهو أمر من شأنه أن يعوّض جزئياً الانخفاض في المشتريات الغربية من هذه الصادرات، اتّسم ردّ وزير الخارجية الهندي بنبرة حادّة جداً، وقال للصحافيين، إنّ "مشترياتنا خلال شهر بأكمله ربّما تكون أقلّ مما تشتريه أوروبا عصر يوم واحد".

وكانت مسؤولة رفيعة المستوى في البيت الأبيض قالت إنّ بايدن ومودي أجريا محادثة "دافئة وصريحة استمرت ساعة"، والعبارة الأخيرة التي استخدمتها المسؤولة مرّات عدة تعكس في العُرف الدبلوماسي قدراً من التوتر.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي في وقت لاحق، إنّ "الرئيس بايدن أوضح أنه لا يعتقد أن من مصلحة الهند تسريع أو زيادة وارداتها من الطاقة الروسية التي تمثّل حتى الآن جزءاً صغيراً جداً من مشترياتها، أو مواد خام أخرى".

وأكّدت ساكي، أن "واشنطن مستعدة لمساعدة الهند على تنويع مصادر الطاقة".

ويخشى الأميركيون من أن تساعد الهند روسيا من خلال تعويض بعض خسائرها الناتجة عن العقوبات الغربية المفروضة على خلفية غزوها أوكرانيا، التي شملت إنهاء أو تقليص واردات الغاز والنفط والفحم الروسي.

وتريد إدارة بايدن تعزيز التحالفات الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة الصين، لاسيما إعادة إطلاق ما يسمى تحالف كواد الرباعي بين الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان، وهي محرجة بسبب موقف نيودلهي منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

ولا تزال روسيا المورد الرئيسي للأسلحة للهند، لكن نيودلهي تستورد منها أيضاً النفط والأسمدة والماس الخام. في المقابل، تصدّر الهند إلى السوق الروسية منتجات صيدلانية والشاي والقهوة.

وتدرك الإدارة الأميركية جيداً اعتماد الهند على روسيا في الميدان العسكري، لذلك تعلم واشنطن أنه لا يمكنها توجيه انتقادات علنيّة حادة لحليفها الآسيوي المهم.

ونتيجة لذلك، فإنّها بعد التأكيد في بداية الحرب على ضرورة أن تتّخذ كلّ الدول موقفاً واضحاً من النزاع، أبدت الحكومة الأميركية تفهماً حذراص للهند، رغم أنها رفعت نبرتها بوضوح تجاه الصين.

وقال بلينكن تعليقاً على هذه المسألة، إنّه "على الهند أن تتّخذ قراراتها الخاصة في مواجهة هذا التحدّي"، من دون أن ينتقد نيودلهي بشكل مباشر.

لا بل أن الوزير الأميركي ذكّر بأنّ الحكومة الهندية "دانت قتل المدنيين في أوكرانيا وقدّمت مساعدات إنسانية كبيرة".

ومن هنا يبدو أنّ الاستراتيجية الأميركية تهدف إلى تعزيز إبراز علامات الصداقة لمنع الهند من الانزلاق تدريجياً إلى المعسكر المقابل.

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الهندي في تصريح لصحيفة "هندوستان تايمز"، أنه لا يعتقد بأن روسيا ستؤثر على العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة" أضاف: "أميركا تعلم أن الهند وروسيا هما حليفان طبيعيان وأن علاقتنا مستقرة جداً، وستتأكد الهند أيضاً من عدم تأثر المصالح الوطنية الجوهرية للولايات المتحدة بسبب علاقتنا بدولة أخرى في العالم".

من ناحية أخرى، وفي انتقاد مباشر نادر من واشنطن لسجل حقوق الإنسان في الدولة الآسيوية، قال وزير الخارجية الأميركي: "نتواصل بانتظام مع شركائنا الهنود بشأن هذه القيم المشتركة لحقوق الإنسان، ولهذا، فإننا نرصد بعض التطورات المثيرة للقلق في الهند أخيراً، منها زيادة انتهاكات حقوق الإنسان من جانب بعض مسؤولي الحكومة والشرطة والسجون".

وجاءت تصريحات بلينكن بعد أيام من تساؤل النائبة الأميركية إلهان عمر حول ما تعده تردداً من الحكومة الأميركية في انتقاد حكومة مودي فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

وقالت عمر، التي تنتمي إلى الحزب الديموقراطي الذي ينتمي له بايدن، الأسبوع الماضي "ما الذي يحتاج مودي أن يفعله ضد السكان المسلمين في الهند حتى نتوقف عن اعتباره شريكاً في السلام؟".

back to top