وضع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس شرطاً استفزازياً وغريباً على الرئيس السوري بشار الأسد، وهو قطع علاقاته مع إيران، إذا أراد أن يكون جزءاً من المنطقة والعودة إلى جامعة الدول العربية.

وقال غانتس، في إحاطة لباحثين من جميع أنحاء العالم ووسائل إعلام أجنبية نظمها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط عبر تطبيق زووم: «إسرائيل تسعى إلى تعزيز التعاون الاستخباري ضد الانتهاكات الإيرانية بالتعاون مع واشنطن وشركائها الإقليميين»، مضيفا أنها «تعمل ضد عمليات نقل الأسلحة والتهديدات التي يولّدها الإيرانيون ضدها في سورية».

Ad

وتابع: «في الآونة الأخيرة، شهدنا المزيد من الاستقرار في سورية، وأرى أن هناك نشاطا لها مع دول في الجامعة العربية. ولكن إذا أراد الأسد أن يكون جزءا من المنطقة، فسيتعيّن عليه أن يوقف علاقاته السلبية مع إيران والإرهاب الذي تنشره في سورية».

وأوضح غانتس: «وفقا لمعلوماتنا، تواصل إيران تخصيب اليورانيوم، وهي قريبة من الوصول إلى تخصيب بنسبة 90 بالمئة، إذا أرادوا ذلك، مما يجعلها قريبة من امتلاك سلاح نووي»، مؤكداً أنه «من الجيد الضغط من أجل تحصيل اتفاق مع طهران، ولكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جيد، فقد يحين الوقت لتفعيل الخطة البديلة على الفور».

وأردف بالقول: «نهدف إلى توسيع التعاون الاستخباري مع الولايات المتحدة، وربما حتى بناء تحالف يتصدى لانتهاكات إيران، إذا كان هناك اتفاق من هذا القبيل، فإن ذلك قد يساعد على تغطية الثغرات الأمنية التي تستغلها إيران. كما أنني أستطيع أن أرى إمكانية التعاون في مواجهة العدوان فيما يتعلق بالدفاع الجوي».

ولليوم الرابع على التوالي، حشد الجيش الإسرائيلي قواته في منطقة جنين، واشتبك مع سكانها، تزامناً مع قتل الشرطة صباح أمس فلسطينياً طعن أحد عناصرها في مدينة عسقلان الساحلية.

وأكدت وكالة الأنباء (وفا) أن 4 فلسطينيين اعتقلوا في جنين وبلدة اليامون القريبة، حيث أطلق جنود الاحتلال الذخيرة الحية والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.

وبحسب الشرطة الإسرائيلية، فإنه «خلال عملية في عسقلان، تعرّف شرطيّ على مشتبه به وبدأ يتحقق من هويّته، لكنّ الرجل أخرج سكينًا وهاجم الشرطي الذي ردّ بسرعة فاتحا النار عليه». وأشارت الشرطة إلى أن المهاجم فلسطيني وقُتل، موضحة أنه من سكان مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وقال رئيس الوزراء اليميني، نفتالي بينيت، ليل الاثنين- الثلاثاء في شارع ديزنغوف بوسط تل أبيب، حيث نفّذ فلسطيني من مخيم جنين هجوما قبل 4 أيام قتل فيه 3 إسرائيليين، «لن ندع عدونا يضع حداً لحياتنا، وسنواصل عيش حياتنا، وفي الوقت نفسه سنقاتل حيث هم».

وهاجم بينيت الرئيس محمود عباس، واتهمه بالتشجيع على «الإرهاب»، من خلال النظام التعليمي في السلطة. وقال للقناة 12 العبرية: «عباس يلعب لعبة مزدوجة منذ سنوات، فهو يشجّع العنف والتعليم، الذي يدفع له مبالغ كبيرة، ليعلم كيف يقاتل الشاب ضد الجيش». وأشار إلى أن «هذه الموجة تتميز بعمليات الأفراد، ويصعب معرفة ما يدور في رأس الشاب المنفّذ، لذلك سنستمر في حملة الاعتقالات، فهناك من نعتمد عليه بجيشنا وقواته».

وشدد على أن «عملية تل أبيب كانت بدعم من والد المنفذ الذي يعمل في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وأعرف أنه تم طرده بالفعل، ولكن هذا هو سبب عدم لقائي بعباس».

ونقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن مصدر فلسطيني أن هناك خشية من انضمام بعض رجال أجهزة الأمن للمواجهات والاشتباكات المسلحة مع إسرائيل، بسبب حالة التوتر في المنطقة وتشكيك الشارع الفلسطيني في جدوى التنسيق الأمني.

وفي ظل الأزمة الأمنية والسياسية، أقرّ بينيت بتلقيه ضربة بانسحاب النائبة عن حزبه «يمينا»، عيديت سيلمان، من الائتلاف الحاكم، مؤكداً أنها واجهت من زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو «حملة تنمّر وبلطجة لم يتعرّض له سوى قليلين في تاريخ إسرائيل».

وقال بينيت: «لقد جاءت إلى منزلي بالفعل وبكت. وأخبرتني كيف أن بيبي (نتنياهو) و(بتسلإيل) سموتريش (زعيم حزب الصهيونية الدينية/ معارضة) أرسلا أشخاصا كانوا يصرخون عبر مكبّرات صوت أمام أطفالها: محتالة وخائنة، وكلمات أخرى أشد قسوة، لقد كسروها بالبلطجة». ومضى بينيت: «أبلغني زوجها شموليك أنه اضطر إلى الانتقال من العمل، لأن رجال بيبي كانوا يهددون أرباب العمل».