كشف مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية عن تلقي طهران أفكاراً جديدة أميركية وأوروبية بشأن عقدة «الحرس الثوري»، التي يعتقد البعض أنها تعرقل التوصل إلى صفقة لإعادة إحياء اتفاق 2015 حول برنامج إيران النووي.

وتبدو هذه الفكرة مستنسخة عن التمييز الذي اعتمدته بعض الدول الأوروبية بين جناح سياسي وآخر عسكري لـ«حزب الله» اللبناني، وعلى أساسه تم تصنيف «الجناح العسكري» للحزب منظمة إرهابية وفرض عقوبات عليه، بينما بقي الجناح السياسي بمنأى عن هذا الأمر.

Ad

وقال المصدر الإيراني لـ«الجريدة»، إن الفكرة، التي تلقى تشجيعاً من الدبلوماسيين الأوروبيين، تقوم على فرز «الحرس» بين جناح «سياسي ـ اقتصادي» وآخر «أمني ـ عسكري»، ورفع الجناح الأول عن لائحة الإرهاب وإلغاء العقوبات عليه، مع إبقاء الجناح الثاني في دائرة الإرهاب والعقوبات.

وطلب الدبلوماسيون الأوروبيون من نظرائهم الإيرانيين عرض الفكرة على الجهات العليا، معتبرين أنها تشكل تسوية مرضية للطرفين، ويمكن البناء عليها أو توسعتها بعد التوصل إلى اتفاق نووي أو بعد الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي في الخريف المقبل، لا قبل ذلك.

في سياق منفصل، كشف مصدر مطلع في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي أن إقالة سفير إيران لدى بغداد ايرج مسجدي عائدة إلى تصريحات هدد فيها بقصف أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

وكان السفير النافذ قد هدد بُعيد تبني طهران قصف «مركز للموساد الإسرائيلي» في أربيل بصواريخ بالستية، أنه إذا لم تقم سلطات الإقليم الكردي بالانصياع لطلبات إيران وإنهاء الوجود الإسرائيلي والمعارضين الإيرانيين على أراضيها؛ فإن «أماكن أخرى سوف تتعرض للقصف». وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن الحكومة العراقية اعترضت بشدة على تصريحات مسجدي، مما حدا بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لرفع تقرير إلى خامنئي اعتبر فيه أن تصريح السفير تنقصه الدبلوماسية والتقدير السياسي السليم، في ظل الوضع الدقيق الذي تشهده العلاقات بين البلدين.

وبحسب المصدر، فإن الجنرال إسماعيل قآني قائد «فيلق القدس»، الذي يتولى ملف السفارات في الدول العربية، دعم موقف عبداللهيان أمام خامنئي، لكنه طلب تأجيل استبدال مسجدي لأنه يتولى ملف المفاوضات مع السعودية، إلا أن خامنئي أصرّ على الانتهاء من هذه القضية على الفور.

وبناء على ذلك، تم الاتفاق على تعيين محمد كاظم آل صادق، الذي كان أحد كبار ضباط «فيلق القدس» وعمل سابقاً مساعداً لمسجدي وقاسم سليماني، ولديه علاقات جيدة مع مجموعة واسعة من القوى العراقية، محل السفير المُقال.

وأوضح المصدر، أن الاختيار وقع على آل صادق لأنه يتحدر من العراقيين من أصول إيرانية الذين تم طرد عائلاتهم من قبل صدام حسين (بدعوى التبعية لطهران) وعادوا إلى إيران وحصلوا على الجنسية الإيرانية ويتكلم العربية باللهجة العراقية، ولديه علاقات جيدة مع المرجع الأعلى في النجف السيد علي السيستاني وزعيم «الصدريين» مقتدى الصدر والقوى الكردية.

● طهران - فرزاد قاسمي