ارتفعت أسعار النفط أمس بعدما قالت روسيا إن محادثات السلام مع أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود، مما عزز مخاوف مرتبطة بالإمدادات، في حين أبقت بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين واليابان المكاسب محدودة.

وزاد خام برنت 48 سنتا أو 0.5 في المئة إلى 105.12 دولارات للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 28 سنتا أو 0.3 في المئة إلى 100.88 دولار للبرميل. وصعد الخامان القياسيان بأكثر من ستة في المئة أمس الأول.

Ad

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا أمس الأول بعرقلة محادثات السلام، وقال إن موسكو لن تتخلى عما تسميها «عملية خاصة» لنزع سلاح جارتها.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن التأثير الكامل للعقوبات وابتعاد المشترين عن النفط الروسي سيبدأ اعتبارا من مايو فصاعدا، لكنها أضافت أن انخفاض الطلب في ظل زيادة الإصابات بمرض «كوفيد 19» في الصين وزيادة الإنتاج من تكتل «أوبك+»، فضلا عن أكبر سحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية تنفذه الولايات المتحدة وبعض حلفائها من أعضاء وكالة الطاقة الدولية، من المفترض أن يحول دون أي نقص حاد.

زيادة الخسائر

وذكرت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا لها، في تقريرها الشهري عن النفط: «نفترض أن الخسائر (في أبريل) ستزيد في المتوسط إلى 1.5 مليون برميل يوميا في الشهر مع تراجع (إنتاج) المصافي الروسية وعزوف المشترين. اعتبارا من شهر مايو فصاعدا، يمكن أن يتوقف ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل يوميا (من إمدادات النفط الروسية) إذ يدخل التأثير الكامل للحظر الطوعي الآخذ في الاتساع على موسكو حيز التنفيذ».

وجاء تأثير توقف الإمدادات الروسية أبطأ مما توقعت وكالة الطاقة في الشهر الماضي، عندما كانت توقعاتها بانخفاض الإمدادات ثلاثة ملايين برميل يوميا بدءا من أبريل.

وخفضت الوكالة توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام الحالي بمقدار 260 ألف برميل يوميا بسبب إجراءات الإغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا في الصين، جنبا إلى جنب مع الطلب الأقل من المتوقع في الربع الأول من العام لا سيما من الولايات المتحدة.

وتلقت أسعار النفط دعما من تقارير هذا الأسبوع تحدثت عن تخفيف جزئي لبعض قيود مكافحة «كوفيد 19» الصارمة في الصين.

غير أن المكاسب كانت محدودة بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين واليابان.

«البترول الأميركي»: زيادة كبيرة في مخزونات النفط وهبوط الوقود

قالت مصادر مطلعة، نقلاً عن أرقام من معهد البترول الأميركي، أمس الأول، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي ارتفاعاً حاداً، في حين تراجع مخزون البنزين ونواتج التقطير.

وبحسب المصادر، فقد زادت مخزونات الخام 7.8 ملايين برميل على مدار الأسبوع المنتهي في الثامن من أبريل. وانخفضت مخزونات البنزين 5.1 ملايين برميل، في حين تراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، خمسة ملايين برميل.

ضغط نزولي

وكانت مصادر ذكرت، أمس الأول، أن إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز انخفض إلى أقل من عشرة ملايين برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2020 في الوقت الذي عرقلت فيه العقوبات والمشاكل اللوجستية تجارة البلاد النفطية.

وإنتاج النفط الروسي واقع تحت ضغط نزولي هائل في ظل العقوبات التي فرضها الغرب بسبب دور موسكو في أوكرانيا.

وحظرت الولايات المتحدة واردات النفط الروسي الشهر الماضي، في حين جعلت العقوبات من الصعب على المؤسسات المالية الروسية تنفيذ مدفوعات النفط.

وقالت المصادر إن متوسط إنتاج النفط الروسي انخفض إلى 10.3 ملايين برميل يوميا في الفترة من الأول إلى الحادي عشر من أبريل من 11.01 مليون برميل في مارس، وهو انخفاض بنسبة 6 في المئة.

وأبلغت «أوبك» الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي أن العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا يمكن أن تتسبب في إحدى أسوأ الصدمات في الإمدادات النفطية، وأنه من المستحيل بالنسبة للمنظمة إنتاج الكميات التي تعوض النقص.

وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي الخميس الماضي، إن إنتاج النفط الروسي يمكن أن ينخفض بنسبة أربعة أو خمسة في المئة في أبريل بالقياس إلى مارس بسبب مشاكل في التأمين واستخدام السفن.

وأوضحت المصادر أن الإنتاج انخفض أكثر ليصل إلى 9.76 ملايين برميل الاثنين الماضي وحده، وهو الأدني وفقا لتقديرات «رويترز» منذ انخفاضه إلى 9.37 ملايين برميل يوميا في المتوسط في يوليو 2020 عندما تأثر الإنتاج والطلب بشدة بجائحة فيروس كورونا.

ولم ترد وزارة الطاقة الروسية على طلب للتعليق.