ليس سقوط الجامعة فقط
ضجة إعلامية على مانشيت "الراي" قبل يومين "السقوط الحر لجامعة الكويت"، المانشيت يظهر تراجع جامعة الكويت إلى أدنى التصنيفات العلمية، ويبين المنحنى البياني تهاوي الجامعة في السنوات الأخيرة.عدد من المهتمين قالوا إن من أسباب هذا السقوط المدوي قلة الصرف المادي من الحكومة على المختبرات والبحوث العلمية، وخضوع الجامعة للتقلبات السياسية بالدولة... وغيرها من أسباب كثيرة.بكلام آخر الحكومة (السلطة) كان يهمها أن تصرف الملايين على المباني الجامعية وقاعات المحاضرات، أي نظرت السلطة إلى هذه المؤسسة التعليمية كما ينظر برياء وتفاهة التفاخر على أنه لدينا أكبر مبنى وأكبر مول تجاري، لكن في الجوهر لا يوجد غير الفراغ، فلا توجد ميزانية للصرف على الفكر ولا على البحوث العلمية، لكن توجد بلايين لا تنضب للصرف على صفقات سلاح وعمولاتها وعلى تضبيط المناقصات والممارسات المباشرة!
كم مرة ترددت فيها عبارات مثل أن الجامعة يفترض أن تكون المنارة الفكرية للمجتمع، تنير طريق المستقبل للوطن، إلا أن الواقع يقول إنها أصبحت مرآة له تعكس كل أمراضه وعيوبه الاجتماعية من واسطة ومحسوبيات وفساد، كالقبول بأكثر من الطاقة الاستيعابية للكلية، وكما يريد السياسيون المتنفذون، وبجمود المركز التعليمي للمدرس الذي يمضي أكثر من عقدين مثلاً وهو لم يقدم خلالهما بحثاً واحداً أو أكثر يمكن أن ينقله لصف الأستاذ المساعد ثم الأستاذية، فيبقى حاله من حال موظفي الاستعلامات، طبعاً لا يمكن هز مركزه فهو كويتي. أحياناً تصبح عملية شراء البحوث أو تكليف مجتهد أجنبي بالقيام بالبحث نيابة عن "دكتور أي كلام" سهلة حتى يرتقي صاحبنا للأستاذية، وفي أحايين أخرى يحرم من الترقية "الدكاترة" الذين قدموا الكثير للفكر والعطاء العلمي، لا لأي سبب إلا أنهم غير مقبولين حسب المواصفات البيروقراطية السخيفة، من يتذكر الراحل د. خلدون النقيب وكتبه البحثية العميقة التي يمتد نتاجها لمعظم أنحاء العالم العربي، وماذا لقي من إدارة الجامعة غير جزاء سنمار؟أيضاً ما مستوى الطلاب والطالبات - بصفة عامة - الذين يتم قبولهم في الروضة الكويتية، إذا كان متوسط المستوى التحصيلي لهم لا يتعدى حسبما نشر الصف السابع؟! فماذا نتوقع؟ وضع الجامعة الآن لا يفترض أن يكون غريباً، هو وضع الكويت وإدارتها السياسية، وحالها من حال بقية مؤسسات الدولة المتهالكة، زرعتم الريح فحصدتم "الغبار"، سيخنقكم غداً، هذا مؤكد.