خامنئي يحسم جدل «فيينا» وأنقرة تعتبر إيران تهديداً
قائد في «الحرس الثوري»: قتل كل القادة الأميركيين لن يكفي للثأر لسليماني
دعم مرشد إيران الأعلى موقف الحكومة المتشددة من مفاوضات فيينا، داعيا الفريق المفاوض إلى التمسك بموقفه، في حين أقرت تركيا، في إعلان نادر، بوجود تهديد من قبل إيران.
أكد مصدر في مكتب المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، أن الأخير أصر على دعوة الشخصيات السياسية المنتمية للاتجاهات المختلفة في البلاد على حفل إفطار مساء أمس الأول، حتى يحسم الجدل الدائر بالنسبة إلى مواضيع مختلفة في البلاد، وأبرزها موضوع العودة الى طاولة المفاوضات النووية في فيينا.وحسب المصدر، فإن خامنئي أصرّ على أن يُدلي برأيه عبر وسائل الإعلام، لكي يسمع الجميع أنه يدعم موقف الحكومة الإيرانية والوفد المفاوض الذي يصرّ على أنه لن يعود الى فيينا إلا للتوقيع على اتفاق فقط، وليس للتفاوض مجدداً.واجتمع خامنئي، قبل الكلمة، مع عدد من الوزراء السابقين وكبار المديرين الحكوميين السابقين والحاليين، وبينهم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف. وكانت هناك دعوات للفريق المفاوض للعودة الى فيينا واستغلال حاجة الرئيس الأميركي جو بايدن الى مزيد من النفط والغاز في الأسواق العالمية.
إلى ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن السفير التركي لدى واشنطن، حسن مراد ميركان، اعترافه بأن إيران تشكّل تهديدًا لإسرائيل وتركيا، بسبب طموحاتها النووية، مشيرة إلى أنه نشر مقالًا في مجلة فكرية إسرائيلية يدعو فيه إلى التعاون بين البلدين في مجالَي الأمن والطاقة.ووفق الصحيفة العبرية، كتب الدبلوماسي التركي الرفيع في مقاله الذي نُشر في مجلة مركز دايان للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل أبيب، أن «إسرائيل وتركيا يجب أن تكونا قادرتين على البناء على القواسم المشتركة بينهما، وتعزيز حوار مستدام، مع تنحية الآراء المتباينة جانبًا».ودعا السفير التركي، وفقًا لما نقلته الصحيفة العبرية، إلى «تحويل العلاقات التركية/ الإسرائيلية على أساس إعادة بناء الثقة المتبادلة»، وأوضح لماذا في رأيه يتعيّن على البلدين إقامة تعاون في العديد من المجالات.ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن ميركان قوله في مقالته إنه لا يمكن توقّع أن تتفق إسرائيل وتركيا في كل شيء، بما في ذلك القضية الفلسطينية، بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا. وأضاف أنه حتى لو لم يتم حل جميع الخلافات، فإن «المصالح الجيوستراتيجية التركية والإسرائيلية تملي شراكة وثيقة ومتعددة الطبقات».وجاء في المقال أن «المشاركة التركية - الإسرائيلية الشفافة في الشؤون الإقليمية ستكون مثالًا يحتذى فيما يتعلق بإعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية، إضافة إلى ذلك، يجب ألا نغفل عن المكاسب المحتملة التي يمكن أن تحققها الشراكة التركية - الإسرائيلية المنظمة للمناطق خارج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل القوقاز وآسيا الوسطى وإفريقيا جنوب الصحراء».وقال السفير: «يجب على الشعبين التركي والإسرائيلي دعم رئيسيهما لتحقيق هذه الرؤية واغتنام الفرصة لتغيير العلاقات التركية - الإسرائيلية بشكل بنّاء، على أساس الثقة المتبادلة والاعتماد المتبادل».
الثأر لسليماني
الى ذلك، قال قائد القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني إن قتل جميع القادة الأميركيين لن يكون كافيا للثأر لمقتل قاسم سليماني. وقتل الجيش الأميركي سليماني القائد البارز في الحرس الثوري في يناير 2020 خلال زيارته للعراق. وتعهدت إيران «بانتقام ساحق» من جميع المسؤولين عن اغتياله. وقال قائد القوة البرية في الحرس الثوري محمد باكبور: «حتى إذا قُتل كل القادة الأميركيين، فلن يكفي هذا للثأر لدماء سليماني. علينا أن نتّبع خطى سليماني ونثأر لمقتله بطرق أخرى». وكان سليماني أقوى قائد عسكري إيراني، وقاد عمليات طهران في أنحاء الشرق الأوسط وقُتل بمطار بغداد في ضربة أمر بها الرئيس الأميركي في ذلك الوقت دونالد ترامب. وتأتي تصريحات باكبور في الوقت الذي تحاول إيران والقوى العالمية معالجة القضايا العالقة في محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.وإحدى القضايا العالقة هي ما إذا كانت واشنطن سترفع الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية مثلما طالبت طهران من أجل إحياء الاتفاق.«طالبان» والسفارات
في سياق آخر، تعهدت حكومة طالبان بتوفير الأمن الكامل للبعثات الدبلوماسية الإيرانية في أفغانستان. ونقلت وكالة باجوك الأفغانية للأنباء أمس عن مساعد وزير الخارجية الإيرانية، رسول موسوي، قوله إن الضمانات الأمنية جاءت بعد احتجاجات خارج القنصلية الإيرانية في هيرات الاثنين الماضي. وأضاف أنه على الرغم من أنه لم يقع أي حادث كبير خارج القنصلية، فإنّ أي انتهاك أمني هو قضية رئيسية بغضّ النظر عن حجمه.ونقل موقع إيران فرونت بيدج الإلكتروني الإخباري عن موسوي قوله إن وزارة الخارجية على اتصال مستمر مع السفير الإيراني لدى أفغانستان. وأضاف أن كابول كانت قد اعترفت بمخاوف إيران بشأن أمن دبلوماسييها، وتعهدت باتخاذ الإجراءات الضرورية في هذا الصدد.