مع مواصلة الجيش الإسرائيلي عمليات القتل اليومي في الضفة الغربية المحتلة، تزايدت التحذيرات الفلسطينية من نوايا لدى جماعات يهودية بذبح أضاحي الفصح اليهودي داخل باحات المسجد الأقصى.

وقالت «جماعات الهيكل»، التي نصبت خيمتين في ساحة القصور الأموية (جنوب ساحة البراق)، إنها ستقوم بذبح الأضاحي في صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى، قبل نثر رماد القرابين، في إطار مراسم عيد الفصح اليهودي الذي يصادف مساء الجمعة المقبل ويستمر لمدة أسبوع، ويتزامن مع الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك.

Ad

ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وجود أي مخطط من هذا النوع، إلا أن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة حذر من أن تهديد المتطرفين اليهود بالقيام بهذه الطقوس، إضافة إلى قرار السلطات الإسرائيلية نشر المزيد من قواتها في «الضفة المحتلة»، سيؤديان إلى «تصعيد خطير ليس بالإمكان السيطرة عليه».

ووصف محمود الهباش، المستشار الديني للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذبح القرابين داخل باحات المسجد «إهانة لعقيدتنا، وسيشعل حربا دينية، وسيوقد نارا يطال لهيبها العالم كله». وحذرت الهيئة الإسلامية العليا وهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس من «بركان من الغضب من كل المسلمين في بقاع الأرض» في حال مضى اليهود المتشددون في مخططهم.

وعقدت فصائل غزة اجتماعا في منزل رئيس مكتب حركة حماس السياسي في غزة يحيى السنوار، وكانت «حماس» حذرت من أن سماح إسرائيل «بتنفيذ مخطط تدنيس المقدسات من خلال ذبح القرابين في الأقصى يتجاوز كل الخطوط الحُمْر، وستكون عواقبه وخيمة وغير متوقعة مهما كان الثمن وكل ذلك سيرتد في وجه إسرائيل». وقالت فصائل مسلحة إن «قيادة العدو تتحمل المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الخطوة التهويدية الخطيرة».

إلى ذلك، كشفت الخارجية الفلسطينية عن حراك سياسي ودبلوماسي مع نظيرتها الأردنية على المستويات كافة، لتوفير الحماية للمسجد الأقصى، ومواجهة «العدوان» الهادف إلى تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم في القدس.

وأشارت الخارجية إلى «التصعيد من جانب المنظمات والحركات والجمعيات الاستيطانية المتطرفة ودعواتها العلنية للمساس بالمقدسات المسيحية والإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وهي دعوات تطلق ويروج لها تحت أنظار دولة الاحتلال وأجهزته الأمنية». إلى ذلك، لليوم الخامس على التوالي، قام الجيش الإسرائيلي أمس بعمليات في الضفة الغربية المحتلة، وخصوصا في منطقتي جنين ونابلس.

وخلال اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة نابلس أطلق الجنود النار باتجاه محتجين فلسطينيين، مما أدى إلى مقتل الشاب محمد عساف، وهو محامي ناشط في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ليرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ 22 مارس المنصرم بالرصاص الإسرائيلي إلى 16، مقابل مقتل 14 في الفترة ذاتها خلال هجمات على الجانب الإسرائيلي.

وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني ونادي الأسير 31 إصابة في نابلس، 10 منها بالرصاص الحي، واعتقال 14 على الأقل معظمهم من مدن وقرى في شمال الضفة الغربية. وقرب نابلس اندلعت مواجهات بين جنود إسرائيليين كانوا في حراسة مستوطنين يهود أرادوا القيام بعمليات ترميم في «قبر يوسف».