استعاد لبنان حيوية سياسية بفعل الحركة الدبلوماسية التي يقوم بها السفراء الخليجيون. فمنذ عودتهما إلى بيروت، فعّل السفيران الكويتي عبدالعال القناعي والسعودي وليد البخاري حركتهما على الساحة اللبنانية، وعقدا لقاءات شملت في الساعات الأخيرة رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إضافة إلى لقاءات مع شخصيات سياسية تأكيداً لضرورة استعادة العلاقات اللبنانية ـ الخليجية وتصحيحها وإدراجها في خانة حاجة لبنان إلى المساعدات في شتى المجالات.

وفي اللقاء مع ميقاتي أمس، شدد السفير الكويتي على ضرورة الاستمرار في اتخاذ الخطوات اللازمة لإصلاح العلاقات اللبنانية ـ الخليجية وتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي، فيما جدد رئيس الحكومة اللبنانية، بحسب ما تقول مصادر متابعة، التزام لبنان بمندرجات المبادرة الكويتية، وأبدى رغبة في زيارة دولة الكويت في مستهل جولة يسعى إلى ترتيبها تشمل السعودية، حيث سيؤدي مناسك العمرة، ومصر.

Ad

كذلك التقى السفير السعودي الرئيس عون، أمس، وأكد له حرص السعودية على تقديم الدعم اللازم للبنان، وأطلعه على مضمون آلية عمل الصندوق السعودي - الفرنسي المشترك لتوزيع المساعدات على اللبنانيين.

وبحسب مصادر متابعة، فإن البخاري شدد أمام عون على ضرورة إصلاح لبنان لمساراته السياسية لتحسين علاقاته مع دول الخليج وإعادة الالتزام بمقررات الجامعة العربية بدلاً من الذهاب بعيداً إلى «الصف الإيراني»، وبحال التزم لبنان بذلك؛ فإنه سيحصل على مساعدات في مجالات شتى في المرحلة المقبلة.

ووفق المصادر، فإن البخاري سيستكمل تحركه على الساحة اللبنانية، من خلال عقد المزيد من اللقاءات مع شخصيات وفعاليات، وهو يسعى إلى تنظيم إفطار جامع لرجال الدين والمرجعيات الروحية، كما سيقوم بجولة على مناطق لبنانية متعددة منها طرابلس والبقاع، وهذه تندرج في سياق مواكبة سعودية عن كثب لأوضاع اللبنانيين في المناطق المختلفة، إضافة إلى تحفيزهم على المشاركة الفعّالة في الاستحقاقات المقبلة وخصوصاً في الانتخابات النيابية.

وتضيف المصادر، أن السعودية تريد حث اللبنانيين على المشاركة في العملية الانتخابية وعدم فقدان الأمل أو اليأس أو الاستسلام، لأن قراراتهم يمتلكونها بأيديهم وأصواتهم، وفي هذا السياق، تندرج لقاءات البخاري مع مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان، ولنفس الهدف التقى البخاري يوم الأحد الفائت بالرئيس فؤاد السنيورة في منزله بعيداً عن الإعلام.

وترى مصادر متابعة أن العودة السعودية لا تقتصر على الجانب الدبلوماسي أو على جانب تقديم المساعدات الإنسانية، إنما هناك عودة مدروسة تطال جوانب مختلفة منها ما يتعلق بالسياسة، ومنها ما يتعلق بتعزيز الدعم الاقتصادي في المرحلة المقبلة، لكن بعد إنجاز لبنان لاستحقاقاته الأساسية لا سيما الانتخابات النيابية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

● منير الربيع