وصف السفير المصري في الكويت أسامة شلتوت العلاقات المصرية - الكويتية بالنموذجية والتاريخية والأخوية والاستراتيجية التي يربطها رباط الدم. وقال شلتوت، في كلمته خلال الغبقة الرمضانية التي أقامتها الكنيسة القبطية المصرية في الكويت تحت شعار «غبقة المحبة»، إن الجالية المصرية في الكويت تعيش بكل الحب والتقدير من جانب الشعب والحكومة الكويتيين.
وذكر أن المساواة وعدم التمييز هو شعار الجمهورية الجديدة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لافتاً إلى أن هذه الغبقة الرمزية، تؤكد تلاحم وترابط الشعب المصري وأنه نسيح واحد ويد واحدة. وأوضح أن الغبقة التي تجسد سماحة وتقبل الكويت للجالية المصرية، تعتبر تقليداً موروثاً تعبيراً عن المحبة بين أبناء شعب مصر الواحد، الذي سيبقى دائماً وأبداً على قلب رجل واحد من أجل نهضة مصر.وأضاف شلتوت أن الكنيسة المصرية في الكويت هي أول كنيسة تابعة للكنيسة المصرية يتم تشيدها خارج مصر عام 1962 مما يدل على مكانة دولة الكويت في قلوب المصريين، لافتاً إلى امتزاج دماء الشهداء المصرية والكويتية خلال حرب أكتوبر المجيدة والدفاع عن أرض مصر عام 1973.وقدم السفير أسامة شلتوت التهنئة لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد والحكومة والشعب الكويتيين بمناسبة شهر رمضان المبارك، متمنياً المزيد من التقدم للشعب والدولة الكويتية الشقيقة.
حب غير محدود
من جانبه، تقدم راعي كاتدرائية مار مرقس للأقباط الأرثوذوكس في الكويت القمّص بيجول الأنبا بيشوي بالشكر الكبير لدولة الكويت على هذا الحب والود غير المحدود الذي تقدمه للجميع.وأكد القمص بيجول، أن الجميع بالكويت يعيش المحبة بكل معانيها، لافتاً إلى أن الحب هو الشيء الوحيد الذي كلما تأخذ منه يزداد.وأضاف أن غبقة المحبة تعتبر أحد مظاهر الترابط والتماسك والتسامح بين مختلف الأطياف، دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين، وهي قمة المودة والرحمة سواء على أرض مصر أو الكويت بلدي التسامح والمودة.وأوضح أنه رغم انشغال مطران القدس والكرسي الأورشليمي والكويت والشرق الأدنى نيافة الأنبا أنطونيوس «فإنه عندما علم بموعد الغبقة قرر أن يأتي وكلفني أن ألقي عنه هذه الكلمة»، مشدداً على حرصه على حضور شهر رمضان المبارك في الكويت، كي يهنئ إخوته المسلمين بهذه المناسبة العظيمة وحتى لا يفوّت فرصة هذا اللقاء الذي يشتاق إليه وينتظره من العام للعام.وقال القمص بيجول، إن شهر رمضان يتميز بأجواء الألفة والإخاء، متمنياً أن يسود السلام والأمان والمحبة كل بلداننا العربية وبلدان العالم أجمع.فرصة أخيرة
من جانبها، أكدت د. سعاد المعجل، في كلمة نيابة عن والدها العم فهد المعجل القنصل الفخري لجمهورية قبرص، أن تسمية هذه المناسبة بغبقة المحبة لم تكن من قبيل الصدفة أو البلاغة، بل هي فعلاً تعبير عن المحبة التي طالما حملها القمص بيجول الأنبا بيشوي وهو يحل ضيفاً وأخاً وصديقاً في كل بيوت أهل الكويت، تسبقه روحه الصافية ومحبته الصادقة التي تعكس ما تنص عليه التعاليم والأسفار من الإنجيل.وأضافت المعجل أن المحبة تأتي كقيمة لتتفوق على كل القيم، لذلك أشارت ودعت إليها كل الأديان، ففي المحبة تقوى روح التواصل ويتجلى البعد الوجداني في أكمل صوره.وقالت: «ما أحوجنا إلى رفع راية وشعار المحبة في كل المحافل والمناسبات، خصوصاً ونحن نعيش في عالم تفترسه الحروب وتنتهكه الأطماع البشرية الدنيوية وتُسقِط روافد المحبة فيه شرور ونوايا تحمل ألف اسم وهيئة، خصوصاً بعد أن أثبت لنا التاريخ وبشكل لا جدال فيه أن اللاتسامح والكراهية كانا أشبه بالسوس الذي نخر وأتلف أعتى الحضارات البشرية وأسقط أمماً وممالك وأدياناً».وأكدت المعجل، أن البشرية تقف اليوم في مواجهة فرصة أخيرة لتحصين المحبة ونشرها بين الناس كإطار للتعايش السلمي والرخاء والأمن، لافتة إلى أن المحبة تفوق في دلالتها ومعناها الحب، إذ تتجاوز الجسد المحسوس لتتسلق الروح السرمدية وتنطلق كحب مطلق لله وللآخر، بل وللطبيعة وكل ما تحتويه وتضمه من مخلوقات.