واشنطن تشكِّل قوة بحرية قبالة سواحل اليمن

●غوتيريش يهاتف ولي العهد السعودي
● تقرير أميركي: بلينكن اعتذر لمحمد بن زايد

نشر في 15-04-2022
آخر تحديث 15-04-2022 | 00:05
الأسطول الخامس الأميركي ينشر زوارق بمنطقة عملياته في البحرين يوم الاثنين
الأسطول الخامس الأميركي ينشر زوارق بمنطقة عملياته في البحرين يوم الاثنين
وسط التشكيك المتواصل في التزامها بأمن المنطقة، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة مهام بحرية جديدة متعددة الجنسيات قبالة اليمن لمواجهة تصاعُد هجمات جماعة الحوثي المدعومة من إيران بالصواريخ والطائرات المسيّرة واستهدافها إمدادات الطاقة في السعودية والإمارات.
بعد الانتقادات لغياب أي استجابة أميركية لاستهداف المتمردين الحوثيين في اليمن المتحالفين مع إيران السعودية والإمارات، أعلنت البحرية الأميركية تأسيس «قوة مهام جديدة متعددة الجنسيات» مع دول حليفة قبالة اليمن لتقوم بدوريات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن لتتصدّى لتهريب الأسلحة والقرصنة.

وحدد قائد الأسطول الخامس الأميركي، الأدميرال براد كوبر، بعد غد الأحد موعداً لتأسيس «قوة المهام المشتركة 153» رسمياً، موضحا أنها ستعمل على ضمان وجود قوة وموقف ردع في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وستقوم على تعزيز التعاون بين الشركاء البحريين الإقليميين لتعزيز الأمن في المنطقة.

وأوضح كوبر أن القوة المتعددة الجنسيات مكونة من 34 دولة تحت قيادته، مبيناً أنها ستضم بين اثنتين و8 سفن، وأيضاً لديها 3 فرق عمل أخرى في مياه قريبة تستهدف أنشطة التهريب والقرصنة.

وبحسب كوبر، فإنّ «هذه المنطقة المائية مهمة من الناحية الاستراتيجية تستدعي اهتمامنا، لكنّها شاسعة للغاية، لدرجة أنه لا يمكن لواشنطن القيام بذلك منفردة»، مؤكداً أن القوة الجديدة ستؤثر في قدرة الحوثيين على الحصول على الأسلحة اللازمة لتنفيذ أي هجمات على السعودية والإمارات. وقال كوبر: «سنكون قادرين على القيام بذلك بشكل حيوي ومباشر أكثر مما نفعله اليوم».

من جانبه، قال المتحدث باسم البحرية الأميركية تيم هوكينز: «نعتقد أن قوة المهام الجديدة ستعزز الأمن والاستقرار في المنطقة عبر تحسين التنسيق مع شركائنا الإقليميين».

وأكد مسؤول أميركي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن المياه بين الصومال وجيبوتي واليمن كانت «ممرات تهريب» معروفة للأسلحة المتجهة إلى الحوثيين. وأضاف أن «القوة الدولية الجديدة ستتابع بالتأكيد هذه القضية».

اعتذار بلينكن

إلى ذلك، زعم المراسل الدبلوماسي الإسرائيلي المعروف، باراك رافيد، في تقرير نشره موقع اكسيوس الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عبّر عن أسفه لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، خلال لقائهما في الرباط الشهر الماضي، بسبب «تأخر رد الولايات المتحدة على هجمات الحوثيين ضد الإمارات».

ونقل رافيد عن مصدرين لم يكشف هويتهما أن بلينكن أقر خلال اجتماعه مع بن زايد في المغرب بأن إدارة الرئيس جو بايدن استغرقت وقتاً طويلا للغاية في الرد على الهجمات، وأعرب عن أسفه بسبب ذلك.

ورفض مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية التعليق على محادثة بلينكن الخاصة، لكنّه لم ينكر هذه الرواية. وقال المسؤول: «لقد أوضح الوزير أننا نقدّر تقديراً عميقا شراكتنا مع الإمارات، وأننا سنواصل الوقوف إلى جانب شركائنا في مواجهة التهديدات المشتركة».

والشهر الماضي، أكد سفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، أن اجتماع بلينكن وبن زايد ساعد في «إعادة العلاقة بين الإمارات والولايات المتحدة إلى المسار الصحيح».

في موازاة ذلك، وجّه 30 عضواً بالكونغرس الأميركي يتقدّمهم السيناتور غاري كونولي، العضو الرفيع بلجنة العلاقات الخارجية رسالة إلى إدارة الرئيس جو بايدن، مطالبين فيها باطلاعهم على مراجعتها وتقييمها للعلاقة مع السعودية، وكيف تعمل سياستها الحالية تجاهها على تعزيز المصالح الأميركية الأساسية.

وكشفت صحيفة انترسبت أن الاستخبارات الوطنية الأميركية انتهت في مطلع العام الحالي من إعداد «تقدير» لوضع العلاقات مع السعودية.

وكتب المشرّوعون إلى بلينكن: «في الآونة الأخيرة، تشير التقارير إلى أن ولي العهد رفض مكالمة هاتفية من الحكومة الأميركية لمناقشة غزو أوكرانيا وأزمة النفط اللاحقة. بدلاً من قبول نداءاتها لإنتاج المزيد من النفط،، واختارت السعودية الدخول في محادثات مع بكين لمناقشة تسعير جزء من مبيعاتها النفطية إليها باليوان، وهو اقتراح سيُضعف الدولار».

وتابعوا: «لسوء الحظ، لم تسفر علاقتنا الطويلة الأمد مع السعودية عن استجابة مماثلة. ويؤكد هذا أن إعادة التقييم الجادة للعلاقة ضرورية على الفور، لضمان أنها تعزز المصالح الأميركية، نحن نقف عند نقطة انعطاف. يمكن للولايات المتحدة أن تواصل وضعنا الراهن المتمثل في الدعم غير المشروط على ما يبدو للشريك، أو يمكننا الدفاع عن علاقتنا لتعكس قيمنا ومصالحنا».

في غضون ذلك، تلقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس الأول، اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، استعراض مجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وجهود الأمم المتحدة بشأنها.

وأبدى الأمين العام امتنانه لجهود السعودية لتحقيق الهدنة بين أطراف الأزمة في اليمن، وجهود المملكة المستمرة للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. في هذه الأثناء، اعتبر المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن هناك فرصة لإنهاء النزاع في اليمن والتوصل إلى سلام يلبّي التطلعات المشروعة لمواطنيه.

وبعد مغادرته صنعاء، التي زارها للمرة الأولى أمس الأول، ليبحث مع الحوثيين إجراءات تثبيت وتقوية الهدنة بجميع عناصرها وسبل البناء عليها بصفتها خطوة نحو حل سياسي شامل للنزاع، قال غروندبرغ: «سنستمر في عملنا على مدار الساعة لدعم الأطراف من أجل أداء واجباتها في الالتزام بالهدنة والحفاظ عليها وتقويتها، للانخراط بشكل بنّاء من أجل التوصل إلى حل شامل للنزاع».

وأشار إلى أن هناك «انخفاضا عاما وكبيرا في الأعمال العدائية» منذ سريان الهدنة في الثاني من أبريل الجاري، رغم التقارير «المتواترة والمقلقة» بخصوص وقوع انتهاكات، لافتا إلى عدم وجود أي تقارير «مؤكدة» تفيد بوقوع «ضربات جوية أو هجمات عابرة للحدود».

«القوة 153» مكونة من 34 دولة ومكلفة بتأمين البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن ويقودها الأسطول الـ 5
back to top