النبهان: المسرح في الكويت يعاني غياب الرؤية والهدف
يشارك في 3 أعمال درامية خلال رمضان
يطل الفنان القدير جاسم النبهان على شاشة الدراما الرمضانية بـ3 وجوه متنوعة، من خلال مسلسلات «دحباش» و«حبي الباهر» و«محمد علي رود 2»، وفي لقائه مع «الجريدة» تحدث عن القضايا التي عكسها من خلال الدراما لهذا العام، ورؤيته للمسرح الكويتي، وطقوسه الرمضانية، وغيرها من التفاصيل.
• مسلسل "دحباش" لفت الأنظار منذ اليوم الأول لعرضه... فكيف تراه؟- أرى أن أهم ما يميز هذا العمل التراثي الفانتازي هو الطرح والشخوص والعقدة الدرامية، وكيف يعكس المسلسل قيمنا القديمة التي تقدم مزيجا بين الحضارة الإسلامية والعربية وموروثنا التاريخي، من خلال شخصية "الشيخ صالح" التي أجسدها، وهو ذلك الرجل ذو المكانة الرفيعة في المجتمع آنذاك، وكيف كان يحظى بالاحترام والتقدير، والأحرى من ذلك تجسيده لفكرة القدوة، التي تسبب اختفاؤها في انهيار البيوت والقيم.• هل يقدم المسلسل أحد الأفكار التي تؤرقك؟
- بالتأكيد، في تصوري أن دور الرجل الكبير في العائلة أو المجتمع كان أمرا صحيا نفسيا ومجتمعيا وتربويا، ولكن غياب القدوة الحكيمة المتقبلة للآخر، التي تسمع الآراء المختلفة وتوجه وتحكم وتقود العائلة والمجتمع، أدى إلى تشوه داخل أسرنا، فالطفل يريد أن يحكم أمه، ويريد أن يتحرر من كل الالتزامات ليخرج للمجتمع شخصا غير مسؤول، ولا يستمع إلا لنفسه، ومن هنا جاء الواقع المأساوي الذي نعاني منه الآن.• مسلسل "محمد علي رود 2" تراثي أيضا فكيف حققت التنوع بينهما؟- "دحباش" و"محمد علي رود 2" كلاهما تراثي فانتازي، ولكن في حقبتين مختلفتين تماما، كما أن القضايا التي يركز عليها "دحباش" تختلف عن عالم الإثارة والتشويق والشعوذة التي يطرحها "محمد علي رود 2"، ولذلك أعتقد أن التنوع موجود، وأن المشاهد لن يلحظ أي تكرار في الشخوص أو الأدوار بين العملين.
استفزاز كبير
• ما تعليقك على عدم عرض "محمد علي رود 2" في الكويت؟- شعرت باستفزاز كبير، حيث إن أعمالنا الرائجة الناجحة، تذهب إيراداتها ومشاهداتها إلى قنوات أخرى خارج الكويت، بدلا من أن يستفيد منها تلفزيوننا المحلي، الذي يحتاج لهذا الدعم الفني بدلا من انصراف المشاهدين عنه، ولكن أن يتم رفض العمل بزعم ترويجه لأفكار خارجة عن المجتمع كالشعوذة والخزعبلات فهو أمر خال من الصواب، لسببين أولهما أن المسلسل فانتازي، والثاني أن السحر والدجل أمور كانت موجودة في مجتمعاتنا قبل سنوات قليلة، ولا تزال موجودة أيضا، فالمسلسل لم يفتر على المجتمع أو يلصق به التهم، ولكننا بالفعل نعاني من ردة في الرقابة على الأعمال. • إذن أنت تؤيد أن تعكس الدراما مساوئ المجتمع وتعالجها؟- أن تعكس الدراما واقع المجتمع هو أمر مقبول ولكن برؤية فنية تعود إلى الكاتب والمخرج، فلا يشترط أن تكون محاكاة وثائقية، فنحن نقدم فنا وإبداعا، قد نلتقي مع الواقع حينا ومع الخيال حينا آخر، أما أن تعالج الدراما مساوئ المجتمع فهو أمر غير ممكن، فلا الدراما ولا المحاكم ولا الناس قادرون على حل مشاكل المجتمع، فهي باقية وستبقى، نحن نقدم رؤية ومعالجة فنية وليست علاجا أو حلا، بل نسلط الضوء بما لا يخدش الحياء أو ينال من قيم المجتمع المتحفظ.• ما الذي ينقص المسرح الكويتي رغم توافر الكوادر الفنية والمادية؟- تنقصنا الرؤية والهدف، فلدينا مسارح تكلف على الدولة ملايين الدنانير، ولكن من المستفيد منها؟ الفنان الكويتي والمسرح المحلي؟ • كيف تقضي وقتك في رمضان؟- انتهيت من تصوير كامل أعمالي، الحمد لله، ولذلك فإن وقتي خلال رمضان مقسم بين العبادة والصلاة وزيارة الأهل والفطور معهم، أو أن أدعوهم إلى بيتي، حيث يزورني أحفادي وننعم بأجواء عائلية جميلة يتميز بها هذا الشهر الفضيل، كما أتابع مسلسلات رمضانية، لكن لا يتسع وقتي للجميع، فاكتفيت بمشاهدة سنوات الجريش للفنانة القديرة حياة الفهد، و"من شارع الهرم إلى" للملكة هدى حسين.• كيف ترى الجدل حول مسلسل "من شارع الهرم إلى"؟- أعتقد أن الجدل المثار حوله زائد على الحد، من وجهة نظري المسلسل يتمتع بالكثير من عوامل النجاح، فأداء الممثلين متميز جدا، وكل منهم لا يشبه الآخر، فضلا عن الأداء المبدع للفنانة هدى حسين التي كرست كل خبرتها وتجربتها الفنية في عمل تلو الآخر لتبهرنا بأدائها وشخوصها الجديدة المختلفة مع كل عمل، وربما يعكس المجتمع واقعا صادما ولذلك يثير الجدل، ولا أنكر أن لدي بعض التحفظات على بعض المشاهد، ولكن إجمالا فالعمل جميل.• من الفنان الشاب الذي تود التعاون معه؟- الكاتب فهد العليوة، فهو صاحب قلم مميز، وعملت معه عدة أعمال، منها "وطني النهار" و"ساهر الليل"، كما أنه كاتب "حال مناير"، وأعتقد أنه مؤلف واعد، إلا أنه بعيد عن الساحة لعدم تقدير المنتجين له ماديا، وفي تصوري يجب ألا يبتعد عن الساحة وأن يعود تحت أي ظرف، لأن حضوره أمر ضروري.عزة إبراهيم
فهد العليوة مؤلف واعد ولكن المنتجين لا يقدرونه مادياً