صالح المذن: تصاميم بيوت الكويت القديمة تتناسب مع الظروف المناخية
أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محاضرة بعنوان "أجزاء وزخارف البيت الكويتي القديم"، للباحث في التراث الكويتي صالح المذن، وأدار المحاضرة الباحث في التراث الكويتي صالح المسباح.في بداية حديثه، قال المسباح إن صالح المذن من الخبراء والباحثين الجادين، لافتا إلى أنه عرفه من أوائل التسعينيات، وشاركا في معارض عديدة، وتمت الاستعانة به من قبل العديد من الدواوين والمؤسسات وغيرها، لأنه متخصص في البيت الكويتي القديم، وأصدر كتابا بعنوان "صناعة الأبواب والدرايش في التراث الكويتي" عن مركز البحوث والدراسات الكويتية.واستهل المذن حديثه، بأن لديه اهتماما كبيرا بفن البناء التراثي، واحترف هذه المهنة منذ السبعينيات، لحُبه بكل شيء يتعلق بالتراث، لافتا إلى أنه من معاصري المعمار الكويتي القديم.
بعدها تطرق المذن إلى عدة جوانب تتصف بها البيوت الكويتية القديمة، منها أن أحجامها متفاوتة، ومنها "بيت الحمولة"، الذي يضم أكثر من عائلة، وأعداد أفرادها كبير، وتكون أعداد الغرف كثيرة، وفيه ديوان كبير ومنعزل. أما حجم البيت الذي يضم عائلة واحدة، فيكون حوالي 100 متر. وأضاف أن تصاميم البيوت القديمة تتناسب مع ظروف الكويت المناخية، ويرجع ذلك إلى مواد البناء المستخدمة والطين، وسماكة الجدران، وارتفاع الأسقف، وأيضا مادة الجص التي تكون بمنزلة عازل، فيكون البيت في الشتاء دافئا، وفي الصيف نوعا ما باردا، وتعطي النوافذ التي تطل على "الحوش"، و"الليوان" تيارات هواء، والأرضية "الآجر" التي يرش عليها ماء لتعطي هواء باردا.
أيادٍ كويتية
وعن مواد البناء ومصادرها، قال المذن: "أكثر المواد الأساسية للبناء الطين، وصخر البحر من الكويت. أما الجندل والبواري والباسجيل فمن إفريقيا والهند والعراق، وكل هذه المواد تحملها أيادٍ كويتية، فهم الذين ينقلونها بأيديهم، ويمتلكون المخازن والعماير التي تطل على البحر تباع فيها الأخشاب، والعماير تعمر البيت والسفن". وبيَّن أن البناء قديماً كان يقوم به الكويتيون، ويتكون طاقم البناء من الأستاذ، وعمال البناء، الذين يطلق عليهم المزورية، مضيفا أن عملية البناء كانت مربحة في ذلك الوقت، وما يدل على ذلك أنه بعد الانتهاء من موسم الغوص يتجه الرجال إلى العمل في البناء الذي يكون بموسمي الصيف والشتاء. وذكر المذن أن "معظم الأخشاب التي كانت تجلب إلى الكويت قديما مصدرها الساحل الشرقي للهند، وخاصة الأخشاب الساج والفيني والجنقلي وغيرها. ومن ناحية الأصباغ وأنواعها، منها: حل السمسم، وهو الزيت المستخرج من حبوب السمسم بعد عصرها، حل الناريل وهو الزيت المستخرج من جوز الهند بعد عصره، الرنق وهو من الأصباغ الملونة التي دخلت علينا بعد ذلك، حيث كان الكويتيون من قبل يدهنون الباب باللون الأخضر والأزرق والأصفر، الصل وهو زيت يستخرج من الأسماك، الفوفل وهو عبارة عن بودرة حمراء تخلط بالماء لصبغ الأبواب، الورنيش هي أصباغ شفافة دهنية تجلب من الهند".