شوشرة: ديموقراطية مشوهة
مع اشتداد الصراع والتناحر السياسي الذي خيم على الأجواء الرمضانية، بات الجميع في مزاج متعكر مع المستجدات التي طغت على اللقاءات والتجمعات التي كانت تركز في الماضي على ذكريات رمضان الجميلة والتي تتلاشى كما تلاشت معالم «المباركية».الحقبة التي نشهدها من جدال مستمر ودوامة تلو الأخرى وتبادل للاتهامات ووصول الأمر إلى القذف والسباب في مواقع التواصل الاجتماعي دون احترام لحرمة الشهر الفضيل، تبين أن هناك من يجلس ليمارس سياسة التحريض والفوضى العارمة، وللأسف هناك من يعتبر هذه الفوضى جزءا من ديموقراطيتنا وتنفيسا وتعبيرا عن قناعاتهم وآرائهم لما يحدث في هذه المسرحية الهزلية، والسؤال: هل هذه هي الديموقراطية الكويتية، أم أنها جزء من مسلسل تشويه واقعنا الذي يمر بمنعطف خطير جداً؟أصبحنا ننظر للقادم من الأيام وكأننا سندخل حقل ألغام خشية الإصابات غير المتوقعة التي تتطاير معها الأشلاء، ولا يبقى منها سوى بقايا أجساد متناثرة، فالوضع غير الصحي المخالف للأعراف الديموقراطية أصبح يمس بالمبادئ التي كان يدعيها بعض «الساسة»، وهم في الواقع ليسوا سوى أشخاص باتت أهدافهم مكشوفة وهي تكفير الناس فيما تبقى لنا من ديموقراطية.
إن عمليات الاستنكار والبيانات والتصريحات الإعلامية وغيرها ليست حلا لمعالجة هذه المعاناة، فالقوى السياسية مطالبة بوضع تصور أكبر وضوحا على طاولة حوار واحدة يتم الاتفاق فيها على آلية مشتركة لقطع الطريق على كل من يعمل ويسعى لضرب الأهداف الحقيقية للديموقراطية الكويتية التي كان يتغنى بها الجميع، وهذا لن يتحقق إلا من خلال القضاء على نظرية التخوين والضرب من تحت الحزام والزعامة والمجاميع التي تقاد من بعض الذين يعتبرون أنفسهم أنهم الأجدر بالقيادة. الشعب الكويتي لا يستحق أن يعيش حالة توتر مستمرة ودوامة لا نهاية لها مع تعطل حقوقه المشروعة وتطلعاته في العيش بسعادة في أجواء مزدهرة وتنمية أصبحت بعيدة كل البعد عن واقعنا، خصوصا في ظل استمرار هذا الوضع المأساوي الذي لا يخفى على أحد والترويج بأن الوضع المالي أصبح في دائرة الخطر وأننا أمام أزمة مقبلة وعجز وغيرها من التهويل.آخر السطر:ارتقوا بأخلاقكم لأننا نعيش أزمة أخلاق.