بعد الهجوم اللاذع الذي شنّه عليها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، معتبراً أن «نواياها الاستبدادية وآراءها المتطرفة الحقيقية بدأت تظهر»، رفضت مرشحة الرئاسة اليمينية المتطرفة مارين لوبن تصريحات ماكرون، معتبرة أنه «أكثر رؤساء فرنسا استبدادا».

وفي حديث مع قناة «فرانس 2»، قالت لوبن: «هذا الانتقاد يجعلني أبتسم، لأنه لم يكن لدينا أبداً رئيس يبدي علامات على التطرف والاستبداد أكثر من ماكرون»، مشيرة إلى سلوك الشرطة حيال التظاهرات السياسية مثل حركة «السترات الصفراء».

Ad

وكان ماكرون الوسطي المؤيد لأوروبا، قال إن «النوايا الاستبدادية والوجه الحقيقي لليمين المتطرف يعودان، بعدما منعت لوبن حضور فريق من المراسلين عرضا خاص بها، كما أنها لم تستبعد العودة إلى عقوبة الإعدام، رغم أنها كانت قد أعلنت سابقا أنها شخصيا ستصوت ضد مثل هذه الخطوة.

وردّت لوبن بأن العرض الذي رُفض منح الصحافيين الاعتماد لحضوره، كان ترفيهيا وليس صحافياً، وانها تحتفظ بالحق الآن كمرشحة، ولاحقاً كرئيسة إذا تم انتخابها، في اختيار من يمكنه حضور مؤتمراتها.

خارجياً، سعت مارين لوبن للترويج لمؤهلاتها القيادية على المسرح الدولي، إذ حضّت على الانفصال عن الماضي الدبلوماسي الفرنسي الحديث لجعل فرنسا دولة «لاتزال مهمة».

ومن شأن فوز لوبن في جولة الإعادة في 24 أبريل، أن يتردد صداه في أنحاء أوروبا وعبر المحيط الأطلسي، إذ سيضع في قصر الإليزيه شخصية لديها شكوك عميقة في الاتحاد الأوروبي ولطالما عبرت عن إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونظراً لدور الرئيس الفرنسي في تولّي زمام القيادة في السياسة الخارجية، عقدت لوبن مؤتمرا صحافيا استمر 90 دقيقة لاستعراض إمكاناتها التي تؤهلها لقيادة البلاد.

وقالت لوسائل إعلام عالمية وفرنسية، إنها ترغب في إزالة «سوء الفهم» بشأن سياستها الخارجية.

وأضافت أن «فرنسا ليست دولة متوسطة لكنها قوة كبيرة لاتزال مهمة».

وقالت إنها أُسيء الحكم عليها في عباراتها السابقة عن تقديرها لبوتين، قائلة إنها كانت تدافع فقط عن المصالح الفرنسية في اتصالاتها مع زعيم الكرملين، بما في ذلك الدعوات للتحالف مع موسكو.

وأضافت: «بمجرد انتهاء الحرب الروسية- الأوكرانية، وتسويتها بموجب معاهدة سلام، سأدعو إلى تنفيذ تقارب استراتيجي بين حلف شمال الأطلسي وروسيا».

في المقابل، جدّدت تأكيدها أنها في حال انتخابها، ستُخرج بلادها من هيكل القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) لاستعادة السيادة الفرنسية في مسائل الأمن الدولي. وأشارت لوبن أيضاً إلى أنها تريد مزيداً من التباعد في العلاقات مع ألمانيا، القوة الرئيسية الأخرى في الاتحاد الأوروبي.

ودعت إلى نسخة أكثر مرونة من الاتحاد الأوروبي، رغم أنها أعادت التأكيد أنها ستبقي فرنسا في التكتل الذي يضم 27 دولة.

وأضافت: «لا أحد ضد أوروبا. نريد إصلاح الاتحاد الأوروبي من الداخل».

على صعيد آخر، هيمنت على محادثات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، مع المسؤولين الجزائريين في العاصمة الجزائر، أزمة الطاقة في أوروبا، ومدى قدرة الجزائر على تزويد شركائها الأوروبيين بالغاز المميع، لتجاوز تداعيات الحرب في أوكرانيا.

وباتت الجزائر في الأسابيع الماضية محط اهتمام كبير من أهم بلدان أوروبا جنوب المتوسط، خصوصاً إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، حيث ازدادت المطالب على الغاز الجزائري. وكان هذا الموضوع من أهم ما تناوله رئيس الدبلوماسية الفرنسي في لقاءيه بالرئيس عبدالمجيد تبون، ونظيره رمضان لعمامرة.