إيران تهدد أربيل مجدداً وتساوم على الغاز والرئاسة
مسجدي يوصي العراقيين باللبننة: تمسكوا بالطائفية
اختار السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي عدم مغادرة العراق بهدوء، فقد ظهر في مقابلة وداعية عاصفة، على شاشة تلفزيون حليف لـ «الإطار التنسيقي»، الذي يمثل الفصائل المسلحة في معركة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وأسدى نصيحة لأحزاب البلاد بترك مشروع الأغلبية النيابية العابرة للتقسيم الطائفي، والعودة إلى حكومة شاملة تقوم على حصص الطوائف. وعلل مسجدي ذلك ببساطة: «أنتم لستم بلد مؤسسات ولا ديموقراطية مستقرة، وتحتاجون توافقاً طائفياً».مسجدي الذي كان يتحدث على شاشة كردية تابعة لحزب الرئيس الراحل جلال طالباني، لم ينتظر أكثر حتى أطلق تهديداً واضحاً لأربيل عاصمة إقليم كردستان: «نرجوكم أن تكفوا عن تهديد الأمن الإيراني، حتى لا يتكرر القصف»، في إشارة إلى قصف أربيل بالصواريخ البالستية الشهر الماضي، بزعم وجود مقر لـ «الموساد» الإسرائيلي هناك.
ويقول حزب الزعيم الكردي مسعود بارزاني إنه يتعرض لضغوط إيرانية فوق العادة بسبب تحالفه مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يحاول أن يقود تحالفاً من المكونات الثلاثة الرئيسية لتشكيل حكومة تكبح جماح حلفاء طهران وفصائلهم المسلحة.وصباح الخميس كان قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية العميد إسماعيل قآني يخطب في طهران بذكرى مقتل أحد جنرالاته بالجبهة السورية، وكرر كذلك لغة تهديد مشابهة لأربيل، متوعداً إسرائيل بقصف كل نشاط لها في المنطقة كما حصل مع عاصمة الإقليم الكردي. وتحاول إيران الضغط على الحلفاء السنة لزعيم تيار الصدر، لكنها تجد في أربيل تهديداً أكبر نظراً لنفوذ بارزاني سياسياً واقتصادياً بما يتداخل مع الحدود الإيرانية والتركية والسورية، ويتشابك مع مصالح حساسة تتعلق بالطاقة خصوصاً.وكانت مصادر سياسية أكدت قبل يومين أن وفداً إيرانياً يقوده السفير الإيراني السابق دانائي فر، وهو من أصول عراقية من كربلاء، أجرى مباحثات مع القيادات الكردية في أربيل كانت عبارة عن «مساومة واضحة» بشأن النفط وتشكيل الحكومة.وذكرت مصادر مقربة من حزب الاتحاد الوطني أن دانائي قال صراحة لبارزاني، إن عليه ترك الصدر، مقابل تخلي رئيس الجمهورية برهم صالح عن الترشح للمنصب مجدداً، ومنح بارزاني كل وزارات الأكراد في الحكومة المركزية. كما أكد له أن طهران ستتدخل في قرار المحكمة العليا العراقية لتعيد النظر في قرارها منع أربيل من بيع النفط، مقابل اعتراف كردي بأن تركيا على الأقل هي سوق تقليدي للغاز الإيراني، وأن الغاز العراقي لن يمر عبر كردستان إلى أنقرة، أو أوروبا، كما تفترض بعض المشاريع العراقية الطموحة.