بينما يشارف العام الدراسي الحالي على الانتهاء، والذي وصف بأنه إستثنائي بسبب جائحة "كورونا" ونظام المجموعتين، اشتكى معلمون على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي من تعليمات جاءتهم لتسريع الانتهاء من شرح الدروس المقررة في المناهج، لاقتراب موعد الاختبارات النهائية.

وقال الموجه الفني ضاوي العصيمي إن هناك سوء توزيع للمناهج، ودمج للدروس بطريقة غير سليمة، فالحصص قصيرة وأيام الدوام الفعلية للطالب أقل من الوضع الطبيعي، مشيرا إلى أن معلما في المدرسة التي يدرس فيها ابنه يشرح الدرس ويقول لطلابه: اقرأوا وحلوا الأنشطة والتطبيقات في البيت، فهل يعقل هذا؟، وهل يمكن للطالب أن يستوعب دون شرح؟.

Ad

وأشار العصيمي، في تصريح لـ"الجريدة"، إلى أنه لا يلوم المعلم لأنه في وضع لا يحسد عليه نتيجة سوء توزيع المناهج وعدم مراعاة الوضع الاستثنائي وتقليص أيام الدوام الفعلية، مبينا أن الطالب فعليا لا يأتي إلى المدرسة سوى 10 أيام في الشهر أي أنه خسر %50 من أيام الدوام الفعلية قبل الجائحة.

الفاقد التعليمي

من جهته، قال المدير المساعد في احدى المدارس الثانوية بدر بن غيث لـ"الجريدة"، إن "كروتة" الحصص سيصبح أمر واقعا في المدارس خلال الأسابيع المقبلة، وذلك بحجة اقتراب موعد الاختبارات وضرورة الانتهاء من شرح جميع الدروس، مشيرا إلى أن هذا الأمر أصبح جزءاً لا يتجزأ من عمل الوزارة بكل أسف.

وأشار بن غيث إلى أن الفاقد التعليمي الذي عانى منه الطلاب تطور ليصبح فجوة تعليمية كبيرة الآن وعلى الوزارة وضعها في حساباتها ليتم تداركها بأن تخصص شهرا كاملا في بداية العام الدراسي المقبل لمعالجة هذه الفجوة، متسائلاً: "من المظلوم هنا؟ أليس الطالب، ومن سيقف معه؟ فعلى مدى سنوات ونحن نعاني في الميدان من مشكلة ضغط المناهج والدروس في زمن غير كاف".

وأضاف أن تغيير مواعيد انهاء المناهج والتعديلات التي تتم على ما يسمى بالقرار رقم (1) أمر في غاية الغرابة، مشيرا إلى أنه يفترض فيمن يضع هذه القرارات والمواعيد الهامة أن يكون ملما بجميع تفاصيل المنظومة التربوية والمناهج ومواعيد العطل والمناسبات حتى يكون قراره مدروسا بشكل جيد ولا يخضع للتعديلات الآنية التي تسبب ربكة دائما للميدان بشكل سنوي وحتى قبل موضوع جائحة "كورونا"، معتبراً أن عدم استقرار مواعيد القرارات التربوية يدل على غياب أحد اضلاع العملية التربوية في وضع الخطط وهو المعلم الذي بكل أسف تم تغييبه خلال السنوات الماضية عن مثل هذه القرارات.

وذكر أن الطالب يتعرض لكثير من المعلومات في المناهج وهناك كم هائل منها وبالتالي لا يمكن "سلق" هذه المعلومات في عدد أقل من الحصص المقررة، لأنها ليست مهارات وإنما كمية من المعلومات يجب أن يتم شرحها بدقة ومراجعتها وهذا يتطلب وقتا.

ضاعت الأمانة

من جانبها، قالت المعلمة مناير الحمادي إن "التعليم أمانة وضيعتموها"، مشيرة إلى وجود توجه لتغيير موعد انهاء شرح الدروس لمناهج المرحلة الابتدائية إلى 22 مايو، متسائلة: كيف يمكن للمعلم الانتهاء من شرح الدروس؟ إلا إذا قام بشرح ستة دروس في كل حصة.

وأضافت الحمادي: ماذا لو كان التعليم مدمجا؟ كان يمكن الاستفادة من وجود حصص "أونلاين" للطلبة في أيام الراحة حتى يتمكن المعلم من شرح الدروس لكل الطلبة في يوم واحد، وهذا كان وفر للمعلم وقتا أكبر للشرح والمراجعة وتأكيد المعلومة لدى طلابه.

غياب مراكز رعاية المتعلمين يعزز الدروس الخصوصية

أكد بدر بن غيث أن غياب مراكز رعاية المتعلمين للسنة الثالثة على التوالي أمر مستغرب، إذ ان المدارس عادت للدوام الحضوري والاشتراطات الصحية تم تخفيفها، متسائلاً: لماذا لا تتم اعادة تشغيل هذه المراكز.

واعتبر أن غياب تلك المراكز عزز بشكل كبير ظاهرة الدروس الخصوصية التي يفترض في الوزارة أن تحاربها.

● فهد الرمضان