ماكرون يزور معقل ميلانشون و«يغازل» الكاثوليك

تظاهرات ضد اليمين المتطرف... و«الدورة الثانية» أصعب على لوبن

نشر في 17-04-2022
آخر تحديث 17-04-2022 | 00:05
قبل 8 أيام من موعد الاقتراع الحاسم، عقد مرشح الرئاسة الفرنسية الرئيس إيمانويل ماكرون تجمعاً كبيراً في مرسيليا ثاني أكبر مدن البلاد ومعقل زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، في محاولة لإقناع الناخبين الذين صوّتوا لليسار بالانضمام إليه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ضد منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن، وذلك عقب زيارة قام بها قبل يوم، إلى كاتدرائية نوتردام في محاولة للتودد إلى الناخبين الكاثوليك.

ومنذ الاثنين الماضي، ضاعف ماكرون تنقلاته في مناطق البلاد، وأجرى حوارات عفوية في بعض الأحيان مع الحشود.

ولم يتم اختيار مرسيليا عشوائيا. فقد صوتت المدينة المتوسطية الكبيرة بنسبة 31 في المئة لميلانشون خلال الدورة الأولى من الانتخابات في 10 الجاري.

وانتزاع أصوات ناخبي ميلانشون الذي جاء في المركز الثالث بحصوله على نحو 22 في المئة من الأصوات، حاسم للمرشحَين في الدورة الثانية في 24 الجاري، واللذين يحاولان منذ أيام تقديم تعهدات لهؤلاء الناخبين.

وحضر اجتماع ماكرون، الذي عقد أمام قصر فارو المطل على ميناء مرسيليا القديم، آلاف الأشخاص.

ومنذ إعلان نتائج الدورة الأولى، ضاعف الرئيس المنتهية ولايته، الذي قدم نفسه باستمرار على أنه «ليس من اليمين ولا من اليسار»، ولكنه اتُّهِم بأنه «رئيس للأغنياء»، مبادراته حيال اليسار والتيارات «الاجتماعية».

وأشار إلى احتمال تقديمه تنازلات بشأن مشروعه المثير للجدل لإصلاح المعاشات التقاعدية، وانتقد الرواتب «الفلكية» لكبار رجال الأعمال، وتحدث عن احتمال تخفيف معايير دفع مساعدات لذوي الاحتياجات الخاصة.

ويبقى معرفة ما إذا كانت هذه الإشارات ستقنع الناخبين الذين لا يمكن التنبؤ بنواياهم أو الذين يميلون إلى الامتناع عن إعادة إنتاج المنافسة بين ماكرون ولوبن.

وقبل يوم من زيارته لمرسيليا، حاول الرئيس المنتهية ولايته مغازلة الناخبين الكاثوليك، من خلال زيارة قام بها لكاتدرائية نوتردام. إلا أن فريقه أعلن أن سبب الزيارة يأتي في الذكرى الثالثة لاندلاع حريق ألحق أضرارا بالمعلم الباريسي الشهير الذي يعود تاريخه إلى 850 عاما ولمتابعة أعمال الإصلاح به، وليس كجزء من حملة إعادة انتخابه.

من جانب اليمينية القومية، لم يكن برنامج لوبن لنهاية الأسبوع معروفا حتى مساء أمس الأول، وظل جدول أعمالها غير مستقر. وقبل أيام من موعد الاقتراع الحاسم، تم تنظيم عشرات التظاهرات في عدد من المدن الفرنسية، خصوصا في باريس بدعوة من العديد من المنظمات والنقابات، للتعبير عن الرفض وقول كلمة «لا» لليمين المتطرف.

ويبدو أن الحملة للدورة الثانية من الانتخابات ستكون أصعب على لوبن التي اضطرت إلى الخوض في تفاصيل مشروعها، خصوصا فيما يتعلق بالقضايا السيادية.

وقبل الدورة الأولى، قامت بحملة هادئة ركزت خلالها على موضوع القوة الشرائية، الشغل الشاغل للفرنسيين. وأعادت تركيز صورتها ايضا، مستفيدة من التجاوزات والخطاب المتطرف للمرشح اليميني المتطرف الآخر إريك زمور، الذي حصل على 7 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى، واستبعد بذلك من «الثانية».

وخلال زيارة مفاجئة لسوق في بيرتوي (جنوب) أمس الأول، تعرضت مرشحة اليمين المتطرف لمضايقات من خصومها الذين هتفوا «مارين ارحلي!» و«عنصرية!».

وأكدت لوبن، التي تعرضت في بيرتوي لهجوم كلامي من سيدة مسلمة محجبة تعترض على خطتها لحظر الحجاب في الأماكن العامة، أنها تكافح من أجل «كل الفرنسيين أيا كانت أصولهم».

وأفاد استطلاع رأي عن نوايا التصويت أجراه «معهد إيبسوس» ومؤسسة «سوبرا ستيريا» لمصلحة قناة «فرانس إنفو» وصحيفة «لو باريزيان»، أن ماكرون سيلحق الهزيمة بلوبن بحصوله على 56% مقابل 44% في جولة الإعادة.

back to top