أين فاطمة البصارة؟
إشاعات ليس لها أساس، أم هي يا ترى حقائق أكيدة؟ لا ندري، في بلد "الشفافية والديموقراطية"، وماذا يدور في رؤوس الكبار أصحاب الشورى والحكمة والحكم وأصحاب الأمر والنهي؟... وإذا كان هذا لا يعجبكم فاشربوا ماء البحر، إشاعات كثيرة تتردد؛ منها حلّ المجلس ومجلس جديد إلّا أنه "مخزم"، فالمطلوب شكل جديد للديموقراطية الكويتية (مصدقين إن عندهم ديموقراطية)، الشكل الجديد المطلوب - كما أشارت بعض الصحف، وطبعاً قصدها شريف - هي أن يكون لها رأس إنسان وجسد الأسد، حيوان يشبه "أبو الهول" الذي تصدّى لأوديب وسأله عن حل اللغز المعروف حتى يمكن لهذا الفارس أن يدخل طيبة ويحكمها، وتحدث مأساته والعقدة النفسية التي هي كعقدتنا الأبدية مع إدارة الدولة من غير فرويد ولا فريد.الإشاعة الأخرى هي حلّ المجلس حلاً غير دستوري، وانفراد السلطة المشيخية بالحكم، وبعدها بأشهر أو مئة ألف سنة ستصبح الكويت سنغافورة الخليج في التنمية، والدنمارك في الحريات السياسية والاجتماعية، لا فيها نواب غمة "نمى إلى علمي عن دكتور بالجامعة..."، ولا هذا مسلسل تلفزيوني يخلّ بالعادات والتقاليد الأصيلة بداية من ذكريات رميلة وحتى أقصى نقطة رياء اجتماعي ومزايدات غبية... إلخ وإلخ حتى الاستفراغ.الإشاعة الترقيعية الأقوى لبلد تجري أموره منذ بداياتها من دون نهاية ترقيع بترقيع من حل المجالس وتشكيل الوزارات، وتعيين الرفاق من حزب "إن حبّتك عيني" في مراكز عالية وبرواتب جزيلة، إلى تغيير الأرصفة، وتزفيت الشوارع، وأخلاق قيادة السيارات، تقول الإشاعة إنه سيتم تعديل الدوائر، فتضم الدائرة "ألف" إلى الدائرة "ياء" حتى يُقصى هذا النائب المعارض، ويُضمَن الفوز لنواب فيروز الصغيرة، وسيستعطفون السلطة مرددين بأسى اليُتم: "أنت ماما وبابا وكل حاجة بحياتي".
ماذا سيجري في بلد الديموقراطية والشفافية وحكم القانون والدستور واللحى الممتدة،... اسألوا أهل البخاصة... هم عليهم التدبير والتفكير وأنتم عليكم التعفير والتبصير.فاطمة البصارة هي سيدة لبنانية اشتهرت بالكويت في الستينيات أنها تقرأ المستقبل، ميثولوجيا كويتية - لبنانية تناسب قوى التخريف المتسيّدة اليوم.