روسيا: الطلب على «الروبل» بلغ مستوى قياسياً أواخر فبراير

«إمدادات القمح لعملائنا الكبار لم تتأثر بالحرب»

نشر في 16-04-2022
آخر تحديث 16-04-2022 | 18:00
الروبل الروسي
الروبل الروسي
قالت النائبة الأولى لمحافظ البنك المركزي الروسي كسينيا يوداييفا، أمس، إن الطلب على "الروبل" ارتفع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في أواخر فبراير، لكن الرفع الطارئ لسعر الفائدة إلى 20 في المئة ساعد على زيادة جاذبية الودائع المصرفية.

وتعرض القطاع المالي والاقتصاد الروسي لضربة من العقوبات الغربية غير المسبوقة التي فرضت لمعاقبة موسكو على ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا بدأت 24 فبراير الماضي.

وقالت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني، إن روسيا ربما تكون في حالة تخلف عن السداد، وذلك بعدما حاولت دفع مستحقات سنداتها الدولارية بالروبل، وهو ما قد يكون أحد أكبر التبعات حتى الآن لاستبعادها من النظام المالي الغربي منذ قرار الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا.

وفي حالة إعلان تخلف موسكو عن السداد، سيكون ذلك أول تخلف كبير لروسيا عن سداد سندات خارجية منذ الثورة البلشفية عام 1917، غير أن الكرملين يقول إن الغرب يدفع البلاد دفعاً للتخلف عن السداد من خلال فرض عقوبات معوقة.

وكانت روسيا قدمت مدفوعات مستحقة في الرابع من أبريل على اثنين من السندات السيادية، واللذين يحل أجلهما في 2022 و2042، بالروبل بدلا من الدولار الذي كان يتعين عليها الدفع به بموجب شروط إصدار هذه الأوراق المالية.

من جانب آخر، قال معهد دراسات السوق الزراعية في موسكو، إن وتيرة تصدير الحبوب الروسية إلى أكبر العملاء، مصر وتركيا وإيران، لم تتأثر كثيراً رغم العقوبات، حيث كان هناك مرونة في صادرات الحبوب لرفع الشحنات لهذه الدول.

وتم تحميل ما يقرب من 900 ألف طن من القمح في الموانئ الروسية هذا الشهر، بما يتماشى مع وتيرة مارس، وفقاً لأرقام شركة "Logistics OS"، المتخصصة في بيانات الشحن.

لكن المعهد الروسي يتوقع تراجع شحنات الحبوب بالأشهر المقبلة بسبب ارتفاع الروبل وضرائب التصدير المرتفعة.

على صعيد آخر، قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، إن الصندوق سيخفض تقديراته للنمو العالمي لعامي 2022 و2023، إذ تتسبب الحرب الروسية في أوكرانيا بارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، مما يزيد الضغط على الاقتصادات الهشة بالفعل، محذرة من أن العالم يمر "بفترة خطيرة جدا".

وأضافت جورجيفا في كلمة قبل إعلان التوقعات الجديدة التي ستصدر في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين الأسبوع المقبل، إن الصندوق سيخفض توقعاته للنمو في 143 اقتصادا تمثل 86 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي على الرغم من أن معظم الدول ستحافظ على نمو إيجابي.

وذكرت جورجيفا، التي أشارت في السابق إلى انخفاض محتمل في النمو، أن الغزو الروسي لأوكرانيا "يرسل موجات صدمة في أنحاء العالم" ويتسبب في انتكاسة هائلة للدول التي تكافح من أجل التعافي من جائحة كوفيد-19 التي ما زالت موجودة.

وقالت في تصريحات لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن إن "السبب الأساسي لما نواجهه اليوم هو الحرب التي يجب أن تنتهي"، موضحة أنه "من الناحية الاقتصادية، ينخفض النمو وسيرتفع التضخم، ومن المنظور الإنساني تنخفض دخول الناس وتزداد المصاعب".

وأضافت أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا تعكس "نظاما عالميا تأثر بشدة"، محذرة من خطر جديد كبير يتمثل في تجزئة الاقتصاد العالمي إلى تكتلات جيوسياسية مع اختلاف معايير التجارة والتكنولوجيا وأنظمة الدفع والعملات الاحتياطية.

وذكرت أن الحرب أدت أيضا إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في أنحاء العالم نظرا لانقطاع إمدادات الحبوب والأسمدة من أوكرانيا وروسيا وروسيا البيضاء، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإضرار بأكثر الدول ضعفا.

back to top