قبل أسبوع من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تُجرى في 24 الجاري بين الرئيس الوسطي الحالي إيمانويل ماكرون والمرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية اليمينية المتطرفة مارين لوبن، كشف النقاب عن اتهام الأخيرة مع شخصيات قريبة منها باختلاس نحو 600 ألف يورو من الأموال العامة الأوروبية خلال فترة ولايتهم في البرلمان الأوروبي.وكشف موقع ميديابار الإعلامي الفرنسي، أمس الأول، أن اتهام لوبن صادر عن تقرير نهائي للمكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، وأرسِل إلى القضاء الفرنسي في 11 مارس الماضي، وهو يقوم بتحليله.
وقال محامي لوبن، رودولف بوسلو، إنه «مندهش» من التوقيت الذي كشِف فيه هذا التقرير ومِن «استغلاله» انتخابيا ضد موكلته.وعبّر بوسلو عن استيائه من «الطريقة التي تصرّف بها» المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، مشددا على أن جزءا من التقرير يتعلّق بـ «وقائع قديمة تعود إلى أكثر من 10 سنوات».وأضاف أن لوبن «لم يَجرِ استدعاؤها من جانب أي سلطة قضائية فرنسية»، منتقدا عدم إرسال التقرير النهائي له أو إلى لوبن.ووفقا لبوسلو، فإن تحقيق المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال مفتوح منذ عام 2016 وتم استجواب لوبن عن طريق البريد في مارس 2021.ويتعلّق التقرير الجديد للمكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال والذي نشر «ميديابار» مقتطفات منه، بالنفقات التي يمكن لأفراد المجموعات السياسية استخدامها في إطار تفويضهم بصفتهم أعضاء في البرلمان الأوروبي، والتي قد تكون لوبن ومقربون منها استخدموها لأغراض سياسية وطنية أو لتغطية نفقات شخصية أو خدمات لمصلحة شركات تجارية مقرّبة من حزبها «التجمع الوطني» ولكتلة «أوروبا الأمم والحريات» النيابية اليمينية المتطرفة.ويتهم المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال كلا من لوبن و3 أعضاء سابقين في البر لمان الأوروبي، هم والدها جان ماري لوبن، وصديقها السابق لويس أليو، وعضو المكتب الوطني لـ «التجمع الوطني» برونو غولنيش، وكتلة «أوروبا الأمم والحريات»، باختلاس نحو 600 ألف يورو، ويوصي باستردادها.وفقاً للتقرير، قد تكون مرشّحة «التجمع الوطني» اختلست شخصياً نحو 137 ألف يورو من الأموال العامة من برلمان ستراسبورغ، عندما كانت عضوا في البرلمان الأوروبي بين عامي 2004 و2017.ومنذ يونيو 2017، تُلاحَق لوبن أيضا في إطار تحقيق يُجرى في باريس حول قضية وظائف وهمية في البرلمان الأوروبي لمساعدين حزبيين.وفي ظل احتدام المواجهة بين المرشحين للرئاسة الطامحين لاجتذاب ناخبي اليسار الذين سيسيّرون دفة الاقتراع في 24 الجاري، تعهّد ماكرون أمس الأول من مدينة مرسيليا بوضع قضايا البيئة في صلب ولايته الرئاسية الجديدة. وتعهّد ماكرون الذي تمكّن في الأيام القليلة الماضية من توسيع الفارق مع لوبن في استطلاعات الراي التي توقعت بنسبة 55.5 الى 57 بالمئة بتجديد سياسته «تجديدا كاملا»، مؤكدا أنه استوعب الرسالة الموجهة خلال الدورة الأولى.إلى ذلك، أظهر استطلاع داخلي أن أغلبية النشطاء المسجلين من أنصار مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلونشون سيمتنعون عن التصويت أو يضعون بطاقات بيضاء في صندوق الاقتراع.
دوليات
«اختلاسات» لوبن تنفجر بوجهها قبل «الدورة الثانية»
17-04-2022